سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نواب اليمين واليسار يحرضون ضد المفاوضات والمؤتمر الدولي ويهاجمون السلطة لإطلاقها "المشتبهين" الثلاثة . أولمرت يؤكد إحباط محاولة لاغتياله في أريحا قبل اشهر ويواصل الحوار ... لكن لا يتوقع اختراقاً في أنابوليس
تذرع معظم نواب الاحزاب الإسرائيلية اليسارية واليمينية على السواء برواية رئيس جهاز الأمن العام شاباك يوفال ديسكين عن"إحباط مخطط لدى عناصر في حركة فتح لتنفيذ اعتداء على موكب رئيس الحكومة الإسرائيلية في زيارته لأريحا للقاء الرئيس الفلسطيني"محمود عباس، لتبرير معارضتهم إجراء مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين ولمناشدة اولمرت عدم إيفاد ممثلين عن حكومته لمؤتمر أنابوليس في الولاياتالمتحدة، وذلك غداة تهديدات زعيمي حزبي"شاس"و"إسرائيل بيتنا"بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وفرط عقده في حال تناول المؤتمر المذكور القضايا الحساسة في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وفي مقدمها قضية القدس، ليرد عليها اولمرت مطمئناً شركاءه أن"مؤتمر أنابوليس لن يحقق أي اختراق تاريخي". وكان ديسكين"كشف"في جلسة الحكومة الأسبوعية أمس أن خلية تابعة ل"فتح"خططت لمهاجمة موكب اولمرت أثناء دخوله أريحا للقاء رئيس السلطة الفلسطينية في السادس من آب أغسطس الماضي. وقال إن جهازه أحاط أجهزة الأمن الفلسطينية علماً ب"المخطط"فاعتقلت الأخيرة ثلاثة من أعضاء الخلية فيما اعتقلت إسرائيل عنصرين آخرين. واضاف ديسكين أن أجهزة الأمن الفلسطينية أفرجت أواخر الشهر الماضي عن المعتقلين الثلاثة"رغم اعترافهم بضلوعهم في المخطط"، معتبراً ذلك استهتاراً بحياة رئيس الحكومة الاسرائيلية. وأثارت أقوال ديسكين عاصفة من ردود الفعل في الحلبة السياسية الإسرائيلية، ونقل عن أوساط سياسية رفيعة المستوى أن إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى مجرد محاولة تنفيذ الهجوم والإفراج عن المخططين. وأضافت أن مكتب اولمرت نقل احتجاجاً شديد اللهجة الى مكتب عباس وأن إسرائيل لا تزال تنتظر كيف سيتصرف الأخير. وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إنها أطلعت نظيرتها الأميركية كوندوليزا رايس على"مخطط الاغتيال". وتابعت أن إسرائيل تنظر بخطورة إلى انتهاج الفلسطينيين سياسة"البوابة المستديرة"المتعلقة بإطلاق"عناصر إرهابية"بعد فترة قصيرة من اعتقالهم. واشترطت أي اتفاق مع الفلسطينيين بتطابقه التام مع المرحلة الأولى من"خريطة الطريق"الدولية"التي تدعو الفلسطينيين إلى محاربة الإرهاب". وقال وزير الأمن الداخلي آفي ديختر للإذاعة العبرية إنه رغم المخطط فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية لم يكن في خطر أثناء زيارته أريحا"لأنه حتى من دون المعلومات الاستخبارية اتُخذت الإجراءات الكفيلة بتقليص الخطر الذي يتهدده خلال الزيارة إلى الحد الأدنى". وأضاف ان الإفراج عن المخططين"الذين اعترفوا خلال التحقيق معهم بالتخطيط للاعتداء على رئيس الحكومة الإسرائيلية"يؤكد سياسة الفلسطينيين في السنوات السبع الأخيرة القائمة على"التظاهر بمحاربة الإرهاب". وعن مصير المفاوضات مع الفلسطينيين، قال ديختر إن ثمة توافقاً على حقيقة واحدة تقضي بأن القضايا الجوهرية أزيلت عن جدول أعمال مؤتمر أنابوليس،"وسيكون الموضوع الرئيس هناك تنفيذ السلطة الفلسطينية التزامها الوارد في خطة الطريق لمحاربة الإرهاب". ووجدت أوساط في حركة"شاس"الدينية المتشددة الشريكة في الائتلاف الحكومي في"كشف ديسكين"مناسبة لتأكيد طلب زعيمها نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي شطب القضايا السياسية من جدول أعمال مؤتمر أنابوليس وحصره في القضايا الاقتصادية، فيما دعا نواب من اليمين اولمرت إلى"الافاقة من الحلم العبثي بوجود شريك فلسطيني"وإلى قطع اتصالاته برئيس السلطة الفلسطينية"الذي يؤوي الإرهاب"وإلى إعلان إسرائيلي رسمي عن إلغاء مؤتمر أنابوليس. كما صدرت أصوات داخل حزب"كديما"الذي يتزعمه اولمرت تدعوه إلى عدم القيام بأي بادرات حسن نية لرئيس السلطة"غير القادر على السيطرة حتى على حركته فتح". وأعلن وزير الدولة عامي أيالون إلغاء لقائه المقرر وزير شؤون الأسرى الفلسطيني أشرف العجرمي احتجاجاً. ولم تختلف أصوات نواب الوسط واليسار عن نظرائهم المتشددين واعتبر بعضهم"محاولة الاغتيال"أمراً لا يجوز السكوت عنه أو التسامح فيه. من جهته، أكد اولمرت للصحافيين الإسرائيليين الذين يرافقونه في زيارته لباريس ولندن وجود مخطط لاغتياله"تسبب لي باستياء بالغ"، لكنه أضاف أنه سيواصل حوار السلام مع الفلسطينيين من دون تجاهل هذا المخطط"وليست لدينا النية للتوقف عن الحوار مع الفلسطينيين". وكان اولمرت قال في مستهل جلسة الحكومة أمس ان مؤتمر أنابوليس لن يكون بمثابة"اختراق تاريخي أو التوصل إلى اتفاق"، إنما سيوفر، كما اتفق منذ البداية"مظلة دولية لدعم دولي لمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لتحقيق رؤيا الرئيس جورج بوش القاضية بحل دولتين للشعبين".