قرّر عملاق البرمجيات العالمي "مايكروسوفت" مواكبة الطفرة التي تمر فيها منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج، عبر مبادرة تعليمية موجهة إلى المنطقة التي زارها نائب الرئيس العالمي في الشركة ليطلقها شخصياً تعبيراً عن مدى الاهتمام الذي توليه لها الشركة. وتزامن إطلاق المبادرة مع تجدد الحديث عن قضية الاحتكار التي واجهتها الشركة العالمية على مدار السنوات الثلاث الماضية، وخسرت الاستئناف فيها لمصلحة المفوضية الأوروبية أخيراً، وان حرص نائب الرئيس علي فرماوي، رداً على سؤال ل"الحياة"، على نفي أية علاقة بين الأمرين. وأكد أن الدورات التعليمية المجانية التي ستطلقها"مايكروسوفت"إقليمياً"ليست وسيلة لزيادة المبيعات"، ولو لم ينف دور هذه البرامج والدورات التدريبية في"حفز المبيعات في شكل غير مباشر". لكنه ركز على دورها"المهم في تطوير مجتمع تقنية المعلومات في هذه الدولة أو تلك، والارتقاء بمهارات المستخدمين". إذ أشار مستنداً الى دراسات، الى أن"70 في المئة من مستخدمي الكومبيوتر لا يطورون أنفسهم مع البرامج الجديدة بل يعملون بالطريقة ذاتها التي تعمل بها البرامج القديمة". ورفض فرماوي تحديد التكلفة الاقتصادية للمبادرة، لكنه أوضح أنها تشمل دول الخليج، وستتحمل"مايكروسوفت"النفقات مهما بلغت قيمتها، لافتاً الى أن الشركة"تستثمر ملايين الدولارات في برامج تعليمية مجانية وبلايين الدولارات في الأبحاث والتطوير. كما أن استثماراتها في المنطقة العربية أكبر من أن تحصى لو أخذنا في الاعتبار الاستثمار في الموارد البشرية العربية العاملة بأعداد كبيرة في الشركة، ليس فقط في الدول العربية بل عالمياً أيضاً، فضلاً عن عمليات التعريب للبرمجيات. واعتبر ان هدف الدورات التدريبية في الأساس يتمثل في"زيادة قدرة الناس في المنطقة على التعامل في شكل أفضل مع الكومبيوتر وأدوات التقنية المختلفة، والمشاركة مفتوحة لكل الأعمار والمستويات الوظيفية، وتتم بالتنسيق مع شركات وجامعات ومؤسسات حكومية. وعزا إطلاق المبادرة في منطقة الخليج الى"التطور الكبير الذي قطعته دول المنطقة في التحول الى الأعمال الإلكترونية وتطور بنيتها في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات". واعتبر أن تحرير قطاع الاتصالات في المنطقة"محرك أساس للنمو يدفع في اتجاه مزيد من التطور التقني والأخذ بأحدث النظم في المجالات". وأكد نائب رئيس"مايكروسوفت"ل"الحياة"أن الشركة"تنفذ حكم المحكمة الأوروبية منذ صدوره قبل ثلاث سنوات، على رغم استئنافها الأول ضد الحكم الذي رفضته المحكمة في تموز/ يوليو الماضي، وأشار إلى أنها تطرح منذ صدور الحكم، البرمجيات في السوق الأوروبية في شكلين"أحدهما يتضمن برنامج التشغيل"ويندوز"مع برمجيات الصوت والصورة محل الجدل، والثانية من دون هذه البرمجيات وتترك الاختيار للمستهلك". ولفت الى ان"المبيعات متدنية جداً"في النوع الأخير بطبيعة الحال،"ما يؤكد أن المسألة ليست بهذا الحجم الكبير". وتخطط"مايكروسوفت"لإدخال منهج للتأهيل المعلوماتي في مجموعة واسعة من المبادرات المحلية، بإنشاء إصدارات من المنهج أكثر تركيزاً على الاحتياجات المحلية، والتعاون مع البرامج المحلية.