اطلقت القوات الاميركية في العراق مشروعاً جديداً لتجنيد النساء في المناطق الساخنة تحديداً كجزء من مشروع المصالحة الوطنية وامتداداً لقبول المتطوعين للانخراط في صفوف الاجهزة الامنية، يركز على تدريب النساء في تلك المناطق على استخدام السلاح والتفتيش وجمع المعلومات وتأهيلهن للعمل ضمن كوادر حماية المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية وغيرها من المنشآت المدنية. وأكد مصدر أمني عراقي رفيع المستوى، فضل عدم ذكر اسمه، ل"الحياة"ان"المشروع اميركي بحت ولم يتدخل الجانب العراقي فيه حتى الآن"، مشيرا الى ان"المرحلة الاولى من المشروع نفذت في منطقة الاعظمية شمال بغداد وشملت عدداً من النساء اللواتي جرى استقطابهن عن طريق شيوخ العشائر والوجهاء في المنطقة"لعدم تقبل الاهالي للمشروع كونه يرتبط بالقوات الاميركية مباشرة". ولفت الى ان المشروع لا يزال في مراحله الاولى وتموله القوات الاميركية العاملة في المنطقة ويشترط بالمتطوعات ان يكنّ من اهالي الاعظمية تحديداً. وزاد ان المتطوعات يتلقين تدريبات بسيطة تمكنهن من استخدام السلاح والدفاع عن انفسهن واجادة فن التفتيش. ولفت الى ان المتطوعة تحصل على 300 دولار شهرياً وان وزارتي الداخلية والدفاع تراقبان المشروع"ولديهما افكار في شأنه لم تتبلور بعد". وختم ان المشروع ليس جزءاً من مشروع اعداد المتدربات الامنيات الذي اطلقته وزارتا الدفاع والداخلية في وقت سابق. وتعد الاعظمية، ذات الغالبية السنية، والمناطق المحيطة بها من اسخن احياء بغداد حيث تتناوب القوات الاميركية والجماعات المسلحة السيطرة عليها ما دفع الحكومة العراقية الى عزلها بجدار اسمنتي. واعلن الجيش الاميركي في بيان عن بدء الدورة الاولى لتدريب المتطوعات من النساء على سلك الشرطة في الاعظمية. وقال قائد العملية الرائد ايك سالي:"اصبحت الحاجة الى وجود نساء أمنيات ضرورة ماسة خصوصاً بعدما قامت احدى الانتحاريات بالدخول الى مبنى حكومي من دون تفتيشها وتفجير حزام ناسف قتل عدداً كبيراً من المواطنين في منطقة الفضل". واشار الى ان"الارهابيين يمكن ان يتخذوا اي شكل او حجم". وأكد ان التقاليد في العراق تمنع الرجال من تفتيش النساء"لكن لا يمكن لأي شيء ان يمنع امرأة من تفتيش امرأة اخرى ولهذا السبب كان لا بد من اعطاء النساء في الاعظمية الفرصة للمساعدة في فرض الامن". وتألفت الدفعة الاولى من قوة امن الاعظمية النسوية من 51 متطوعة اكملن دورة تدريبية امتدت لاسابيع تدربن خلالها علي إجراءات التفتيش والتحريات، واكتساب مهارات استخدام البندقية الحديثة من طراز اي كي 47، اضافة الى الالمام بالمهارات الوظيفية الاخرى التي تمكنهن من أداء وظائف امنية. وشهدت الاعظمية شمال شرقي بغداد والمناطق المحيطة بها خلال الايام القليلة الماضية عمليات امنية واسعة النطاق في اعقاب قيام جماعات مسلحة بلصق منشورات تطالب اهالي المنطقة ومنطقة راغبة خاتون بممارسة اعمالهم وفتح محلاتهم شريطة ان"لا يتعاملوا مع المحتل او يقدموا له معلومات تعينه عليهم".