انضم الجيش الصربي إلى المؤسسات الأمنية التي تلاحق القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش، وغيره من الذين يرفضون المثول أمام محكمة لاهاي، التي تتهمهم بارتكاب جرائم حرب، فيما أكد زعماء الصرب البوسنيين مواصلة موقفهم بالتصدي للممثل الدولي الأعلى في البوسنة ميروسلاف لايتشاك ورفض قراراته الخاصة بالمؤسسات المركزية للدولة البوسنية. وأعلن وزير الدفاع الصربي دراغان شوتانوفيتش، أن فرقاً خاصة من الجيش والمؤسسات الأمنية"تقوم بحملات تفتيشية مفاجئة، نهاراً وليلاً، للقواعد العسكرية في بلغراد وأنحاء صربيا، للتأكد من عدم اختفاء راتكو ملاديتش وغيره من المطلوبين بجرائم حرب فيها أو مساعدتهم على استمرار الفرار". يأتي هذا الإعلان، عشية وصول المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي إلى بلغراد اليوم، في زيارة تستغرق يومين، للاطلاع على الإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات الصربية للقبض على المطلوبين من المحكمة. في غضون ذلك، استقبل الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا أمس وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما، الذي يزور بلغراد لمناسبة افتتاح المعرض 52 للكتاب الدولي فيها والذي تشارك فيه إيطاليا بجناح كبير. ودعا تاديتش وكوشتونيتسا الوزير الإيطالي، إلى"رفض بلاده لرغبة الألبان بإعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد بعد العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل، وأن تواصل إيطاليا إلتزامها بقرار مجلس الأمن 1244 الذي يضمن حق صربيا بوحدة أراضيها ويمنح إقليم كوسوفو حكماً ذاتياً واسعاً". على صعيد آخر، أعلن رئيس حكومة صرب البوسنة ميلوراد دوديك، أنه"لن يتراجع عن قراره الانسحاب من الحكومة والبرلمان، وكل المؤسسات المركزية للدولة البوسنية، وعرقلة عملها، ما لم يتراجع الممثل الدولي لايتشاك عن قراره الخاص بتغيير أسلوب التصويت على القرارات فيها، ومحاولاته إلغاء وجود الشرطة الصربية المستقلة عن السلطات البوسنية المركزية". وأضاف:"إن لايتشاك على وهم عندما يتصور أنه فوق الدستور البوسني القائم على أسس اتفاق دايتون الذي أُبرم أواخر 1995 لإنهاء الحرب البوسنية ومواقف الشعب، وأن في إمكانه أن يفعل ما يشاء باستعراض قوته، على رغم المشكلات التي يثيرها لنفسه والتي تزعزع الوضع البوسني المستقر". ويأتي هذا التصريح، جواباً على دعوة الولاياتالمتحدة صرب البوسنة بعدم تنفيذ تهديداتهم بالانسحاب من المؤسسات المركزية للدولة المشتركة مع المسلمين والكروات بسبب معارضتهم لقرارات الممثل الدولي لايتشاك.