شدد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمس، على أنه يتعين على إسرائيل إثبات جديتها على أرض الواقع لإحلال السلام في المنطقة، قبل انعقاد المؤتمر الدولي للسلام الذي دعت اليه الولاياتالمتحدة في أنابوليس. واعرب الأمير سلطان الذي يزور الكويت اليوم على رأس وفد سعودي رفيع المستوى، عن امله بان يكون المؤتمر"في إطار جهد دولي جاد يعالج القضايا الجوهرية للنزاع، وعلى جميع المسارات، وبما يكفل الانسحاب الإسرائيلي الشامل من جميع الأراضي العربية المحتلة والوصول إلى الحل النهائي وفق إطار زمني محدد، وبما يمكّن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقوقه التي كفلتها له كل المواثيق والعهود والقرارات والشرعية الدولية". وشدد على"أن السلام في المنطقة لن يتحقق من دون منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة كاملة، وفي مقدمها القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة". ودعا ولي العهد السعودي العراقيين إلى"التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ التدخلات الخارجية في الشأن العراقي الداخلي وتحكيم العقل، والحفاظ على وحدة العراق وعروبته، واستقلاله، واستقراره، وسيادته، وسلامته الإقليمية، وضمان المساواة في الحقوق والواجبات لجميع أبناء الشعب العراقي الشقيق بمختلف مذاهبهم وأطيافهم السياسية". منوهاً بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في التصدي لأزمات المنطقة والعالم، خصوصاً الوضع في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها. وكرر الامير سلطان، في حديث الى صحيفة"الرأي"نشرته أمس، لمناسبة زيارته الكويت لأيام عدة، دعوة السعودية إلى خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. متطلعاً إلى إنهاء أزمة الملف النووي الإيراني سلماً ومن خلال الوسائل الديبلوماسية. وقال:"نأمل بان تتكلل الجهود الدولية الساعية إلى تحقيق نهاية سلمية وسريعة للملف النووي الإيراني على نحو يجنب المنطقة سباقات تسلح عبثية ومخاطر بيئية جدية". وأشار ولي العهد السعودي إلى وقوف بلاده مع لبنان واستمرار دعمها له"منذ استقلاله وفي كل الظروف"، مؤكداً أنها"وقفة أخوة ومحبة وصداقة"، ومعتبراً أن"الدعم السعودي للبنان مستمر في كل الأوقات". لكنه أبدى خشيته على لبنان بمروره حالياً ب"منعطفات خطرة تهدد أمنه واستقراره". وقال:"نحن في المملكة العربية السعودية نقف على المسافة نفسها من جميع الأطراف اللبنانية، ولا نتدخل في الشأن اللبناني الداخلي وإنما نقوم بما يمليه علينا الواجب تجاه الأشقاء هناك بمتابعة الجهود لدى جميع الأطراف في سبيل حضهم على حل الخلافات القائمة، خاصة مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية، ونتمنى على الجميع في لبنان تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار". وعبّر الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن وجهة نظر المملكة العربية السعودية تجاه ظاهرة الإرهاب، قائلاً إن التعامل معها"ليس فقط من الزاوية الأمنية البحتة، وإنما على المستوى الفكري ليس في منطقتنا فحسب، بل على مستوى العالم أجمع بمختلف معتقداته". ولفت إلى أن جهود السعودية متعددة المستويات في مكافحة الإرهاب، واحتضانها لأول مؤتمر دولي مخصص لمعالجة الظاهرة. وفي هذا السياق قال إن المعالجة الفكرية تشكل"محوراً مهماً في سياسة المملكة وجهودها". وأضاف:"لذا فقد أكد خادم الحرمين الشريفين على الجهات ذات الصلة بالشأن الإعلامي والثقافي أن تبذل المزيد من الجهد، لمواجهة ظاهرة الإرهاب في جذورها الفكرية، كما أكد خادم الحرمين ضرورة أن يتيقظ الجميع لكل الأشكال التي يتستر خلفها العمل الإرهابي، وزيف الشعارات التي يرفعها، وتهافت الفكر الذي يدين به، وتناقضه مع الإسلام عقيدةً وشرعاً ومنهجاً، وضرورة محاربة كل ذلك على مستوى الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والموعظة، والفتوى، والعمل الاجتماعي".