اشاد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امس بالدور الكبير الذي تلعبه تركيا في منطقة الشرق الاوسط ومشاركتها الايجابية في حل مشكلاتها، ووصف علاقات المملكة معها بانها «استراتيجية». وقال الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو بعد محادثات بينهما «نرحب بالدور الكبير لتركيا ومشاركتها الايجابية في جهود حل المشكلات التي تذخر بها منطقتنا، وعلى رأسها المشكلة الفلسطينية، وكذلك مكافحة الإرهاب، ومكافحة الفكر الضال والمنحرف، الذي يعصف بمنطقتنا، ويهدف إلى إشاعة الفتنة، وإثارة النزعات العرقية والطائفية بها. وقال الوزير السعودي إن «أهمية دور تركيا تنبع من كونها دولة إسلامية كبيرة، ترتبط بعلاقات جيدة مع دول منطقة الشرق الأوسط، تتسم بالاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والعمل وفق أطر الشرعية والدولية، وهو الأمر الذي جعل من تركيا طرفاً فاعلاً بناء في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف: «من الطبيعي أن تتطور علاقاتنا لترتقي إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية، والذي من شأنه تأطير هذه العلاقة وتكريسها والدفع بها إلى آفاق أرحب في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية كافة وغيرها من مجالات التعاون، وذلك في خدمة المصالح المشتركة، والعمل نحو تحقيق أمن واستقرار المنطقة ورخاء شعوبها». وأشار الفيصل إلى أن عملية السلام حظيت بنصيب وافر في المحادثات، خصوصاً في ظل الجمود الذي تشهده والتناقض بين قول إسرائيل بتجميد الاستيطان وواقع الحال الذي يشهد بناء المزيد من المستوطنات، وآخرها في القدسالشرقية، الأمر الذي يعد مصدر قلق واستنكار شديد لنا، والمجتمع الدولي على حد السواء، كما أن هذه السياسة تلقي بالشكوك حيال جدية إحياء عملية السلام، على أسس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة في إطار حل الدولتين. ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً، مطالبين بوقفة حازمة وجادة لوضع حد لسياسة الاستيطان، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عموماً، وفي مدينة القدس خصوصاً. مع التأكيد على أن الحل العادل والشامل والدائم للنزاع ينبغي أن يرتكز على الانسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي العربية المحتلة كافة في العام 1967، بما فيها الأراضي السورية واللبنانية. وأضاف: «بحثنا أيضاً أزمة الملف النووي الإيراني ونتفق على حق إيران ودول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وندعم في الوقت ذاته الجهود الدولية المخلصة والجادة لحل أزمة الملف بالحوار وعبر الطرق السلمية». واعتبر الفيصل أن «استجابة إيران لهذه الجهود من شأنه نزع فتيل الأزمة وإزالة الشكوك والمخاوف الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي، ونرى أهمية تركيز الجهود على خلو منطقة الخليج والشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة النووية وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل». وفي ما يتعلق بالعراق، قال: «نأمل بأن تحقق الانتخابات المقبلة طموحات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والازدهار، والتعايش السلمي بين أبنائه كافة بمختلف أعراقهم وطوائفهم ومعتقداتهم وأطيافهم السياسية والحفاظ على استقلاله وسيادته بمنأى عن التدخلات الخارجية». وأضاف: «تناولنا أيضاً الوضع في اليمن الشقيق ونأمل بنجاح جهود الحكومة اليمنية في توفير الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية». وفي الشأن الأفغاني، أشار الفيصل إلى «أننا نرى أهمية السعي دائماً إلى تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأفغاني، حفاظاً على وحدته الوطنية، ودعم أمنه واستقراره ونمائه، كما بحثنا مطولاً العلاقات، واتفقنا على تفعيل الاتفاقات الموقعة بيننا، وأيضاً تعزيز التعاون القنصلي، إضافة إلى تكريس المشاورات السياسية وفق جدول دوري». من جهته، أوضح داود أوغلو أن العلاقات السعودية - التركية متينة، ونحن دائماً نستفيد من خبرة الأمير سعود الفيصل، وسعيد بشرف استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقال أوغلو إن الحكومة التركية تسعى حالياً إلى رفع الاستثمارات التجارية بين البلدين، إذ وصل حجم التبادل التجاري إلى 6 بلايين دولار، ولدينا طاقات لرفع حجم التبادل.