غوارديولا مُستاء من ازدحام جدول الدوري الإنجليزي    الهلال يضرب الأخدود برباعية في دوري روشن للمحترفين    المملكة تفعّل قواعد «التسويات المالية» لمواجهة الفساد    رسمياً .. النصر يضم الكولومبي "جون دوران"    ولي العهد يقود مسيرة تعزيز الانتماء.. إلزام الطلاب بالزي السعودي كرمز للهوية الوطنية    إحباط تهريب 198 كجم «قات» بمنطقتي عسير وجازان    نائب رئيس مجلس الوزراء وزير داخلية الإمارات يغادر الرياض    وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان العلاقات الثنائية بين البلدين    أمير الرياض يعزّي في وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    الأمم المتحدة: الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة «هائلة»    المملكة تضيء معرض القاهرة بالثقافة والترجمة    الفتح يتعاقد مع حارس النصر "العقيدي" على سبيل الإعارة    مسؤولة بالاحتياطي الفدرالي تدعو لمواصلة خفض أسعار الفائدة لحين تراجع التضخم    تعادل سلبي بين الفيحاء والتعاون في دوري روشن    «سيوف» السعودية تخطف التوقيت الأفضل في ال«جذاع»    موسكو: «البريكس» لا تخطط لإصدار عملة موحدة    مخيم "مشراق 2″يختتم فعالياته التوعوية تحت شعار "شتاؤنا غير مع تواصل"    التوعية ودعم الشباب.. أبرز توصيات ورشة "إعمار الأرض" بالأحساء    تدريب 15 طالبة جامعية على نظم المعلومات الجغرافية بالشرقية    تعليم شرق الدمام" يكرم الفائزين بمسابقة تحدي القراءة العربي    تعرف على تفاصيل «المصافحة الذهبية» للجهات الخاضع موظفوها لسلالم الخدمة المدنية    «صفقة السبت».. إطلاق 3 أسرى إسرائيليين مقابل 90 فلسطينيا    الأستاذ يحيى الأمير.. "وجدت نفسي تلميذًا بين يدي الطبيعة ومواسم الحصاد كانت تأسرني"    حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ينقذ امرأة من الغرق أثناء ممارسة السباحة    خطيب المسجد النبوي: ثقوا بربكم الرزاق الشافي الغني عن الخلق فهو المدبر لأموركم    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 55 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة    "هيئة العقار" تُعلن تمديد فترة استقبال طلبات الانضمام للبيئة التنظيمية التجريبية للشركات التقنية العقارية    دور برنامج خادم الحرمين الشريفين في إثراء تجربة المستضافين في ندوة بمكة اليوم    رحيل الموسيقار ناصر الصالح    تقييم جديد لشاغلي الوظائف التعليمية بالمملكة من 5 درجات    رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على تبوك والمدينة ومكة    ارتفاع اسعار النفط    الخليج يعزز هجومه بالنمساوي «مورغ»    «سلمان للإغاثة»: تدشين مشروع أمان لرعاية الأيتام في حلب    هل سمعت يوماً عن شاي الكمبوتشا؟    دهون خفيّة تهدد بالموت.. احذرها!    للبدء في سبتمبر.. روسيا تطلق لقاحاً مضاداً للسرطان يُصنع فردياً    رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة اصطدام الطائرتين في واشنطن    القاتل الثرثار!    وفاة ناصر الصالح    العنزي يحصل على درجة الدكتوراة    هل تنجح قرارات ترمب الحالية رغم المعارضات    برقية ولي العهد إلى الرئيس السوري الجديد.. خطوة إستراتيجية نحو استقرار المنطقة    التراث الذي يحكمنا    نيابة عن أمير قطر.. محمد آل ثاني يقدم العزاء في وفاة محمد بن فهد    لماذا صعد اليمين المتطرف بكل العالم..!    مصحف «تبيان للصم» وسامي المغلوث يفوزان بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    تجمع القصيم الصحي يفوز بأربع جوائز في ملتقى نموذج الرعاية الصحية السعودي 2025    "مفوض الإفتاء بمنطقة حائل":يلقي عدة محاضرات ولقاءات لمنسوبي وزارة الدفاع    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم مبادرة " تمكين المرض"    الديوان الملكي: وفاة الأميرة وطفاء بنت محمد آل عبدالرحمن آل سعود    المفتي للطلاب: احذروا الخوض في منصات التواصل وتسلحوا بالعلم    تعزيز العلاقات البرلمانية مع اليابان    عشر سنبلات خضر زاهيات    أهم الوجهات الاستكشافية    خطورة الاستهانة بالقليل    حسام بن سعود يستعرض مشروعات المندق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير سلطان: المملكة تجاوزت مرحلة التخطيط إلى توسيع المشاركة السياسية والاقتصادية
أكد عمق العلاقات مع إسبانيا في حديث لصحيفة (اي.بي.سي) تنشره "الرياض" بالاتفاق
نشر في الرياض يوم 04 - 06 - 2008

أعرب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد عن تقدير المملكة للدور الكبير الذي تضطلع به اسبانيا في اطار الاتحاد الأوروبي وكذلك مساعيها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال سموه في حديث لصحيفة (اي.بي.سي) الاسبانية الواسعة الانتشار تنشره "الرياض" بالتوافق معها وذلك لمناسبة زيارة الأمير سلطان الرسمية لاسبانيا التي تبدأ غداً (الخميس)، ان زيارته تأتي تأكيداً للعلاقات بين الرياض ومدريد، مضيفاً "اننا نعتبر اسبانيا بلداً صديقاً.. ونعمل بشكل متواصل لتقوية أواصر الصداقة من خلال تبادل وجهات النظر وتكثيف التعاون في المجالات المختلفة".
وتطرق سمو ولي العهد إلى مراحل التعاون السعودي - الاسباني بدءاً من العام الميلادي 1961حيث جرى توقيع أول اتفاق للتعاون التجاري والصناعي، واتفاق انشاء الصندوق السعودي - الاسباني برأسمال قدره بليون دولار في العام 2006والاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لاسبانيا العام 2007وزيارة الملك خوان كارلوس الأخيرة للمملكة.
ودعا الأمير سلطان في حديثه المجتمع الدولي إلى ممارسة دوره والضغط على (إسرائيل) للرد على المبادئ العربية للسلام مشيراً سموه إلى أن العنجهية الإسرائيلية وراء ضياع فرص السلام.
وأكد ولي العهد على حق أي دولة في أن تمتلك التقنية النووية السلمية معرباً عن الأمل في نهاية سريعة وسلمية للملف النووي الإيراني.
@ ماهي أهداف زيارة سموكم لأسبانيا والتي تبدأ يوم الخميس القادم؟
- نحن في المملكة العربية السعودية نقيم الدور الكبير الذي تقوم به اسبانيا في اطار الاتحاد الأوروبي وكذا دورها في تقوية الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. وان زيارتي لاسبانيا تتم لتأكيد العلاقات العميقة بين الرياض ومدريد، والذي يتتبع تاريخ العلاقات بين البلدين يلاحظ نمو هذه العلاقات في كافة المجالات وبالخصوص المجال السياسي والاقتصادي والثقافي. ونعتبر اسبانيا بلدا صديقا لذا نعمل بشكل متواصل لتقوية أواصر الصداقة من خلال تبادل وجهات النظر وتكثيف التعاون في المجالات المختلفة وأن المملكة ترتبط مع اسبانيا باتفاقية صداقة خاصة منذ عام 1961حيث جرى توقيع أول اتفاق للتعاون الصناعي والزراعي بين البلدين في 1974وآنذاك تم إنشاء لجنة للتعاون الصناعي وبعدها جرى توقيع عدة اتفاقيات ثقافية واقتصادية وصناعية بين البلدين ومن بينها اتفاق يتعلق بإنشاء صندوق سعودي اسباني برأس مال قدره ألف مليون دولار وتم التوقيع عليه خلال زيارة جلالة الملك خوان كارلوس الأول للمملكة عام 2006وأيضا جرى توقيع عدة اتفاقيات خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين لأسبانيا عام 2007وخلال الزيارة الأخيرة لجلالة الملك خوان كارلوس للمملكة.
@ المملكة العربية السعودية تقوم بدور حيوي لإحلال السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، ما هو تقييمكم لمسيرة مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للسلام في الشرق الأوسط والتي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002؟
- المملكة اهتمت على الدوام بإنهاء المعاناة الدائمة للشعب الفلسطيني منذ عام 1948، وما يتعرض له من قتل ونفي وحصار وانتهاكات .
وهذا الاهتمام يدعم بقدر كبير الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لذا المملكة تدعم كافة الجهود للتوصل لسلام. وقد ساندت المملكة وشاركت في مؤتمر للسلام بالشرق الأوسط عقد في مدريد والجهود الجارية للتوصل إلى السلام الذي يستند على هذه المبادئ وعلى أسس الشرعية الدولية وقراراتها. وأعلن خادم الحرمين الشريفين في مبادرته التاريخية للسلام لمنطقة الشرق الأوسط والتي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002وبهدف استشراف آفاق جديدة للتعايش السلمي المبني على استرجاع الحقوق العربية وإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي والتوصل إلى سلام دائم في المنطقة.
هذه المبادرة تحولت بسبب احتوائها على كافة المواضيع على أساس كافة الجهود العربية التي تتم للتوصل إلى سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط وهي تبلور المطالب الفلسطينية والعربية على أساس موقف موحد مشترك يعبر عن كافة مواقف الدول العربية. وأن كافة القمم العربية التي عقدت بعد قمة بيروت أكدت تمسك الدول العربية بهذه المبادرة والتي تمثل موقفا موحداً للأمة العربية. ومن المؤسف له الرفض المتواصل من قبل (إسرائيل) وتجاهلها لكافة المبادرات الدولية السلمية الجادة لحل النزاع وإصرارها على مواصلتها سياسة أحادية الجانب وعدم تطبيق القوانين الدولية والخرق الدائم لحقوق الإنسان من خلال بناء وتوسيع المستوطنات وبناء جدار العزل وتطبيق عقوبات جماعية على الشعب الفلسطيني وتجويعه، وهذا زاد من المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. لذا فإننا نطالب المجتمع الدولي التدخل الفوري والثابت لرفع الحصار وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وأن يقوم المجتمع الدولي بممارسة دوره على الطرف الاسرائيلي للرد على المبادرة العربية للسلام من اجل التوصل لسلام عادل وشامل بالمنطقة.
@ كيف تقيمون الجهود الأخيرة بين سوريا واسرائيل للتوصل لاتفاق سلام بين البلدين وهل هناك أعمال نجاح لهذه الجهود؟
- إن عملية السلام بدأت في مؤتمر مدريد للسلام وكان مدعاة للتفاؤل وفيه شاركت كافة الدول العربية متطلعة إلى أن يتحول إلى مبادرة ناجحة للتوصل إلى سلام في المنطقة على أساس مبدأ الشرعية الدولية وقرارتها وعلى اساس اتفاقية "الأرض مقابل السلام" والذي تقرر في مؤتمر مدريد ولكن العنجهية وعدم تطبيق اسرائيل لهذه القرارات كان سببا لضياع تلك الفرص لتحقيق السلام.والممارسات الإسرائيلية كانت ومازالت عاملاً محبطاً للعرب، والطرف الإسرائيلي يبدو غير جاد في التوصل للسلام. وكما ذكرت، الدول العربية كافة تبنت المبادرة العربية للسلام والتي حظيت بدعم دولي كبير وأن النجاح لأي جهد للتوصل للسلام مرهون بجدية الطرف الإسرائيلي.
@ هل تعتقدون أن انسحاباً سريعاً للقوات الأمريكية من العراق سيؤدي إلى فراغ كبير وحرب أهلية اسوأ من الوضع الحالي؟
- يؤلمنا في المملكة ما يحصل لأشقائنا في العراق وانطلاقاً من شعورنا بمسؤوليتنا العربية ولالتزاماتنا الإنسانية لتخفيف معاناة العراقيين فقد قمنا ومازلنا نساند كافة الجهود التي تساهم في استرجاع عراق آمن ومستقر.
وفيما يتعلق بالقوات الأمريكية المتواجدة في العراق وبقائها إلى جانب قوات التحالف الدولي أو انسحابها من العراق فهو موضوع يخص الشعب العراقي وحكومته. ونرى انه من المهم لأمن واستقرار العراق أن يكون هناك ضمانات لاستقراره وأمنه وسيادته واستقلاليته ووحدته الوطنية وهويته العربية.
@ ما رأيكم بالعلاقات بين إيران والغرب، وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل تعتقدون أن إيران سيكون لديها سلاح نووي من خلال تجاربها الحالية؟
- نحن في المملكة العربية السعودية نشجع ونعمل على الدوام في سبيل اطفاء شرارة الأزمات ونقوم بكافة الجهود للحفاظ على السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط وبناءً على ذلك نؤكد مراراً أهمية أن لا يكون في المنطقة ومن ضمنها الخليج وجود للسلاح النووي أو اسلحة الدمار الشامل وندعو كافة الدول في المنطقة للاحترام التام لاتفاقيات ومعاهدات منع انتشار الاسلحة النووية.
ويحق لأي دولة ان تمتلك التقنية النووية للاستخدامات السلمية وهذا يتم تحت اشراف ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وذلك لأن امتلاك أية دولة في المنطقة لسلاح نووي يمثل تهديداً لأمنها وسلامها. ونأمل أن الجهود الدولية التي هي بصدد التوصل إلى نهاية سلمية وسريعة للملف النووي الإيراني وأن تتكلل جهودهم بالنجاح.
@ يعتقد الكثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت سيستقيل من منصبه فهل تعتقدون أن تنحيه سيخدم جهود السلام في المنطقة أم سيزيد الأوضاع سوءاً؟
- الوضع الحالي سيئ بسبب الحصار والعقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والانتهاكات المتواصلة لاغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية لإقامة مستوطنات جديدة مكانها. لذا كان التوصل للسلام في الشرق الأوسط يعتمد على تحقيق العدالة بالنسبة للشعب الفلسطيني وأن السياسات يجب أن لا تعتمد على الأشخاص بل على أسس ومبادئ قانونية وأخلاقية وبالتالي فإن بقاء أو تنحي رئيس الوزراء الإسرائيلي يبقى موضوعاً داخلياً يخص إسرائيل وحدها والعرب أعلنوا عن موقفهم تجاه جهود السلام الشامل والعادل التي تستند لمرجعيات السلام الدولية وقراراتها، ونحن نريد من المجتمع الدولي أن يأخذ بعين الاعتبار عدالة القضية الفلسطينية والمعاناة المتواصلة للشعب الفلسطيني الشقيق.
@ على ما يبدو أن الأزمة اللبنانية قد توصلت إلى حل توافقي بعد اجتماعات الدوحة ويعتقد أن هناك دور سعودي شارك في التوصل إلى هذا الحل.. فما مدى مساهمة المملكة بالشأن الداخلي اللبناني؟
- رغبة من المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار لجميع البلدان العربية الشقيقة فقد قامت المملكة ولازالت بمساندة لبنان انطلاقاً من استقلاليته في كافة الظروف والمملكة وهي تواصل جهودها لإبعاد لبنان عن شبح الحرب الأهلية. وقامت المملكة بكل ما يمكنها وضمن الإطار العربي المشترك بمساندة الحوارات واللقاءات في الدوحة بين الأطراف اللبنانية بالإضافة إلى الجهود المعترف بها والتي قامت بها دولة قطر والجامعة العربية واللجنة العربية المشكلة بتوصية من اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الطارئ والذي عقد في القاهرة بطلب السعودية ومصر وكان لهما دور في التواصل لهذا الاتفاق. ومعروف أن المملكة ساهمت في خروج لبنان من الحرب الأهلية عن طريق اتفاق الطائف وليس من المستغرب أن تكون المملكة قريبة دوماً من اللبنانيين أو أن تقوم بكافة الجهود لمساعدتهم على تجاوز أي خلافات بينهم.
@ إن سعر البترول كان سبعة دولارات في السبعينات ووصل إلى 26دولار من خمسة أعوام وحاليا تجاوز 200هل يمكنكم إعلامنا ما هو حاصل في السوق البترولية وهل يمكن أن تعود الأسعار القديمة؟
- إن ما يحدد سعر البترول عدة عوامل متنوعة تخص السوق منها العرض والطلب ومستوى الاحتياط التجاري للبدان المستهلكة وأيضا يؤثر في سعر البترول الاضطرابات السياسية ووضع السوق الدولي للمال وسياسات الدول المستهلكة والدول الأخرى. يوجد هناك عامل يؤثر بشكل سلبي وواضح وهو تصرف المنافسين وهذا يفرض على الدول المستهلكة إعادة مراجعة هذا الجانب بهدف تحديد التغيرات في الأسعار. السياسة البترولية للملكة العربية السعودية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول المستهلكة والمصدرة ونحن نعمل بشكل دائم في سبيل استقرار السوق ولصالح التوازن بين العرض والطلب وضمانة الإنتاج لأمن المستهلكين وعلى الرغم من قدرتها الإنتاجية ليست لديها المقدرة لتحديد أسعار البترول وذلك لوجود عوامل خارجة عن سيطرتها واستقلاليتها. المملكة العربية السعودية بلدٌ مضيف للأمانة العامة لمؤتمر الطاقة الذرية وهو إطار يهدف إلى بناء الثقة وتبادل المعلومات بين البلدان المنتجة والمستهلكة وتنمية تفاهم أفضل على شؤون الطاقة وتأثيرها على العالم. لذا فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعلن خلال مؤتمر منظمة الأوبك الذي عقد في المملكة العربية السعودية في عام 2007بتأسيس برنامج لتمويل البحوث العلمية المتعلقة بالطاقة والبيئة والتغيرات البيئية. ولقد ساهمت المملكة العربية السعودية بمبلغ 300مليون دولار والسياسة السعودية تؤكد رغبتها الصريحة بأن بلدنا يسعى إلى استقرار الأسعار والحفاظ على مصالح المستهلكين والمنتجين والنمو المتواصل وخصوصًا في البلدان النامية من أجل رفاهية دول العالم.
@ المملكة العربية السعودية تمتلك ثروة هائلة نتيجة لارتفاع أسعار البترول وهناك استفادة من هذا الوضع الاقتصادي كما حصل في السبعينات؟
- نحن في المملكة العربية السعودية نطبق خطط خمسية للتنمية هدفها التنمية المتواصلة والمتوازنة. الاقتصاد السعودي عاش خلال ثلاثة عقود تغيرا إيجابيا ملحوظا وشاملا بسبب أن الدولة قامت باستثمارات كبيرة في إطار التجهيزات والبنى التحتية الأساسية والاجتماعية والصناعية. وقد استثمر بشكل كبير في بناء المدن الصناعية وتم ضمانة القروض والتبرعات لمساندة الصناعات التحويلية والمشاريع الزراعية وبقية مشاريع الإسكان للمواطنين. وإن الخطة الثامنة للتنمية والتي تنتهي في 2010تتركز على تنمية المجالات الاقتصادية غير البترولية وتحسين الخدمات العامة وزيادة الوظائف والتوجيه وتنمية الخدمات التعليمية ضمن النظام العلمي والتقني وإعطاء اهتمام للمعلوماتية ومساندة البحث العلمي بحيث تتركز على اقتصاديات المعرفة. نحن نواصل تنمية منهجية تأخذ بعين الاعتبار التخطيط الاستراتيجي للتنمية الشاملة والدائمة للدفاع عن مستقبل واعد للأجيال القادمة بواسطة توازن يشمل كافة مناطق المملكة.
@ المملكة العربية السعودية أعلنت بناء سبع مدن اقتصادية كبيرة تؤمن مئات الآلاف من الوظائف للشباب السعودي وتعكس الخطط الأولى للتنمية في الوقت الراهن. هذه السياسات تدافع بشكل خاص عن القطاع الخاص ولكن لا زالت هناك بروقراطيات يمكن أن توقف سير الاستثمارات في بلادكم. ما رأيكم بهذا الخصوص؟
- بنت المملكة عدة مدن اقتصادية لتخدم القطاع البترولي وتجذب المستثمرين من داخل وخارج البلد وهذا يخلق فرص عمل للشباب السعودي ويدعم التبادل التجاري الخارج إضافة إلى أنه يفيد عدة قطاعات تجارية وصناعية في المملكة ويساند الاقتصاد السعودي بزيادة قدرته على مواصلة ومتابعة التغيرات الاقتصادية المحلية والخارجية.
إن خادم الحرمين الشريفين اختار طريقة شاملة لإصلاح الاقتصاد تتضمن التنمية وتحديث النظم. وهذا أعطى نتائج منها تحسين بيئة العمل وتضع المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة والعشرين من بين 178دولة حسب تقرير البنك الدولي بخصوص إجراءات تسهيل العمل. والتقرير ذاته يضع المملكة العربية السعودية في طليعة بلدان العالم في الإصلاح الاقتصادي مؤكدًا أن بلدنا يسير بشكل سريع بواسطة الوسائل المقنعة للتوصل للأهداف التي تجذب
المستثمرين المحليين والعالميين وتحسين وسائل العمل وتحويلها إلى واحدة من افضل عشر دول المتنافسة على المستوى العالمي. نحن مسرورون بتوصل المملكة العربية السعودية إلى أن تكون أحد أفضل الأمكنة بالنسبة للإجراءات التجارية في العالم العربي وفي الشرق الأوسط. وإن جهودنا ستتواصل بضمانة الحفاظ على الإنجازات والتوصل إلى تحسينات أفضل في مجال البيئة الاستثمارية.
@ المملكة العربية السعودية لديها خطط لتطوير هيئاتها ومتابعة التغيرات العالمية واشتراطاتها الداخلية للتوصل إلى حرية أكبر اجتماعياً وسياسياً؟
- بالنسبة إلى أي ملاحظ للملكة العربية السعودية أننا تجاوزنا مرحلة التخطيط للتوصل إلى التنفيذ الفعلي بالنسبة إلى توسيع المشاركة السياسية والاقتصادية ومجالات أخرى. فإن مجلس الشورى أكد المشاركة الوطنية ونشرها بواسطة زيادة عدد أعضائه في ثلاثة فترات. حيث ازداد عددهم من 60إلى 150عضو إضافة إلى زيادة اختصاصات المجلس. وإن إجراء الانتخابات البلدية في 2005وإن هيئات المجتمع المدني التي تشكل مصدر للقرار جرى توسيعها من القاعدة وجرى أيضاً تأسيس هيئات جديدة من بينها هيئات أكثر أهمية مثل:مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والذي يبحث ويحلل كافة الموضوعات الاجتماعية الرئيسية وفيه تشارك كافة فئات المجتمع عبر الحوار والشفافية وكذا جرى تأسيس جمعيات أخرى كما هو الحال بالنسبة للجمعية الخاصة بحقوق الإنسان. وجمعية الصحفيين السعوديين وجمعيات مهنية متخصصة أخرى إضافة إلى أن الدولة وضعت نظمًا وتشريعات تنظم عملها لتمكنها من التوصل إلى أهدافها بالإضافة إلى وضع نظم خاصة بمواصلة تنمية أجهزة الدولة بهدف توسيع المشاركة وتنشيطها.
@ هل هناك أنظمة سعودية لتحسين منح الحقوق للمرأة في إطار المشاريع السعودية للإصلاح؟
- عندما نتكلم عن التنمية العامة لا يمكننا تجاهل المشاركة الفعالة للمرأة السعودية وقد قمنا بتنشيط هذا الدور بواسطة تعليم المرأة وتأهيليها في كافة المراحل التعليمية بدءًا من الابتدائية وحتى الدراسات العليا داخل وخارج المملكة وكذلك فإن نسبة التعليم لدى النساء السعوديات هو من أعلى النسب في العالم العربي. واليوم والحمدلله فإن المرأة السعودية حاضرة بشكل ملحوظ في كافة المجالات الصحية والأكاديمية والثقافية والاقتصادية والمعلوماتية وفي مجالات أخرى. وفي المجال العام فإن عدد النساء العاملات يصل إلى ربع مليون أي خمسين بالمئة من الموظفين الرجال. وعلى الرغم من ذلك فإن تطلعاتنا هي أكبر في إصلاح دور المرأة في المجتمع ومواصلة ضمان حقوقها التي يمنحها الإسلام لها. ونواصل جهودنا لإصلاح كل هذا.
@ بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر واجهت المملكة العربية السعودية مواقف سلبية وعداوات نتيجة لربطها بالإرهاب. صورة المملكة العربية السعودية بنظر الغرب وبالخصوص في نظر الولايات المتحدة الأمريكية؟
- نحن فخورون في المملكة العربية السعودية بأن الله شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين والإسلام والمسلمين. الإسلام ليس دين تطرف ولا تشدد ولا دين إقصاء بل هو دين الرحمة والسلام والبناء. ومن المؤسف أن يوجد هذا المنطق غير العادل الذي يربط بين الإسلام والإرهاب وقد انتشرت هذه الفكرة لتؤثر على صورة المملكة العربية السعودية ضمن دوائر إعلامية غربية نعتقد أن من واجب وسائل الإعلام في عدة بلدان من العالم إبراز الحقيقة بأن الإرهاب ليس له هوية ولا عرق وهو الخطر الذي يهدد أعضاء المجتمع الدولي بدون استثناء وهذا يتطلب مننا جميعًا أن نتوحد في صف واحد لمواجهة هذا الوباء الخطير واجتثاثه من جذوره. وأود أن أؤكد أن من يعتنق التطرف والعنف لا يمثل ولا بأي شكل من الأشكال الإسلام الذي يدين به 1500مليون شخص في العالم. إن الإسلام دين السلام والرحمة والمحبة والتفاهم وينادي بالخير ويرفض الشر. إن كل العلاقات الدولية تأثرت بسبب الإرهاب ونحن جزء من هذا العالم ولكن أصدقاءنا في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والعالم يثمنون لنا موقفنا الثابت في مناهضة الإرهاب ويقدر لنا عملنا المتواصل لتجفيف المنابع المادية والأيدولوجية للإرهاب.
@ كثير من الناس يجهلون جهودكم في مكافحة الإرهاب داخل المملكة العربية السعودية وخلال مقابلة مع مدير الاستخبارات الأمريكية في الأسبوع الماضي مع الواشنطن بوست قال إن القاعدة هزمت في العراق وفي المملكة العربية السعودية. هل أنتم متفائلون بهذا الخصوص؟
- إن أفراد الأمن السعودي مع القوى الشعبية والإعلامية والدينية قاموا بدور كبير في مواجهة الإرهابيين في المجال الأمني والفكري ونعتقد أننا تجاوزنا تلك المرحلة بعون من الله. ثم باتحاد الحكومة والشعب السعودي. نحن على الدوام مستعدون لمواجهة أي طارئ. إن المملكة العربية السعودية قد دعت لمؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب يعقد في الرياض ودعت لتأسيس مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب. وإن الجهود السعودية في محاربة الإرهاب تتضمن إعادة تأهيل الشباب المغرر بهم. وإن التجربة السعودية في توجيه والتأقلم قد تحولت إلى مثالٍ تستفيد منه بلدانٌ أخرى وإن هذا نجاح نوعي في مكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية. نأمل دوماً من وسائل الإعلام أن تنشر الحقائق التي تعكسها الجهود الكبيرة من قبل المملكة العربية السعودية والتي تكللت بالنجاح في محاربة الإرهاب.
@ كيف ترون علاقاتكم الشخصية مع ملك إسبانيا؟
- تربطنا مع صاحب الجلالة ملك إسبانيا خوان كارلوس الاول علاقات قديمة وقوية وإن هدفنا العمل سوية على خدمة بلدينا وشعبينا والدفاع عن الأمن والسلام العالميين وإن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ومملكة إسبانيا بقيادة جلالة الملك خوان كارلوس قد أكدوا هذه الأسس التي تربطنا وتدفعنا لتنمية هذه العلاقة لمصلحة بلدينا ولمصلحة السلام العالمي الذي نحن جزء منه ونعمل على حمايته. أنا فخور جداً بالعلاقات المتميزة التي تربطني مع جلالة الملك وصفاته الإنسانية النبيلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.