أعاد المعرض الفني "على أبواب الجنة" الحياة ليلاً لاحياء البلدة القديمة في مدينة القدسالمحتلة التي تنام باكراً. يتميّز المعرض بأضواء أفلامه التي تعرض على جدران أحياء المدينة، علاوة على معارض للصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية في عدد من مراكز المدنية العلمية والثقافية، بمشاركة عشرات المهتمين الذين يتنقلون من حي الى حي في البلدة القديمة. بدأت الجولة بفتح باب لبناء كبير بدا مهجوراً، وعليه علامة تشير الى انه اقيم في عام 1900. وقال جاك سرسكيان مدير مؤسسة المعمل للفن المعاصر التي تنظم هذا المعرض بالتعاون مع عدد من المؤسسات الفلسطينية والاجنبية في مدينة القدس،"سيكون هنا مركز للفن واستضافة الفنانين. سنعيد الحياة الى هذا المكان الواسع الذي تبلغ مساحته 400 متر مربع، فلن يبقى مهجوراً هكذا". وأضاف وهو يشير الى شاشة عرض وسط هذا الحيّ الذي كان مظلماً "هذا المكان كان مصنعاً للبلاط قبل ما يزيد على مئة عام، كان له دور في عملية البناء قبل ان يتوقف عن العمل في عام 1967. وسنعيد اليه الحياة ليساهم في بناء الحياة الثقافية والفنية في هذه المدينة العريقة التي تلتقي فيها الحضارات كافة". يستعرض الفيلم الذي يعرض في مصنع البلاط للمخرجة الفلسطينية ايرين انسطانس تاريخ بيت لحم عبر عرض لعدد من المواقع. وعلى بعد مئات الامتار كان فيلم"الجدار"للمخرجة الفرنسية ماري فيلير يعرض للمرّة الأولى، على واجهة بيت قديم يروي بالصورة التطورات على الارض التي شهدتها الاراضي الفلسطينية ما بين عامي 2004 و2007. ويعكس معرض للمصورة الصحافية الفلسطينية رولى حلواني في قاعة مركز"سبافورد"للاطفال، واقع البلدة القديمة ليلاً، لأحياء لا يكسر سكونها شيء. واتيح المجال للمشاركين في جولة المعرض الصعود الى سطح المركز الذي يشرف على اجزاء واسعة من البلدة القديمة، للاستمتاع بمشهد خلاب وسط اضواء مآذن المساجد وأجراس الكنائس. وقال سرسكيان وهو يتجول بالمشاركين من مكان الى مكان في ازقة البلدة القديمة التي تكاد تخلو سوى من المشاركين في جولة المعرض "نريد لهذه المعارض والافلام الدخول في حوار مع الاماكن التي تعرض فيها لخلق حالة ثقافية في المدينة." وواضح انه على مدار العشرة ايام القادمة ستبقى هذه الجولات مستمرة لمن اراد ان يعيش اجواء هذه المدينة ليلاً ويخلق منافذ للحياة فيها، مضيفاً: "لهذا كان توقيت المعرض ليلاً، لا نريد للصمت ان يبقى سيد الموقف في مدينتا التي تستحق منا ومن الجميع كل اهتمام فيها". ويشارك في هذه التظاهرة الفنية 22 فناناً فلسطينياً وأجنبياً بأعمال فنية مختلفة، جزء كبير منها يركز على المدينة المقدسة. وفي جهد آخر لتفعيل الحياة الثقافية في المدينة وإبراز واقعها الحضاري ومعاناة اهلها، افتتح معرض للصور في عنوان"القدس حصارها ومعاناة اهلها"للمصور الصحافي محفوظ ابو ترك في قاعة مسرح الحكواتي في القدسالمحتلة.