أكدت وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" أن ثقب طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي تقلّص اتساعه بنسبة حوالى 16 في المئة، عن معدلات اتساعه المسجلة في العام الماضي، إلا أن علماء الغلاف الجوي في الوكالة أكدوا أن الثقب ما زال بحجم أكبر من قارة أميركا الشمالية، وما زالت أمامه عقود كثيرة ليعود إلى وضعه الطبيعي. وقال باول نيومان عالم الغلاف الجوي الأرضي في مركز"غودارد للطيران الفضائي"التابع ل"ناسا"، إن ثقب الأوزون تراجع اتساعه هذا العام إلى 9.7 مليون ميل مربع أكثر من 25 مليون كيلومتر مربع، مقارنة بحجمه العام الماضي الذي بلغ 11.5 مليون ميل مربع أي ما يعادل نحو 30 مليون كيلومتر مربع. وتمثل طبقة الأوزون درعاً واقية لحماية الحياة على كوكب الأرض، من طريق منع مرور الأشعة فوق البنفسجية الآتية من الشمس، إلا أن ثقوباً رُصدت في هذه الطبقة أخيراً، بدأت في الاتساع بصورة"مقلقة"، نتيجة تزايد معدلات التلوث بالغازات الناتجة من كثير من الأنشطة البشرية، مثل غازات"الكلوراين"و"البروماين"، التي تؤدي إلى تدمير طبقة"الستراتوسفير"، في الغلاف الجوي. وقال نيومان:"في الفترة ما بين 21 و30 أيلول سبتمبر الماضي، كان معدل مساحة ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، هو الأكبر على الإطلاق"، حيث بلغ 10.6 مليون ميل مربع حوالى 27.5 مليون كيلومتر مربع. ويرجح برنامج الأممالمتحدة للبيئة أن تعود طبقة الأوزون إلى ما قبل مستويات عام 1980 بحلول العام 2049، فوق معظم أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا وأستراليا وأميركا اللاتينية وأفريقيا. أما في القطب الجنوبي، فمن المرجح أن يتأجل هذا التعافي إلى عام 2065. كما حذر البرنامج من أن زيادة كميات انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، تعني إمكان ظهور المزيد من ثقوب الأوزون الكبيرة في العقود المقبلة.