اعلنت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تشكيل "هيئة العمل الوطني" في قطاع غزة التي تُعد ذراعاً للمنظمة في القطاع وبديلاً عن لجنة المتابعة العُليا للقوى الوطنية والاسلامية التي عملت في القطاع خلال السنوات الماضية وضمت الى جانب فصائل المنظمة حركتي"حماس"والجهاد الاسلامي. وتتألف الهيئة الجديدة من 36 عضواً يمثلون منظمة التحرير بالاضافة الى خمس شخصيات وطنية، ومثلها تمثل المجتمع المدني والنقابات والاندية وغيرها من الفعاليات الوطنية، وعضوين عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. ويمثل كل فصيل من الفصائل ال12 المنضوية تحت لواء الهيئة عضوان. والشخصيات المستقلة الخمس تتألف من رجل دين مسيحي مرموق, ووزيرين سابقين, وكاتب وصحافي واكاديمي. لكن القيادة العامة ومنظمة الصاعقة المواليتان لسورية لم تسم مندوبيها الاربعة الذين سيمثلونها في الهيئة، حيث تغيب مندوبو الفصيلين عن المشاركة في الاجتماعات الاخيرة لفصائل المنظمة في القطاع، التي تم خلالها بحث تشكيل الهيئة والاتفاق على تشكيلها. ولم تدع"حماس"للمشاركة في الهيئة، وتم تشكيل"لجنة اتصال"بهدف اجراء الاتصالات اللازمة مع حركة الجهاد الاسلامي وضمها ان امكن الى الهيئة. لكن من المرجح ان ترفض"الجهاد"الانضمام الى هذه الهيئة، خصوصاً انها تبدو كاصطفاف جديد ضد حركة"حماس"، كما يرى مراقبون، حلت محل لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية التي ظلت حتى سيطرة"حماس"على القطاع في 14 حزيران يونيو الهيئة الوطنية العليا غير الرسمية لادارة الشأن السياسي والاجتماعي في القطاع, وتضم في صفوفها ممثلين عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضت خلال الفترة السابقة الانضمام الى الهيئة الي ترى فيها اصطفافاً ضد حركة"حماس". وعزا عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية محمد طومان مشاركة الجبهة الشعبية في الهيئة الى سببين، الاول تمثل في توسيع اطار المشاركة في الهيئة لتشمل منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات والاندية وغيرها من الهيئات. واشار طومان في حديث ل"الحياة"الى ان السبب الثاني تمثل في ان الجبهة اصرت على ان لا تكون الهيئة اصطفافاً ضد أحد حركة حماس وان لا تكون جزءاً من عملية الاستقطاب الحادة الحاصلة في الساحة السياسية الفلسطينية. واكد طومان ان هذا المطلب للجبهة تم تثبيته في محضر احد اجتماعات فصائل المنظمة التي عُقدت في غزة. وشدد طومان الذي سيمثل الجبهة الى جانب رفيقه عضو اللجنة المركزية كايد الغول في الهيئة على انهما سيعملان على ان لا تكون الهيئة ضد حماس وان تكون مفتوحة للجميع، لافتاً الى اتصالات تجري مع الجهاد الاسلامي لهذا الغرض.