تبدأ منتخبات اميركا الجنوبية العشرة رحلة ماراثونية تستمر سنتين، إذ تتواجه في ما بينها ذهاباً وإياباً على مدى 18 جولة لمعرفة هوية المنتخبات الاربعة المتأهلة مباشرة الى نهائيات "مونديال" 2010 في جنوب افريقيا، في حين يخوض صاحب المركز الخامس الملحق ضد ممثل عن مجموعة الكونكاكاف. وعلى رغم الضغوطات التي واجها الاتحاد الاميركي الجنوبي من الاندية الاوروبية لتغيير نظام التصفيات وتوزيع المنتخبات على مجموعات، فإن الاخير لم يرضخ لهذه الضغوطات وحافظ على النظام ذاته الذي اتبعه في"مونديال"1998 و2002 و2006، اي وجود مجموعة واحدة تضم المنتخبات العشرة المنضمة الى الاتحاد الاميركي الجنوبي. اما التغيير الوحيد الذي طرأ على نظام التأهل فيتعلق فقط بهوية المنتخب المنافس الذي يواجه صاحب المركز الخامس في تصفيات اميركا الجنوبية، اذ كان الاخير يواجه بطل اوقيانيا في حين سيواجه هذه المرة احد ممثلي مجموعة الكونكاكاف وستكون مهمته اسهل نسبياً. وتحل البرازيل بطلة العالم خمس مرات والتي لم تغب عن النهائيات اطلاقاً رقم قياسي ضيفة على كولومبيا في بوغوتا في اعادة لسيناريو تصفيات"مونديال"2006 ايضاً عندما تعادل الفريقان سلباً. وتخوض البرازيل بطلة اميركا الجنوبية المباراة بتشكيلة كاملة يعود اليها صانع ألعاب ميلان الايطالي كاكا ومهاجم برشلونة الاسباني رونالدينيو، وكلاهما غاب عن بطولة اميركا الجنوبيةكوبا اميركا الاخيرة التي اقيمت في فنزويلا، لكن ذلك لم يمنع المنتخب البرازيلي من احراز اللقب على رغم خوضه البطولة بالتشكيلة الرديفة. وطالب مدرب البرازيل كارلوس دونغا من لاعبيه التركيز على مستواهم غير آبهين بالاجواء العدائية التي سيواجهونها خلال التصفيات، خصوصاً ان الجميع يريد إلحاق الهزيمة بفريقه. وقال دونغا:"يجب عدم الاكتراث للعدائية الكبيرة التي سنواجهها، لأنه اذا قمنا برد فعل فذلك قد يعني وقف بعض اللاعبين، ولا نريد ان نقع في هذا الفخ الذي ينصبه منافسونا لنا". وواجه دونغا انتقادات عدة في بداية بطولة اميركا الجنوبية، خصوصاً بعد الخسارة امام المكسيك في المباراة الافتتاحية، لكنه لم يأبه لها ونجح في قلب الامور رأساً على عقب واحراز اللقب بفوز صريح على الارجنتين بثلاثية نظيفة، علماً بأن الاخيرة كانت مرشحة فوق العادة، نظراً إلى أنها خاضت البطولة بتشكيلتها الاولى. وسيكون المهاجمان رونالدو وادريانو الغائبان الاكبران عن البرازيل، فالاول يعاني من اصابة ابعدته عن مطلع الموسم الحالي، لكن على اي حال فإن دونغا لم يستدعه الى صفوف المنتخب منذ تعيينه اثر نهائيات"مونديال"المانيا، في حين تراجع مستوى ادريانو كثيراً في صفوف انتر ميلان الايطالي في الاونة الاخيرة ولا يلعب اساسياً. وتواجه الارجنتين منافستها تشيلي في بوينس ايرس في مباراة تملك اهمية خاصة بالنسبة الى مدرب الاخيرة الارجنتيني مارسيلو بييلسا الذي سبق له الاشراف على تدريب منتخب بلاده من دون ان يصيب نجاحاً. وكان بييلسا اشرف على المنتخب الارجنتيني من 1999 الى 2004 وكانت النقطة السوداء الكبيرة في سجله عدم نجاحه في قيادة فريقه الى الدور الثاني من"مونديال"كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، علماً بانه كان من ابرز المرشحين لإحراز اللقب. في المقابل، يقود الارجنتين الفيو بازيلي الذي سبق ان تولى الاشراف على منتخب بلاده في مطلع التسعينات. وتعرض بازيلي لضغوطات كبيرة خصوصاً بعد الخسارة الثقيلة امام البرازيل في نهائي"كوبا اميركا"، خصوصاً ان فريقه يعج بالنجوم وابرزهم المتألق ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الاسباني. وتلتقي البيرو مع البارغواي في ليما في مباراة سيغيب عنها مهاجم الاخير روكي سانتا كروز لاعب بلاكبيرن الانكليزي لإصابة في ركبته، وسيحل مكانه خورخي اشوكارو. وقال سانتا كروز:"لعبت في الاونة الاخيرة في صفوف فريقي على رغم الاصابة وعالجتها بالحقن، لكن الامر ازداد سوءاً والآن افضل اراحة ركبتي لأنني اذا استمريت ستتفاقم الاصابة وربما تمنعني من اللعب لفترة ثلاثة اشهر". وتستهل الاوروغواي التي غابت عن"مونديال"2006 بسبب خسارتها الملحق امام استراليا، حملتها على ارضها بمواجهة بوليفيا التي لا تلعب جيداً بعيداً عن اراضيها، إذ تخوض المباريات على ارتفاع شاقه. وتعوِّل الاوروغواي على مهاجم اتلتيكو مدريد الاسباني دييغو فورلان. وتلتقي ايضاً الاكوادوروفنزويلا في كيتو. والقاسم المشترك بين المنتخبين ان مدربيهما لويس فرناندو وريتشارد بايز هما الوحيدان اللذان احتفظا بمنصبيهما من التصفيات الاخيرة بين المنتخبات الاخرى المشاركة فيها.