رأت مصادر في المعارضة ان جميع القوى السياسية على الساحة اللبنانية بمن فيها أركان المعارضة لا يملكون حتى هذه اللحظة تصوراً واضحاً عما ستكون عليه البلاد في حال عدم التوصل الى توافق في الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء موعد الاستحقاق الرئاسي في 24 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وأشارت هذه المصادر الى ان التصريحات التي صدرت وتصدر عن بعض المعارضين ومنها ما قاله رئيس"كتلة الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد لدى خروجه من قصر بعبدا يوم الخميس الماضي بعد لقائه رئيس الجمهورية اميل لحود من ان"الاجراءات للمرحلة المقبلة حسمت وحددت وان التشاور يدور حول توقيت هذه الاجراءات الممكنة"يدخل في إطار التجاذبات الحاصلة بين الموالاة والمعارضة. ورأت هذه المصادر ان نجاح او عدم نجاح المفاوضات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوض باسم المعارضة ورئيس"كتلة المستقبل"النيابية سعد الحريري يجب ان يتبلور في أقرب فرصة ممكنة وربما قبل موعد جلسة الانتخاب المقبلة في 23 تشرين الأول أكتوبر وان يكون هناك موعد محدد لإعلان مصير هذه المفاوضات سلباً أم إيجاباً. وشددت المصادر نفسها انه لا يمكن المعارضة ان تنتظر حتى الأيام العشرة الأخيرة من موعد الاستحقاق لمعرفة نتيجة اللقاءات بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، وانه لا بد من ان تحتفظ لنفسها بهامش من الوقت قبل دخول البلاد في حال الفراغ لتدرس وتتخذ الخطوات والاجراءات الدستورية والقانونية مجتمعة بهدف الحفاظ على مصالحها السياسية، مشيرة الى ان الانتظار حتى آخر يوم من المهلة الدستورية يفوّت عليها هامش التحرك المتاح لها، ويضعها أمام أمر واقع لن يكون في مصلحتها خصوصاً في ظل الأجواء الدولية وحتى العربية المستعدة كما يبدو لتأييد أي خطوة تتخذها الموالاة بهدف انتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة النصف زائداً واحداً. ولاحظت المصادر نفسها غياب التنسيق الكامل بين أطراف المعارضة حول الخطوات المقبلة الواجب اتخاذها في حال أقدم الفريق الموالي على تخطي مسألة الثلثين في الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً ولكن هناك موقف واضح وصريح لجميع هذه القوى وهو المطالبة بحكومة انتقالية تدير الأزمة وتضع قانوناً للانتخابات النيابية وتشرف على هذه الانتخابات إذ يعمد المجلس النيابي المنبثق من هذه الانتخابات الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ولكن هذا الأمر في حاجة الى موافقة الفريق الآخر وهذا ليس متوافراً حتى هذه اللحظة. وقالت مصادر في"المعارضة المسيحية"ان الآمال التي كانت معقودة على لقاءات بكركي قد تلاشت، خصوصاً بعدما تبين ان"البطريرك نصر الله صفير لم يكن لديه تصور معين لحل الأزمة يناقشه مع القوى السياسية المسيحية كما أوحت الدعوات الى هذا اللقاء حتى ولو كان لمصلحة فريق ضد آخر". وأشارت الى أن البطريرك اكتفى لدى افتتاحه اللقاء مع النائب ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية بالإشارة الى"أهمية الاستحقاق الرئاسي وإجراء الانتخابات في موعدها حتى انه لم يطلب ان يؤمن نواب المعارضة المسيحيين نصاب الثلثين كي تجرى هذه الانتخابات وفق الأصول الدستورية". واعتبرت المصادر نفسها ان ما صرح به رئيس الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية"سمير جعجع في الصرح البطريركي بعد ظهر أمس وبعد انتهاء لقاء البطريرك والأساقفة مع القوى السياسية المسيحية الموالية"نسف كل التفاؤل الذي حملته تصريحات من سبقه في الكلام ما يجعل حصول انفراجات على هذا الصعيد أمراً صعباً جداً ان لم يكن مستحيلاً في ظل المعطيات المتوافرة حتى هذه اللحظة".