دانت الولاياتالمتحدة بشدة الاعتداء الذي ارتكبه إرهابي يهودي الاربعاء ضد عمال فلسطينيين في الضفة الغربية وهنأت السلطة الفلسطينية للجهود التي تبذلها لتوفير الامن في قطاع غزة خلال عملية الانسحاب الاسرائيلي. وكان ارهابي يهودي من قطعان المستعمرين أقدم على قتل ثلاثة عمال فلسطينيين بدم بارد قرب مستعمرة شيلو المقامة على أراض فلسطينية في رام الله وأصاب اثنين آخرين بجروح خطرة قبل ان تتم السيطرة عليه. ثم توفي احد المصابين متأثرا بجروحه في مستشفى اسرائيلي، ليرتفع عدد شهداء المجزرة الى اربعة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك الاربعاء «اننا نشعر بالقلق الشديد ازاء معلومات عن عنف يرتكبه مستعمرون بحق فلسطينيين أوقع قتلى وجرحى». واضاف المتحدث «اننا ندين هذا الاعتداء، وندين اعمال العنف التي ترتكب في اطار هذه العملية» للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وقد وقع هذا الاعتداء في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش والشرطة عملية اخلاء المستعمرات اليهودية في قطاع غزة بالقوة في أجواء من التوتر. واتصلت الادارة الاميركية بالاسرائيليين والفلسطينيين ودعت الى «الهدوء واحترام القانون من قبل جميع الاطراف» على ما قال ماكورماك موضحا ان هذه الاتصالات لم تجر على مستوى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وتابع «ندعو مرة اخرى الاطراف في المنطقة للتحلي بضبط النفس وتفادي أي تحرك من شأنه تهييج الوضع». وفي الوقت نفسه تقريبا دان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون «العمل الارهابي اليهودي الذي استهدف فلسطينيين أبرياء وارتكب باعتقاد منحرف ان ذلك يمكن ان يوقف فك الارتباط«، أي خطة الفصل. كما دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفلسطينيين «بشدة» الاعتداء ودعا الى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مثل هذه الجرائم«، فيما توعدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالرد على الاعتداء وأكدت ان «هذه الجريمة النكراء لن تمر دون عقاب». وأقر المتحدث باسم الخارجية الاميركية بان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة بعد 38 سنة من الاحتلال يمثل «مرحلة صعبة جدا للشعب الاسرائيلي». واضاف «لكن وان كان الامر صعبا فان الشعب الاسرائيلي يدرك ان ذلك تدبير ضروري لجعل اسرائيل اكثر هدوءا واكثر استقرارا واكثر آمانا«، قبل ان يثمن التعاون الفلسطيني مع الاسرائيليين حول مسائل الامن المرتبطة بالانسحاب. ولفت الى ان «الجانب الفلسطيني اظهر جدية في العمل بشكل وثيق جدا مع الحكومة الاسرائيلية لضمان نجاح الانسحاب». وتعتبر واشنطن عملية تفكيك المستعمرات اليهودية الجارية في قطاع غزة وكذلك تفكيك اربع مستعمرات اخرى في الضفة الغربية وسيلة للعودة الى «خارطة الطريق» خطة السلام الدولية التي تنص خصوصا على قيام دولة فلسطينية مستقلة. وقال المتحدث في هذا الصدد «ان على الشعب الفلسطيني ان يكون فخورا لرؤية ان السلطة الفلسطينية عملت بشكل جيد حتى الان مع المسؤولين الاسرائيليين«، مضيفا «انها اشارة الى ان بامكان السلطة الفلسطينية توفير مستقبل افضل للشعب الفلسطيني متى انتهى هذا الانسحاب». ووصف قائد المنطقة العسكرية بجنوب اسرائيل الجنرال دان هاريل التعاون مع الفلسطينيين ب «الممتاز» بالرغم من سقوط قذيفة هاون في احدى مستعمرات قطاع غزة بدون ان تسفر عن اصابات بعد الاعتداء الذي ارتكبه الارهابي اليهودي في الضفة الغربية.