سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فايسغلاس : رسالة الضمانات الأميركية تحدثت عن تبادل أراض بنسبة 10 في المئة . الاستخبارات الإسرائيلية تحرض ضد السلطة واستطلاع يظهر ان شعبية عباس أفضل من أولمرت وباراك
لم تحظ تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن للتلفزيون الفلسطيني أول من أمس والتي تضمنت استعداداً فلسطينياً لتعديلات حدودية، باهتمام إسرائيلي رسمي جدير، في وقت دخلت شعبة الاستخبارات العسكرية على خط السجال بين الحكومة واليمين في شأن مؤتمر أنابوليس وشككت في فرص نجاح المؤتمر، محذرة من أن الفلسطينيين يبحثون عن انجازات فورية والحصول على اكبر قدر من"بوادر حسن النية"من إسرائيل من دون تنفيذهم أياً من التزاماتهم"وفي مقدمها محاربة الإرهاب". ووفقاً لصحيفة"هآرتس"، قدمت شعبة البحوث في هيئة الاستخبارات العسكرية إلى المستوى السياسي تقديرات متشائمة عن قدرة السلطة الفلسطينية ورئيسها على تولي المسؤولية الأمنية عن مدن فلسطينية في الضفة الغربية يحتلها الجيش الإسرائيلي حالياً. وبحسب التقديرات أيضاً، فإن عباس ورجاله لا يتحلون بالمبادرة والجرأة على العمل في المجال الأمني ولا يبدون قدرات عملية تؤهلهم لتولي المزيد من المسؤوليات رغم التحديات المتواصلة للسلطة من حركة"حماس". كما أعربت الشعبة عن قلقها حيال الضغوط التي تمارسها السلطة الفلسطينية على الولاياتالمتحدة لتضغط بدورها على إسرائيل لتقديم"بادرات طيبة"للفلسطينيين عشية انعقاد المؤتمر في أنابوليس. وأضافت ان"لائحة المطالب"تشمل إطلاق المزيد من السجناء الفلسطينيين وإزالة حواجز وإعادة مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم إلى الضفة والإفراج عن الأموال المستحقة للسلطة وإعادة فتح مؤسسات السلطة في القدسالشرقية التي أغلقتها إسرائيل مع بدء الانتفاضة الثانية قبل سبع سنوات. وحذرت الحكومة الإسرائيلية مما وصفته"بئراً بلا قاع"من بادرات حسن النية الإسرائيلية التي لن ترد السلطة الفلسطينية عليها بالمثل. وترى الشعبة أن حركة"فتح"خسرت بقايا مواقعها في قطاع غزة وأن أركان الجيش يستبعدون عودة الحركة إلى الحكم في القطاع في السنوات العشر المقبلة. وأضافت أن"فتح"تخشى أن تكون"حماس"تخطط لانتفاضة ضدها في الضفة لزعزعة سيطرتها على السلطة هناك. وكان رئيس جهاز المخابرات العامة يوفال ديسكين حذر في جلسة الحكومة الأخيرة من احتمال قيام"حماس"بعملية تفجيرية كبيرة مع اقتراب موعد المؤتمر بغية إفشاله، فيما أفاد تقرير عسكري إسرائيلي أن وتيرة إطلاق القذائف الفلسطينية من القطاع على جنوب إسرائيل تضاعفت منذ سيطرة"حماس"على الحكم قبل أربعة أشهر وأنه خلال هذه الفترة أطلق الفلسطينيون ألف قذيفة هاون وصاروخ. الجيش الإسرائيلي يتوعد من جهته، قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المستقيل موشيه كابلينسكي لصحيفة"يديعوت أحرونوت"أمس إن الجيش الإسرائيلي سيجد نفسه مضطراً للتوغل في عدد من المناطق في قطاع غزة والبقاء فيها لأشهر"لأنه حان الوقت لإنهاء سياسة ضبط النفس والمرور مر الكرام على تعاظم قوة حماس العسكرية وقصفها المتواصل جنوب إسرائيل". وزاد ان الحرب ضد"عصابات"يجب أن تقوم على"معالجة منهجية"لتفكيك البنى التحتية. وأضاف أن العملية البرية الواسعة مسألة توقيت، لكن يجب أن يسبقها استهداف القيادتين العسكرية والسياسية وتفعيل رافعات الضغط المدنية على الحركة. إلى ذلك، اختارت إسرائيل الرسمية عدم التعقيب رسمياً على تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية أول من أمس عن"استعداد الفلسطينيين قبول تعديلات حدودية"، وإن أجمعت وسائل إعلامها على اعتبار هذا التصريح"الأول من نوعه يصدر علناً عن زعيم فلسطيني". واختارت الإذاعة العبرية الرسمية طرق موضوع القدس ورفض الفلسطينيين أي سيادة غير فلسطينية على المسجد الأقصى المبارك. وقال مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأوقاف المهندس عدنان الحسيني للإذاعة ذاتها إن الفلسطينيين يطالبون بسيادة كاملة على المسجد الأقصى، بما فيه حائط البراق حائط المبكى لدى اليهود. وأضاف:"حائط البراق هو وقف إسلامي. هو جدار المسجد الأقصى... ماذا تبحثون هناك؟ تريدون حجارة أم تبحثون عما هو معنوي لليهود؟ موضوع السيادة عليه غير قابل للنقاش ومحسوم منذ مئات السنين". وزاد ان أحدا لا ينكر هذا الحق في إقامة اليهود شعائرهم الدينية هناك، و"نحن نتحدث عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، ونقصد القدسالشرقية بمساحة تسعة كيلومترات تشمل البلدة القديمة والأماكن المقدسة، ونتحدث عن سيادة كاملة غير منقوصة". من جهته، قال المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية السابق دوف فايسغلاس إن"إقرار واشنطن عبر رسالة الضمانات الأميركية إجراء تعديل على حدود العام 1967"عنى ضم الكتل الاستيطانية في محيط القدس والضفة المقامة على 10 في المئة من أراضي الضفة، وليس على 2 في المئة كما ورد في الموقف الفلسطيني الأخير. الاسرائيليون يؤيدون التفاوض في غضون ذلك، كشف استطلاع جديد للرأي نشرته"هآرتس"ان 51 في المئة من الإسرائيليين اليهود وعرب الداخل يؤيدون المفاوضات التي يجريها اولمرت مع رئيس السلطة الفلسطينية، بينما يعارضها 42 في المئة. لكن المعطى اللافت يتعلق بشعبية اولمرت الذي يكرر وأركان حكومته الحديث عن ضعف القيادة الفلسطينية في تنفيذ اتفاقات ما يحول دون التقدم في المفاوضات، إذ بيّن الاستطلاع أن وضع اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك أسوأ بكثير من وضع عباس بعد أن أبدى 74 في المئة عدم رضاهم عن أداء رئيس الحكومة في مقابل 15 في المئة فقط اعتبروا إداءه جيداً. وقال 46 في المئة إنهم ليسوا راضين عن أداء باراك في مقابل 33 في المئة فقط أعربوا عن رضاهم. باراك والاستيطان إلى ذلك، أفادت صحيفة"معاريف"أن باراك أمر بوقف البناء في المستوطنات الكبرى في الضفة كوسيلة ضغط على قادة المستوطنين للقبول بحل متفق عليه مع الوزارة في شأن إخلاء بؤر استيطانية"غير قانونية"تواجه الوزارة صعوبات في"تبييضها"وتخشى ان يؤدي قيام الجيش بتفكيكها، بناء لالتزام إسرائيلي رسمي لواشنطن، إلى مواجهات عنيفة بين الجيش والمستوطنين. وكانت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي بنيتا فريرو فالدنر انتقدت مساء أول من أمس إسرائيل على عدم ايفائها التزاماتها إزالة البؤر وتفكيك حواجز عسكرية في أنحاء الضفة. وكشفت ان الاحتلال الإسرائيلي أضاف منذ التزامه إزالة حواجز قبل أشهر، 48 حاجزاً ونقطة تفتيش جديدة. وانتقدت الصعوبات التي يراكمها الاحتلال وتحول دون نقل معدات طبية حيوية لمستشفيات الضفة التي تعاني نقصاً خطيراً في الوسائل الطبية.