تعقد اليوم الجولة التاسعة ل"مؤتمر الحوار الوطني اللبناني"في مبنى المجلس النيابي، لمواصلة البحث في البند المتعلق بمصير سلاح"حزب الله"في اطار التوافق على استراتيجية دفاعية في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وذلك في ظل تطورين مهمين لا بد من ان ينعكسا على الاجواء المحيطة بالحوار وبالحركة السياسية الداخلية: الزيارة المفاجئة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري لدمشق واجتماعه مع الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع، وخروج الخلاف بين الحليفين المسيحيين المعارضين العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية وبين البطريركية المارونية الى العلن. وعبّر فرنجية عن هذا الخلاف في هجوم عنيف شنه على أمين سر المجتمع البطريركي الماروني المطران يوسف بشارة، في وقت أعلن عون ان الحوار"ملهاة ونستمر فيه شكلاً". راجع ص7 وعشية الحوار أحيا"تيار المستقبل"الذي يتزعمه النائب سعد الحريري امس مناسبة مرور 500 يوم على اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وزارت ضريحه لتلاوة الفاتحة على روحه وفود من المناطق ومن قطاعات التيار المهنية. وترقبت الأوساط السياسية نتائج زيارة بري للعاصمة السورية، في ظل اجواء تفيد بأنها تمت بعدما وجد بري في حديث الرئيس الأسد الى"الحياة"الاثنين الماضي اشارات ايجابية، وانه كان لا بد من الزيارة عشية الحوار لاطلاع القيادة السورية على نتائج زياراته العربية. واكتفى بري بالقول ان نتائج محادثاته كانت ايجابية لكنه احجم عن الإفصاح عن التفاصيل:"تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان والأمور على الخط الاحسن والافضل". وفيما اختلى بري بالأسد، شارك في اجتماعه مع الشرع عضو كتلته النيابية علي حسن خليل. ودعت مصادر نيابية الى عدم النظر الى محادثات بري في دمشق على انها لترتيب موعد لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لسورية بمقدار ما انها تهدف الى تعزيز المناخ الايجابي وإراحة الجو العام في البلد عشية عقد جولة الحوار. وأوضحت المصادر انها انتهت الى تأكيد الاجواء الايجابية لزيارة بري السابقة لدمشق فضلاً عن استكشاف الخطوات المستقبلية لتعزيز العلاقات اللبنانية - السورية من أجل استعادة عافيتها. وعن إمكان زيارة بري عدداً من العواصم العربية، أوضحت المصادر ان"لا شيء محدداً ولكن لا شيء مستبعداً حالياً"، مشيرة الى ان زيارته لدمشق جاءت في اعقاب القمة المصرية - السورية، وبعد لقاء بري الرئيس المصري حسني مبارك. وعما تتوقعه من جلسة الحوار اليوم قالت المصادر النيابية:"ليس سهلاً التوصل الى تفاهم حول الاستراتيجية الدفاعية، لكن هذا لا يبرر عودة اجواء الاحتقان طالما ان الجميع يحرص على التهدئة ومواصلة الحوار". أما على صعيد الهجوم العنيف الذي شنه فرنجية على المطران بشارة امس، فقد جاء عند خروج الوزير السابق من اجتماعه مع العماد عون الذي كان زار البطريرك الماروني نصر الله صفير ليل أول من امس. وعلمت"الحياة"ان عون زار صفير قبيل سفر الاخير اليوم الى الولاياتالمتحدة، وأنه ناقش معه موقف البطريركية من السجال الدائر حول عدم دعوة الدولة المضيفة للقمة الفرنكوفونية، رومانيا رئيس الجمهورية اميل لحود اليها، والذي تضامن فيه عون مع لحود وانتقد موقف فرنسا من الموضوع، فيما سأل صفير الأحد الماضي"هل يحق لنا استعداء كل الدول اذا اخذت موقفاً ينسجم مع قراراتها مشيراً الى القرار 1559 الذي يعتبر ان التمديد للحود تم بتدخل خارجي. اما المطران بشارة فعلق على السجال ودفاع البعض عن موقع الرئاسة وصلاحياتها، بالإشارة الى ان مؤتمر الحوار أقر بوجود أزمة حكم. وأوضحت مصادر مطلعة ان صفير، في اطار مناقشة الموقف في الوضع اللبناني الداخلي، اشار الى قرارات المجمع البطريركي الماروني التي صدرت في 10 حزيران يونيو الماضي، بعد سنوات من التحضير، والتي تناولت دور المسيحيين في لبنان والشرق وأوضاعهم، وبين تلك القرارات تأكيد ان الكنيسة المارونية اطلقت معركة الاستقلال العام 2000 وان هذا الاستقلال لم يتم الا مع اغتيال الحريري والتعاون الاسلامي - المسيحي. وكان المطران بشارة في اطار شرحه لمقررات المجمع وتشديده على ان"العيش المشترك الاسلامي - المسيحي اساس العقد الاجتماعي بين اللبنانيين"، حذر من اثارة مطالب طائفية. ورد فرنجية عليه واصفاً اياه بأنه"سيئ وينتمي الى بكركي مسيحياً وإلى قريطم آل الحريري سياسياً".