سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بدء تنفيذ قرار اعتبار غزة "كياناً معادياً": حرمان القطاع من "عجول العيد" والسماح بمواد خام للحاجات الإنسانية . الخلاف الفلسطيني الإسرائيلي على "الوثيقة": هل تشكل "بداية" للتفاوض أم تعرض "نقطة النهاية"
نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤول فلسطيني كبير مطلع على المحادثات الجارية بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لصوغ"وثيقة مشتركة"تقدم لمؤتمر أنابوليس الشهر المقبل، ان الطاقم الفلسطيني المفاوض خرج من اجتماعه الأول بنظيره الإسرائيلي بشعور غير مريح تجاه المفاوضات حيال الفجوة في مواقف الطرفين من مضمون الوثيقة"وهي فجوة تثير جواً من انعدام الأمل". وأضاف أن مرد الخلاف هو التعارض بين مقاربة كل من الطرفين، ففيما يسعى الإسرائيليون إلى وثيقة أو بيان يشكل"نقطة البداية"للمفاوضات، يطالب الفلسطينيون ب"بيان مشترك"يعرض"نقطة النهاية للمفاوضات"، موضحين للإسرائيليين أنهم لن يوافقوا على صيغة ضبابية لا ترسم نهاية الطريق. ورأى المسؤول وجوب أن يتضمن البيان إشارة صريحة إلى طابع الحل في القضايا الجوهرية الثلاث: الحدود والقدس وقضية اللاجئين. ويؤكد الطرف الفلسطيني وجوب أن يأتي البيان بكل وضوح على ذكر حدود الرابع من حزيران يونيو 1967، مع إبداء استعداد فلسطيني لتبادل أراضِ مقابل ضم المستوطنات الكبرى إلى تخوم إسرائيل لكن مع تأكيد المطلب الفلسطيني بألا تتعدى مساحة الأراضي الفلسطينية التي ستتم مبادلتها 2 في المئة من مساحة الضفة الغربية. كما يؤكد أعضاء في الطاقم الفلسطيني المفاوض أهمية أن يأتي البيان على ذكر مدينة القدس"عاصمة للدولة الفلسطينية"، من دون الخوض في مفاوضات التسوية الدائمة لهذه القضية، كما يطالب الفلسطينيون بالسيادة على المسجد الأقصى المبارك. أما في موضوع اللاجئين، فيبدي الطاقم الإسرائيلي المفاوض تصلباً شديداً إذ يرفض أن يتضمن البيان المشترك أي صيغة كانت، حتى مثل تلك التي تظهر في مبادرة السلام العربية القائلة ب"حل متفق عليه وعادل بناء للقرار الدولي 194". وزادت الصحيفة الإسرائيلية أن مسؤولين فلسطينيين يبدون مخاوف من أن يؤذن فشل المؤتمر في أنابوليس بنهاية حقبة محمود عباس أبو مازن. إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن أوساط قريبة من رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض توقعه فشل"مؤتمر أنابوليس"، ما سيؤدي إلى مصالحة بين"فتح"و"حماس"وتنحيته من منصبه، سواء بطلب من"فتح"أو بعد تشكيل حكومة جديدة"لأن الفلسطينيين ما زالوا ينظرون إليه على أنه ابن غير شرعي لعدم انتمائه لحركة"فتح"". غزة"كيان معاد" من جهة اخرى، أفادت صحيفة"معاريف"أن إسرائيل قررت الشروع في تطبيق قرارها الشهر الماضي اعتبار قطاع غزة"كياناً معادياً". وقالت إن الطاقم المخول تنفيذ القرار برئاسة نائب وزير الدفاع ماتان فلنائي، قرر حصر المواد المسموح بإدخالها إلى القطاع في مواد الخام للحاجات الإنسانية فقط ومنع إدخال مواد"ثنائية الاستعمال"من خشب وبلاستيك وحديد وما شابه، وذلك في أعقاب ادعاءات رئيس جهاز المخابرات الداخلية شاباك يوفال ديسكين أن 80 في المئة من المواد الخام التي تستخدم لتصنيع قذائف القسام تدخل إلى القطاع من إسرائيل. كما قررت إسرائيل حرمان أهالي القطاع من الاحتفال بعيد الفطر بمنع إدخال 1500 عجل إلى القطاع. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله:"لا يعنيني أن يحتفلوا بالعيد... يكفيهم توفر الحد الأدنى من الطعام". كما تقرر منع خروج الغزيين من القطاع منعاً باتاً باستثناء حالات إنسانية طارئة، على ألا يزيد عددها عن 100 - 200 حالة. وسيتم قريباً البت في إمكان وقف إمدادات الماء والكهرباء أو تشويشها إلى القطاع. وذكرت الصحيفة أن إسرائيل نقلت إلى مصر رسالة شديدة اللهجة عن"تقصيرها في محاربة تهريب الأسلحة من سيناء إلى القطاع عبر معبر فيلادلفي". وأضافت أن نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي نقل شخصياً رسالة احتجاج من رئيس الحكومة ايهود اولمرت إلى الرئيس حسني مبارك الذي استضافه في القاهرة أول من أمس. وقالت ان مبارك رد على الادعاء الإسرائيلي بالغمز من قناة إسرائيل بقوله لضيفه:"أنتم الذين أقمتم ورعيتم حماس، ولا يمكنكم دائماً اتهام مصر في كل شيء... ليس صحيحاً أن مصر لا تبذل جهداً لوقف التهريب، لكن المسألة ليست سهلة البتة".