ساعات قبل انتهاء الوقف الموقت لإطلاق النار في غزة، مساء غد، يسعى مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون إلى إدخال تعديلات على نص المبادرة، التي طرحتها مصر على الطرفين لتثبيت وقف إطلاق النار، والشروع في إعادة إعمار القطاع. وعقدت القيادة الفلسطينية اجتماعا مساء أمس، في رام الله بالتوازي مع اجتماعات عقدتها قيادات "حماس" والجهاد الإسلامي في غزة وقطر ولبنان في الوقت الذي عقدت فيه الحكومة الإسرائيلية اجتماعين استغرقا 11 ساعة قبل عودة الوفود إلى العاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس، كما هو مقرر. ولكن مسؤولا كبيرا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال: "إن إنجاز الاتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة ليس قريبا". وأضاف: "الطاقم الإسرائيلي المفاوض تلقى تعليمات من المستوى السياسي، تقضي بوجوب الحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية شرطا للتوصل إلى تفاهمات". ولفتت مصادر إسرائيلية إلى أنه ليس ثمة رضا في أوساط المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية على النص المقترح. وتكرر الموقف ذاته على لسان عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" عزت الرشق، الذي قال في بيان: "موقف الوفد واضح، لن يقبل ما عرض عليه قبل المغادرة"، مشيرا إلى أنه "أكد رفضه أي صيغة لا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني"، مضيفا "المعروض فيه ملفات كثيرة غير مقبولة للوفد". ومع ذلك أشار الرشق إلى أن "المشاورات تتواصل بين حركة حماس والجهاد الإسلامي ووفد منظمة التحرير؛ من أجل إنضاج موقف نهائي من المفاوضات في القاهرة". وبدوره قال عضو المكتب السياسي ل"حماس" موسى أبو مرزوق: "من ينتصر على حدود غزة ويمنع جنود الاحتلال من العبور، ويجبرهم على الانسحاب قبل وقف إطلاق النار، لن يستجيب لشروط الاحتلال على طاولة المفاوضات". إلا أن رئيس الوفد الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية ل"فتح" عزام الأحمد، أعرب عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق حتى يوم غد. وقال "ستبدأ صباح الأحد المفاوضات غير المباشرة، ونأمل في أن نتوصل إلى اتفاق نهائي، واتفاق على رفع الحصار برا وبحرا، والاتفاق حول القضايا الأخرى كافة". الاقتراح المطروح على الطرفين 1- تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برا وبحرا وجوا، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين. 2- تقوم الفصائل الفلسطينية كافة في غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل برا وبحرا وجوا، وبناء الأنفاق خارج حدود القطاع في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها، والهجمات على الحدود، أو استهداف المدنيين. 3- فتح المعابر بين إسرائيل وغزة، وبما يحقق إنهاء الحصار وحركة الأفراد والبضائع ومستلزمات إعادة الإعمار وتبادل البضائع بين الضفة الغربيةوغزة والعكس، طبقا للضوابط التي يتم الاتفاق عليها بين السلطات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية. 4- قيام السلطات الإسرائيلية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية بشأن الموضوعات المالية المتعلقة بقطاع غزة. 5- إلغاء المنطقة العازلة شمال وشرق غزة، وانتشار قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ابتداء من أول يناير 2015، على أن تبدأ بمرحلتين، الأولى لمسافة 300 متر يتم تخفيضها إلى 100 متر يوم 18 نوفمبر 2014، والمرحلة الثانية تنتهي بانتشار قوات أمن السلطة الفلسطينية. 6 - حرية الصيد والعمل في المياه الإقليمية الفلسطينية في غزة لمسافة 6 أميال بحرية، ويتم زيادة تلك المسافة تدريجيا وبما لا يقل عن 12 ميلا بحريا، وذلك بالتنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. 7- قيام السلطات الإسرائيلية بمساعدة السلطة الفلسطينية في إصلاح البنية الأساسية، التي تضررت في قطاع غزة، وتدبير مستلزمات الإعاشة الكريمة للنازحين، وتقديم الدعم الطبي العاجل للمصابين، وإخلاء الحالات التي تحتاج إلى علاج طبي مؤهل إلى خارج القطاع، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة للقطاع. 8- قيام السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية والمنظمات الدولية بتدبير المواد الأساسية لإعادة إعمار القطاع، طبقا لخطة زمنية محددة، بما يحقق سرعة عودة النازحين إلى منازلهم كأسبقية عاجلة. 9- تناشد مصر المجتمع الدولي تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، والإسراع في تدبير الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة طبقا لخطة زمنية محددة. 10- عقب استقرار التهدئة وعودة الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة، يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بالقاهرة خلال شهر من تاريخ الاتفاق بشأن استكمال موضوعات: أ- تبادل الأسرى والجثامين بين الطرفين. ب- بحث أسلوب إنشاء وتشغيل المطار والميناء البحري في غزة طبقا لاتفاقية أوسلو والاتفاقات الموقعة بين الطرفين.