عزم الاتحاد الاوروبي على طرح مشكلة أسعار صرف العملات في اجتماع البلدان الغنية السبعة، إذ أصبحت فوارق الصرف بين اليورو وعملات كل من الولاياتالمتحدة والصين واليابان عنصر ضغط كبيراً بالنسبة إلى الصادرات الأوروبية. وألح رئيس منطقة يورو رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكير على ضرورة"توحيد الموقف الأوروبي وسانده وزير المال الهولندي القول بوجوب أن يتزود الأوروبيون موقفاً قوياً في لقاء البلدان الغنية المقبل في 19 تشرين أول أكتوبر الجاري في واشنطن. وأكد ووتر بوس خلال اجتماع وزراء المال لبلدان منطقة يورو مطلع الأسبوع في لوكسمبورغ ضرورة"أن يعكس الموقف الأوروبي الثقة باقتصاد منطقة يورو وأن يدعو الأطراف المقابلة إلى ضرورة أن تعكس أسعار الفائدة المؤشرات الحقيقية لاقتصاداتها". وتنتقد أوساط المال والاقتصاد الأوروبية بشدة خفض أسعار الفائدة على الدولار الأميركي والين الياباني واليوان الصيني. وتضر الفوارق بتنافسية الصناعات الكبيرة حيث تستثمر مثلاً مؤسسة"آرباص"للطائرات بعملة يورو وتعقد صفقاتها بالدولار الذي ما فتئت قيمته تتراجع. وفي المقابل، فإن ضعف العملة الأميركية يعزز تنافسية صادرات الولاياتالمتحدة. وارتفعت قيمة صرف اليورو 1.42 دولار في الأيام الماضية القريبة وهو معدل قياسي لم تصله منذ إطلاقها في 1999 وكان معدل صرفها 1.17 دولار. وطالب وزير المال الاسباني بيدرو سولبيس بوجوب"الاّ ينفرد الأوروبيون ببذل الجهود اللازمة وضرورة أن يبذل كل طرف ما يتوجب عليه".وتثير مشكلة ارتفاع صرف اليورو لقاء الدولار الأميركي توتراً في صفوف حكومات أوروبية وفي شكل خاص بين فرنسا التي تطالب البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة والمانيا التي تبرز زيادة صادراتها رغم ارتفاع قيمة العملة. وتثير محاولات الرئيس ساركوزي اتهام البنك المركزي بتراجع الصادرات الأوروبية ردود فعل سلبية من جانب المستشارة الالمانية انغيلا ميركيل ورئيس منطقة يورو جان كلود يونكير. وأبرز وزير المال الالماني الجوانب الايجابية لارتفاع العملة الأوروبية. وقال بيير شتينبروك في اجتماع وزراء المال في لوكسمبورغ إن"يورو قوياً أفضل من يورو ضعيف". وتحصن العملة الواحدة الصادرات الأوروبية ضد ارتفاع كلفة واردات الطاقة لأن المحروقات مسعرة بالدولار الأميركي. وأبرز وزير المال الهولندي ووتر بوس أن وحدة النقد الأوروبي"ارتكزت على أساس يورو قوي. والآن وقد تحقق الهدف فيجب التمسك بالعملة القوية". وفي المقابل، أكدت وزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد ان بلادها ليست معزولة داخل منطقة يورو وهي تحظى بدعم ايطاليا والبلدان الأخرى التي تتضرر صادراتها من اتساع الفوارق بين اليورو والدولار.وأبقى البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيس من دون تغيير في مستوى 4 في المئة خلال اجتماعه الأخير الخميس الماضي في فرانكفورت. وتهدف سياسة البنك الاوروبي إلى الضغط على ارتفاع الأسعار والتحكم بمستويات التضخم. ويتفق المحللون على ان سعر الفائدة الأوروبية بلغ أقصاه في ظل اتساع الفوارق مع أسعار الدولار الأميركي والين الياباني واليوان الصيني.