شُيعت الممثلة الكوميدية سعاد نصر من مسجد السيدة نفيسة في القاهرة ظهر أمس، في جنازة رسمية وشعبية حاشدة تقدمها العميد أحمد حشاد، ممثلاً الرئيس المصري حسني مبارك، ونقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي وعدد كبير من الفنانيين، من بينهم فاروق الفيشاوي ومحمد صبحي وهالة فاخر وأحمد ماهر ودلال عبدالعزيز وفيفي عبده وسامي نوار وفتوح أحمد ونهال عنبر وروجينا وعايدة عبدالعزيز ومحمد فاضل وفردوس عبدالحميد وسلوى خطاب والمخرج أحمد صقر، إضافة الى أسرة الفنانة الراحلة وأقربائها وحشد من الأصدقاء والمواطنين وقبل التشييع، نقل جثمان الفنانة نصر الى مشرحة زينهم، لأخذ عينة من أحشائها الداخلية لمعرفة سبب الوفاة، فيما أفادت مصادر"مصلحة الطب الشرعي"أن نتيجة التحليلات والفحوص التي أجريت على الجثة، ستعلن خلال أيام، بعد الانتهاء من إعداد التقرير النهائي لعرضه على النيابة المختصة. وكانت نصر رحلت ليل الجمعة - السبت في مستشفى"جامعة عين شمس التخصصي"، بعدما أمضت حوالى سنة في غيبوبة، بسبب عملية تجميل في مستشفى خاص. ونعت"نقابة الفنانين المصريين"والتلفزيون الرسمي وفاة نصر. وكانت أخبار الحال الصحية للراحلة بدأت تنتشر في الأيام الأخيرة من العام 2005، عقب الإعلان عن دخولها في غيبوبة كاملة نتيجة حقنها بجرعة زائدة من مخدر طبي، ما أوقف وصول الأوكسجين الى المخ مدة ست ثوانٍ، وكانت على وشك الوفاة الفورية لو زادت عن ذلك. وتحولت نصر الى مثار للكثير من الإشاعات والاتهامات، إذ اتهم زملاؤها الفنانون المستشفى بالتقصير الذي أدى الى غيبوبتها، فيما نفى المستشفى التهمة، استناداً الى تقارير طبية تناولتها وسائل الإعلام بالنشر والتحليل. وأشار كثيرون الى ان المسألة نالت أكثر مما تستحق، وانها استغلت لتحقيق مكاسب إعلامية. وبعد نقل نصر من مستشفى خاص، الى مستشفى عين شمس التخصصي الحكومي، ومنع التصريحات عن حالها الصحية، نشرت الصحف صوراً لها على فراش المرض قيل ان الطبيب التقطها، فيما نفى الطبيب التهمة، مهدداً بمقاضاة الذين ادعوا ذلك. وشهدت الفترة الأولى من غيبوبة سعاد نصر، رفع أقاربها دعاوى قضائية ضد المستشفى وطبيب التخدير. وكان زوجها طلب من وزير الداخلية التدخل لحمايتها مما يحدث أمام حجرتها من تصاريح بين بعض الفنانين والفريق الطبي إثر مشادة بين الفنان أحمد ماهر والأطباء انتهت بمحاضر متبادلة لدى الشرطة. وأفاد أحد أشقائها الى وسائل الإعلام بعد شهر من الغيبوبة، أنها"ماتت اكلينيكياً"، لكن الأطباء نفوا ذلك وأفادوا ان حالها الصحية سيئة، لكنها ما زالت على قيد الحياة لتنتشر بعد ذلك إشاعة وفاتها على فترات متباعدة. وسعاد نصر المولودة في العام 1953، درست الفنون المسرحية وتخرجت في المعهد العالي للمسرح عام 1975. وكانت بدايتها الفنية في المسرح قبل التلفزيون والسينما. وارتبط الجزء الأهم من تجربتها المسرحية بالفنان محمد صبحي، فشكلا"ثنائياً"كوميدياً ناجحاً، عبر مسرحيات، أبرزها"الهمجي"و"عائلة ونيس". كما ارتبط جزء كبير من عملها في التلفزيون بمسلسلات قدمها صبحي أيضاً، من بينها"رحلة المليون"و"سنبل بعد المليون"وخمسة أجزاء من مسلسل"يوميات ونيس". وكانت بدايتها في السينما عام 1980، إذ شاركت في فيلم"امرأة بلا قلب". كما في عدد من الأفلام، أبرزها"حدوته مصرية"و"اسكندرية نيويورك"و"المصير"للمخرج يوسف شاهين، و"الضائعة"و"أبو كرتونة"و"العرضحالجي"و"المزاج"و"كلهم في جهنم"الى ان أدت البطولة في فيلم"هنا القاهرة". وآخر أعمالها الفنية، مشاركتها في فيلم"منتهى اللذة"الى جانب حنان ترك والمغني اللبناني يوري مرقدي، ومشاركتها مع يحيى الفخراني في مسلسله قبل الأخير"الليل وآخره"قبل سنتين. تزوجت سعاد نصر مرتين، الأولى من الممثل أحمد عبد الوارث وأنجبت منه ابنها طارق 25 سنة وابنتها فيروز 18 سنة. وبعد انفصالها عنه، تزوجت من المهندس محمد عبدالمنعم.