ركز خطباء الجمعة أمس على ضرورة العمل لايجاد مخرج للمأزق العراقي، بعد انتهاء مرحلة صدام حسين. وفيما طالب الشيخ محمد جاسم السامرائي "أهل السنّة بالانسحاب من العملية السياسية"، معتبراً أن وجودهم"يمنحها شرعية كاملة"، اعتبر الشيخ صدر الدين القبانجي، القيادي في "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"إعدام صدام بمثابة"بداية للتحولات الجذرية في العراق والمنطقة". وطالب الشيخ محمد جاسم السامرائي، خطيب وإمام جامع الشكرة في الغزالية، السنّة ب"الانسحاب من العملية السياسية"، وقال إن"وجودهم يعطي شرعية كبيرة للحكومة القائمة التي لم تقدم شيئاً للشعب منذ انتخابها حتى اليوم"، وقال إن"الهدف الذي دخلوا من أجله إلى الحكومة والمتمثل بتعديل الدستور والقوانين ومعالجة الاخطاء التي وقعت فيها الحكومات السابقة لم يتحقق"، مبيناً ان هؤلاء السياسيين"انشغلوا بمصالحهم الشخصية عن مصالح الشعب، وبالتالي عليهم الانسحاب من العملية السياسية". ورفض ما وصفه ب"انصاف الحلول والتسويفات والتنازلات التي قدمها هؤلاء الى الحكومة على أمل اصلاح الأوضاع". وقال إن"الأمور بدأت تسير نحو الأسوأ منذ تسلم المالكي الحكومة". واعتبر الشيخ علي الجبوري، خطيب المدرسة الخالصية في الكاظمية اعدام صدام"من اللعب السياسية الرامية الى اشعال الساحة السياسية بفتنة معروفة". وقال ان"خير دليل على ذلك الهتافات التي اطلقها بعض المسؤولين العراقيين اثناء تنفيذ الاعدام ... المسألة ليست بعيدة عن المشروع الأميركي، واليد الأميركية لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر". وطالب الأممالمتحدة بالتحقيق في الاحتلال الاثيوبي للصومال، وقال إن"أي تغيير خارجي يحمل بين طياته مشاكل كبيرة، سواء كان في العراق او الصومال أو في أي بقعة في العالم". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد، طالب الشيخ مهدي الكربلائي، ممثل السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة التي اقامها في الصحن الحسيني امس، المسؤولين العراقيين ب"الرضوخ لإرادة الشعب والقيام بمسؤولياتهم ازاءه او ترك المناصب". كما طالب الوزارات الخدمية ب"ممارسة دورها الصحيح وتقديم الخدمات للمواطنين مثل وزارة التجارة والنفط والكهرباء". وحذر من فشل"الخط الإسلامي في قيادة أمور الناس". وتابع أمام آلاف المصلين وسط كربلاء ان"المعاناة اليومية للعراقيين لا يمكن استمرارها، وفشلكم يعني فشل الخط الإسلامي في قيادة وإدارة أمور الناس". وحذر المسؤولين من"فقدان ثقة الشعب الذي انتخبهم والعمل ضمن المساحة التي يمكن ان يتحركوا خلالها لا سيما في ما يتعلق بالوزارات الخدمية"، وقال ان الحكومة"باتت منقوصة السيادة، والأجهزة الامنية تديرها قوات الاحتلال بشكل مباشر". وفي النجف 180 كلم جنوببغداد، اعتبر الشيخ صدر الدين القبانجي، إمام وخطيب الجمعة القيادي في"المجلس الاعلى"اعدام صدام"ايذاناً ببدء تحولات جذرية في حياة العراقيين والمنطقة برمتها". وقال ان"هذه التحولات باتت تخيف الكثير من الزعماء العرب الذين يديرون دولهم بأسلوب مماثل لأسلوب صدام الديكتاتوري"، مبيناً ان"مواقف بعض المتعاطفين مع صدام لا تعبر عن مواقف العرب بشكل عام". وقال إن صدام"حوكم محاكمة عادلة أمام انظار العالم في محكمة جميع قضاتها عراقيون من دون أي تأثير خارجي ووفق اصول قانونية وعادلة ونال جزاءه الذي يستحق". وطالب السنّة ب"عدم الانصياع للمؤامرة التي تحاول التفريق بين العراقيين سنّة وشيعة". وقال إن صدام"لا يمثل السنّة ولا يمثل أحداً منها. إنه يمثل نفسه وهو ديكتاتور طاغية ولا يحسب على أي جهة في العراق".