انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري التعاطي السوداني مع قضية دارفور التي طغت على اعمال القمة الافريقية التي افتتحت امس في اديس ابابا. وبسبب استمرار الأزمة في دارفور اضطر الرئيس عمر البشير الى التنازل عن رئاسة الاتحاد الأفريقي لغانا، متراجعاً عن تهديده بتعليق عضوية بلاده في الاتحاد. وكما في القمة الماضية تلقى البشير وعداً برئاسة الدورة المقبلة. وقال أحد مستشاري البشير ل"الحياة"إن سبعة من الزعماء الأفارقة، يعرفون بمجموعة"حكماء افريقيا"، عقدوا لقاء مع البشير قبل الجلسة المغلقة للقمة، وطلبوا منه سحب ترشيح بلاده للرئاسة لمنع الانقسام بين الدول الافريقية، ووعدوه بمنحه الرئاسة في الدورة المقبلة. كما تعهدوا السعي إلى تسوية أزمة دارفور التي كانت سبباً في رفض القمة تولي بلاده الرئاسة دورتين، احتجاجا على سياستها في الاقليم المضطرب. وأضاف المصدر أن البشير وافق على ذلك"بعد تثبيت حق بلاده في الرئاسة". وشهدت القمة التي شغلت التطورات في دارفور حيزاً مهماً من مناقشاتها، هجوماً على إدارة الحكومة السودانية للأوضاع في الإقليم. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته إلى وقف"العنف وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها مختلف الأطراف في دارفور"، مطالباً القادة الأفارقة بإيجاد حل"للمعضلة التي صنعها رفض السودان نشر قوات من الأممالمتحدة في الإقليم"، وبإرسال قوات مشتركة افريقية - دولية الى هناك. والتقى بان والبشير لمناقشة خطة حفظ السلام في دارفور. وفي السياق ذاته، وجه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي انتقادات حادة إلى الخرطوم، داعياً إلى"وقف المجازر وعمليات القصف"التي يشنها الجيش السوداني في دارفور والسعي بدل ذلك إلى تحقيق السلام في الإقليم.