يتواصل تأثّر الفضائيات اللبنانيّة ببعضها البعض. إذ بعدما ركبت موجة برامج الألعاب والمسابقات، ثم المسلسل المكسيكي سنوات، انتقلت العدوى إلى برامج تلفزيون الواقع، التي تستمر فصولها حتى اليوم، ولو خفت بريقها قليلاً. فبرنامج"سرفايفر"من تلفزيون الواقع نفّذ مرّة واحدة، وكذلك"الوادي"وحلقات ملكات الجمال على طريقة تلفزيون الواقع... ربّما لأنها لم تجد الإقبال الجماهيري المتوقّع، والذي يستوجب تكرار مواسمها كما هو الحال مع"ستار أكاديمي". أياً يكن الأمر، لن ندخل هنا في سجال حول الموضوع أو نعرض البرامج الناجحة التي تناقلتها الفضائيات اللبنانيّة بعضها عن بعض، قبل أن تدور رحاها بين الفضائيّات العربيّة ككل، إنما نكتفي بالحديث عن الدراما اللبنانيّة التي ستخطو على ما يبدو خطوة كبيرة إلى الأمام، بعدما بدأت موجة العدوى تؤتي ثمارها على هذا الصعيد. ولأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، فقد خطت"أل بي سي"منتصف التسعينات خطوة شراء المكسيكي المدبلج من شركة فيلملي، واعتبرت يومها أنها تخوض مغامرة لأن تقبل جمهور الصغار للكرتون المدبلج، قد لا ينسحب على الكبار والمسلسلات المحوّلة من اللغة المكسيكيّة والبرازيليّة والأرجنتينيّة إلى العربيّة الفصحى. ولعل نجاح المدبلج فترة لابأس بها، صرف نظر الشاشات اللبنانيّة المنهمكة أصلاً ببرامج المنوّعات والحوارات، عن إنتاج الدراما اللبنانيّة التي تعاني ضعفاً عدديّاً ونوعيّاً منذ سنوات. واللافت اليوم أن القناة التي عبّدت الطريق أمام القنوات الزميلة لشراء المكسيكي، تعبّد الطريق أمامها مجدداً باتجاه شراء المحلي والحض على إنتاجه. فقد أكّدت مصادر مقرّبة من أكثر من قناة تلفزيونيّة لبنانيّة، أن العام 2007 سيشهد توسّعاً كبيراً في الإنتاج الدرامي، لذا بدأت شركات الإنتاج تعد عدّتها لدخول مواقع التصوير لتنفيذ أعمال بدأ الاتفاق في شأنها بالفعل. وقد أشارت إدارة قناة"أن بي أن"أن خطوة تحوّلها من قناة إخباريّة إلى قناة عامة، ستحمل معها مجموعة من البرامج المنوّعة منها الدراما اللبنانيّة. وكذلك تلفزيون"المستقبل"الذي غاب عن الدراما منذ مسلسل"كبرياء وندم"للكاتب جبران ضاهر والمخرجة ليليان البستاني، ويبدو أنه سيعود إلى عالم الدراما، علماً أنه رفض مسلسلاً كوميديّاً بعنوان"غاشي وماشي"من كتابة مارسيل كونيجيان وإخراج ليليان البستاني، فتحوّل العمل يومها إلى"نيو تي في"التي رفضت شراء المسلسل بدورها. وإذا كانت"نيو تي في"، دخلت ميدان الدراما بالفعل بعدما بدأت إنتاج مسلسل"امرأة من ضياع"للكاتب شكري أنيس فاخوري وإخراج إيلي فغالي قبل أسابيع، تمهيداً لعرضه في شباط فبراير المقبل، فإنها حافظت طيلة الفترة الماضية على ماء الوجه، ولم تحجب الدراما بالكامل، وإن كان احتفاظها بها أتى بصورة خجولة من خلال برنامج"الحل بإيدك". وينسحب الكلام ذاته على القناة الموعودة"أورونج تي في"التي يرتقب إطلاقها في شباط فبراير أيضاً، حيث أكّدت مصادر مطلعة أن الدراما اللبنانيّة لن تغيب عن شاشتها. أما تلفزيون لبنان، الذي كان صاحب الدور الريادي في الإنتاج الدرامي، فهو يغيب منذ سنوات عن الإنتاج، على رغم أنه ترددت قبل شهور قليلة عودته إلى الدراما، على الأقل لاستكمال تصوير مسلسلي"اسمها لا"للكاتب فاخوري، و"غابة الذئاب"للكاتب جبران ضاهر. وإذا كانت"أل بي سي"صاحبة الرصيد الدرامي الأكبر، والناشطة الكبرى على مستوى تقديم الدراما اللبنانيّة، إلاّ أنها لا تعامل هذه المسلسلات فضائيّاً بمثل ما تعاملها أرضيّاً، وتعزو السبب إلى أن الدراما اللبنانيّة، أثبتت أنها لا تستطيع تحقيق نسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي على غرار المسلسلات المصريّة والسوريّة والخليجيّة، باستثناء المسلسلات التي يروج لها عبر البرامج الناجحة مثل سيتكوم"فادي وراضي"الذي يقوم ببطولته نجم"ستار أكاديمي"فادي إندراوس. إذ ها هي"أل بي سي"منذ سنوات، تقدم عشرات الساعات الدراميّة اللبنانيّة، على الأرضيّة والأوروبيّة حصراً، متجاهلة عرضها على الفضائيّة اللبنانيّة صاحبة الانتشار الأوسع عربيّاً. وكانت الكاتبة منى طايع أكدت أن مسلسلاتها الأخيرة"فاميليا"،"غنّوجة بيّا"و"ابنة المعلّم"حققت نجاحاً محليّاً كبيراً، لكنها لم تأخذ فرصتها بعد في العرض فضائيّاً. لكن يبدو أن"أل بي سي"ستعطي فرصة جديدة للدراما مطلع العام الجديد على الفضائيّة، حيث ستعرض حلقات برنامج"قصتي قصّة"للمخرج إيلي أضباشي، بعد انتهاء القناة من عرض إعادات"المارقون"للمخرج نجدة أنزور. يذكر أن"أل بي سي"تحتفظ في مكتبتها الدرامية اليوم بمجموعة من الأعمال التي تنتظر العرض أرضيّاً وفضائيّاً منها مثلاً"نضال"للمخرج إيلي حبيب عرض أرضيّاً،"الليلة الأخيرة"للمخرج سمير حبشي من سلسلة زمن للكاتبة كلوديا مرشيليان،"الطاغية"للكاتب مروان نجّار والمخرجة كارن دفوني، إضافة الى مجموعة من حكايات الكاتب شكري أنيس فاخوري، هي"جميل وجميلة"،"زهرة الخريف"،"ابني"،"السجينة"... فضلاً عن مسلسلات أخرى، منها"عقدة ذنب"من كتابة كلود أبي حيدر وإخراج طوني نعمة،"الينابيع"للكاتبة رنيه فرنكودس والمخرجة كارولين ميلان،"خطايا صغيرة"للكاتب طوني شمعون والمخرج إيلي معلوف عرض أرضيّاً،"دموع الندم"للكاتب فراس جبران،"حماتي وعقلاتي"للكاتب طوني شمعون،"مش ظابطة"للكاتبة كلوديا مرشيليان،"ساعة بالإذاعة"للكاتب والممثل جورج خبّاز.