أطلق حزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" اليمين الحاكم أمس، عملية انتخاب داخلية، لدعم ترشيح زعيمه وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي لانتخابات الرئاسة التي تجرى دورتها الأولى في 22 نيسان ابريل المقبل. وتهدف هذه العملية التي تستمر الى 14 كانون الثاني يناير الجاري وهو موعد المؤتمر الذي يعقده الاتحاد، الى تكريس ترشيح ساركوزي لخوض الانتخابات باسمه، في غياب أي منافس له من داخل صفوف الحزب. وتأتي هذه الانتخابات بعد اختيار الحزب الاشتراكي المعارض، للنائبة سيغولين رويال مرشحة عنه للرئاسة، عقب تأييدها من قبل غالبية الأعضاء الحزبيين، في التنافس الذي دار بينها وبين رئيس الحكومة السابق لوران فابيوس والوزير السابق دومينيك شتروس كان. ولكن بخلاف رويال التي تحظى بالتفاف اشتراكي شامل حول ترشيحها، فإن ساركوزي، على رغم غياب من ينافسه داخل الحزب، لا يحظى بمثل هذا الالتفاف من حوله من قبل عائلته الحزبية. ونجح ساركوزي في تعبئة الأجهزة الحزبية، لمصلحة ترشيحه، كما نجح في استمالة الكثير من الوزراء في الحكومة الفرنسية وحملهم على تأييد هذا الترشيح، لكنه حتى الآن ليس على ثقة بأن مناصري اليمين الديغولي سيقفون جميعاً الى جانبه. وعدم الثقة هذا مرده في شكل أساس الى الإبهام المتعمد الذي يلتزمه الرئيس الفرنسي جاك شيراك حول احتمال خوضه مجدداً للمعركة الرئاسية سعياً الى الفوز بولاية رئاسية ثالثة. كما ان العلاقة المعقدة والتي شهدت الكثير من التوترات، بين شيراك وساركوزي، لا تتيح له التكهن بما إذا كان الرئيس الفرنسي سيدعم ترشيحه في حال اتخاذه لقرار عدم خوض الانتخابات المقلقة. وفيما يشكل موقف شيراك والذي لن يتضح قبل انتهاء الفصل الأول من السنة على حد قوله مصدر قلق لساركوزي، فإنه ليس بمنأى عن منافسة أحد رموز اليمين الحاكم له. اليو ماري... من خارج الاطار فوزيرة الدفاع ميشال اليو ماري، أشارت أخيراً الى عدم رغبتها في خوض الانتخابات الداخلية لحزب الاتحاد، ومنافسة ساركوزي على ترشيح الحزب، لكنها تركت الباب مفتوحاً أمام احتمال ترشيح نفسها للرئاسة من خارج الإطار الحزبي. في الوقت ذاته، لا يزال رئيس الحكومة دومينيك دوفيلبان الذي لم يعلن بصورة قطعية إحجامه على الترشح للرئاسة، منافساً محتملاً لساركوزي، على رغم ان حظوظه في النجاح ضئيلة، نظراً الى التدني الذي طرأ على شعبيته نتيجة توليه رئاسة الحكومة، ومواجهته للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية المعقدة القائمة في فرنسا. وما من شأنه ان يثير قلق ساركوزي أيضاً، الظاهرة اللافتة التي تتمثل بتهافت شباب الضواحي الفرنسية على تسجيل أنفسهم على اللوائح الانتخابية، للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدين علناً ان اقبالهم هذا هدفه قطع الطريق الرئاسي أمام ساركوزي الذي أساء التعامل معهم. وفي ظل ما تظهره استطلاعات الرأي من منافسة محتدمة بين ساركوزي ورويال، فإن أصوات هؤلاء من شأنها أن تساعد في ترجيح الكفة لمصلحة أحد المرشحين. وبالتالي فإن الفوز المتوقع لساركوزي في الانتخابات الداخلية سيكون تأثيره معنوياً، وليس حاسماً على صعيد نيات الاقتراع الفعلية لمناصري اليمين الحاكم. وكانت الناطقة باسم حزب"الاتحاد من أجل الحركة الشعبية"فاليري ميكريس صرحت بأن أعضاء الحزب البالغ عددهم حوالى 337 ألف عضو، دعوا الى الإدلاء بأصواتهم عبر 750 موقعاً الكترونياً للتصويت. وكان عدد الأعضاء الحزبيين الذين أدلوا بأصواتهم بلغ عند منتصف يوم أمس، 6500 عضو.