انطلقت امس الدورة التاسعة والثلاثون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ويحتفى خلالها بإيطاليا بلداً ضيفاً ويندرج البرنامج في ثلاثة محاور رئيسة، أولها تكريم نجيب محفوظ تحت عنوان "محفوظ أديب العام: مفكراً وكاتباً وسياسياً". ويتناول هذا المحور رؤى مصر السياسية والاجتماعية التي عكسها أدب محفوظ. أما ثاني المحاور فيأتي بعنوان "الإسلام والغرب" فيما يتناول المحور الثالث قضية"الاستخدام السلمي للطاقة النووية". وتتداخل هذه المحاور مع برامج لكل من ايطالياوفرنسا والمانيا. فمن الجانب الإيطالي تعرض نحو أربعين دار نشر ايطالية كتبها ويشارك وفد ايطالي ضخم من الكتاب يضم أنطونيو تابوكي ونيكولا أمانيتي وسيلفيا بالاسترا ودانيل ديل غوديتشي ويلتقون مع لفيف من الكتّاب المصريين في تظاهرة بعنوان"مؤلف مصري في مواجهة مؤلف ايطالي". ويشرك من الجانب المصري بهاء طاهر وادوارد الخراط وابراهيم عبدالمجيد وابراهيم أصلان وجمال الغيطاني وسواهم... وتجمع الطاولات المستديرة التي ينظمها المعرض نقاداً ايطاليين يأتي في مقدمهم جوليو فيروني والمؤرخ فرانكو مارديني والمستشرقون سيرجو نويا نوذادا وأنطونيو بيليتاري ويلتقون من الجانب المصري الكتّاب: هدى وصفي، سعد الدين ابراهيم، أسامة الباز، محمد سلماوي، حسن حنفي وسواهم، يقابل الناشرون الإيطاليون الآسندر جاللو وكارلو فيلترينالي وأنطونيو ريكاردو نظراءهم المصريين ابراهيم المعلم ومحمد هاشم وحسني سليمان، على أن تبدأ النشاطات الإيطالية غداً الخميس. أما فيما يخص الجانب الفرنسي فيشهد حضور المفكر الجزائري الفرنكوفوني محمد أركون وهو يقدم كتابه الجديد عن تاريخ المسلمين في فرنسا. ويحضر أيضاً المفكر هنري لورانس مشاركاً في ندوة حول كتابه"المسألة الفلسطينية". ويشارك في الندوات فاروق مردم بك والصحافي إيناسيو رامونيه مدير تحرير"لوموند ديبلوماتيك"وتيريزا كريميزي المدير العام لدار فلاماريون للنشر. وتحتفي الجهة الألمانية بلقاء بين الروائيين أنجو شولتسه مع جمال الغيطاني ويقدم ميشيل كليبرغ قراءة من كتاب رحلته الى لبنان وعنوانه:"الحيوان الباكي"، وقد ترجمه الى العربية سمير جريس. ويشهد المعرض حضوراً بريطانياً عبر وفد من كبار الناشرين البريطانيين في إطار التحضير لاستضافة الثقافة المصرية في معرض لندن للكتاب المقبل 2008. ويشهد المعرض هذه السنة مشاركة نحو 26 دولة ونحو 677 ناشراً، وأوكلت مهمة تنظيمه الى الجهة نفسها التي نظمت المعرض السنة الفائتة، ما يؤكد أن الشكل التنظيمي لن يخرج عما حدث تلك السنة. وان كان المعرض الراهن لن يتوازى مع ظواهر كبيرة عطلت المعرض الفائت حينما استضافت مصر بطولة الأمم الأفريقية ما أدى الى تقليص أيام المعرض مع غياب لافت للجمهور الذي انشغل بمباريات الكرة، إضافة الى رفع أسعار بطاقات دخول المعرض. وأدت السياسات التنظيمية الى تقليص مساحة البيع والشراء للمأكولات والسلع والتي كثيراً ما ميزت جوّ المعرض إذ أصبح مجالاً للعطلات العائلية. وجاء تصريح ناصر الأنصاري مدير عام المعرض، بخلو برامج المعرض من نقاش القضايا السياسية الإقليمية كتحذير مبدئي من استغلال المعرض كساحة للتعبيرات السياسية لحركات المعارضة الجديدة. وهذا الأمر دفع الكثيرين للتعليق على جدوى معرض للكتاب اختار عناوين سياسية لمحاوره فيما يرفض الكلام في السياسة. ولا تغيب عن الملاحظة طبيعة الموضوعات النقاشية الساخنة حول الإسلام والغرب، وحول الطاقة النووية، فيما يأتي الاحتفاء بنجيب محفوظ متأخراً وان تزامن مع حملة متابعات قضائية يشنها ورثته ضد جهات منها مكتبة الاسكندرية ودار الأداب البيروتية بل وناشره الرسمي دار الشروق. ومن المتوقع أن يكون اصدار دار"الشروق"لأعمال محفوظ الكاملة حدث المعرض، وخصوصاً الطبعة المصرية الأولى لرواية"أولاد حارتنا"المثيرة للجدل. وان أكد مراقبون ان ارتفاع سعر الأعمال الكاملة سيحول دون ادراك أهمية الحدث ما عدا"الشو"أو العرض الإعلامي، يصل سعر النسخة الى ما يقارب 120 دولاراً أميركياً. وقد تجددت شكاوى الناشرين العرب كالعادة من تأخر الإفراج عن كتبهم من الجمارك. وتظل قنبلة الدخان الكبرى هي اشاعة حضور الكاتب التركي الفائز بجائزة نوبل أورهان باموق كضيف للمعرض، اضافة الى الشائعة الاعتيادية السنوية عن حضور الشاعر محمود درويش. وهاتان الشائعتان هما علامتا الإثارة الوحيدة التي يتوقع كثيرون انقشاع ضبابها مع بداية المعرض الفعلية.