كشف ممثل الفاتيكان في الخليج العربي الراعي البابوي الدكتور باول هندر عن رغبة الفاتيكان في إقامة علاقات ديبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وأكد أنه لقي انفتاحاً لدى جانب سلطات ابوظبي على مثل هذه الخطوة. وقال المسؤول الكنسي خلال مشاركته في ندوة"خليفة وثقافة التسامح"التي عقدت أمس في أبوظبي برعاية نائب رئيس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، إنه يعمل حاليا كممثل غير رسمي للفاتيكان في الامارات، موضحا أن القيادة الاماراتية أوجدت حلقة اتصال بين الرئاسة والكنيسة بشأن القضايا الدينية. وأكد في كلمته احترامه وتقديره لرؤية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للتعايش والإخاء المستمدين من رؤية والده، مشيرا إلى أن الشيخ زايد"كان رجلا استثنائيا بكل المعايير أدهش العالم ببساطته وطيبة نفسه، ووضع خير شعبه فوق كل اعتبار، ليس فقط من خلال التسيير الرشيد للثروة المادية، ولكن أيضا بما هو أهم، وهو إيمانه بضرورة الجانب الروحي، واصالة ثقافته وعقيدته وثقته بالله والتسامح في أفكاره ورؤيته". وأكد الراعي البابوي أن الإمارات"مستمرة في توفير الظروف التي تُمكّن الناس من ذوي النيات الطيبة من العيش معاً والتعبير عن عقائدهم برفق متبادل لخير الجميع"، مشيرا إلى أن الامارات بما تقوم به من أجل تعزيز التفاهم بين الشعوب في هذا العصر الذي يتسم بكثير من سوء الفهم، تمثل إسهاماً نبيلاً في تحقق السلام والعدل في العالم. وكشف الراعي البابوي عن سماح الامارات بإقامة كنيسة في مدينة أبوظبي للجالية الكاثوليكية التي تقدر بنحو 100 ألف نسمة، مشيرا إلى أن للجالية الكاثوليكية في الامارات سبع كنائس يمارس المؤمنون العبادة فيها بكل حرية. ونظم الندوة مكتب شؤون الإعلام لنائب رئيس مجلس الوزراء بمشاركة مجموعة من رجال الدين المسيحي من مختلف الكنائس في دول الخليج العربية إلى جانب السفراء المعتمدين في الامارات. وقال الشيخ سلطان في تصريح لمناسبة انعقاد الندوة ان الإمارات"بنسيجها الاجتماعي المتماسك وبنيتها الحضارية المتكاملة شهدت عبر تاريخها المشرق تعايشاً إنسانياً فريداً في نموذجه، وهو تعايش قائم على فضائل الصدق والتسامح والاحترام من دون أي تأثير لاختلاف الدين أو المعتقد أو العرق، مما جعلها مقصداً محبباً لبني البشر من سائر الأصقاع استظلالاً بدوحة تسامحها الظليلة وتطلعاً لأمنها المستقر". وأضاف ان"التسامح الديني الثقافي المشهود في دولة الإمارات لا يحتاج إلى دليل لتأكيده لكونه من الصفات الفطرية في مجتمعها"، مشيراً إلى أن هذه الندوة التي يشارك فيها ويحضرها جمع من رجال الأديان المختلفة، تأتي من أجل نشر ثقافة التسامح والحوار ونبذ عوامل الفرقة بين شعوب المجتمع الإنساني.