تحتضن القاعة الشرقية بمركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية معرضاً مميزاً يحمل اسم "سقارة" ينظمه مركز الفنون، ويقدم صوراً فوتوغرافية لبعض الحفائر التي اكتشفتها إدارة الآثار المصرية التابعة لمتحف اللوفر الفرنسي، بإشراف السيدة كريستين زيجلر رئيسة البعثة، في منطقة سقارة بالجيزة في الفترة ما بين 1991 و2004. يأخذ المعرض زواره عبر هذه الصور في جولة سياحية أخاذة إلى جنوب غرب الجيزة وعلى بعد خمسة وثلاثين كيلومتراً منها، حيث تقع منطقة سقارة الأثرية، التي كانت تعد من أهم المراكز السياسية والاقتصادية والدينية في مصر حتى الفتح العربي، مقدماً وصفاً تفصيلياً لخريطة الاكتشافات موضحاً خط سير أعمال التنقيب عبر السنوات الماضية. ومن المعروف أن منطقة سقارة تضم مقابر ملكية أو خاصة قديمة جداً، منها مجموعات هرمية لملوك الأسرات الثالثة والخامسة والسادسة، وكذلك مصاطب كبار رجال الدولة المزينة بلوحات رائعة تصور الحياة اليومية في عصر الدولة القديمة. ومن أشهر آثارها على الإطلاق"هرم زوسر المدرج". كما أنها من المواقع المصرية التي شهدت منذ القدم أكبر قدر من حملات التنقيب الأثرية، ومن أهمها الحملات الأخيرة التي قامت بها بعثة اللوفر الأثرية المؤلفة من متخصصين فرنسيين ومصريين علاوة على مئات العمال المصريين، وهي تعمل سنوياً تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار المصرية القديمة و تمولها بعثة الأبحاث والتكنولوجيا التابعة لوزارة الثقافة. ويركز المعرض على اكتشاف مصطبة أخي تتب 2453-2420 ق.م. المحفوظة حالياً بمتحف اللوفر بالإضافة إلى صور الكشف عن الأواني الفخارية المصرية، وأواني المائدة المزخرفة الواردة من اليونان. كما يظهر ما توصلت إليه حملات التنقيب من الوثائق المدونة على البرديات والأحجار وغيرها من الأدوات المساعدة التي تعتبر دراستها أساسية في التعرف على الحضارة المصرية. كما يضم المعرض صوراً لجداريات فرعونية تجسد الحياة اليومية للمصري القديم. ويحمل المعرض بعض ذكريات البعثة التي بلغ عددها 200 شخص، ويعكس روح المغامرة التي تغلف أعمال التنقيب عن الآثار ذلك اننا نرى في هذه الصور عمال التنقيب ومساعدي تصوير وعمال البناء والنجارين وعلماء الآثار المصريين والفرنسيين أثناء دراستهم للنقوش والزخارف والنصوص. ويؤرخ المعرض للكتابات المصرية القديمة، المدونة بالهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية والقبطية والعربية. ويقدم المعرض شرحاً مصوراً لعملية التحنيط والدفن في مصر القديمة والتي ظلت سارية حتى نهاية العصر المسيحي، ويشير الى أهم ما كان يوضع مع الميت في مقبرته.