دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني جميع فئات الشعب اللبناني الى تحقيق الوفاق الوطني في ما بينها، لأنه "السبيل الأمثل لتفادي أي أزمة تهدد مصالح لبنان الوطنية وسيادته". وأكد الملك عبدالله الثاني خلال لقائه امس رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، دعم الأردن الكامل للبنان ووضع إمكاناته لمساندة جهود تحقيق المصالحة، والوصول إلى تفاهمات تساعد الشعب اللبناني على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن الأردن يدعم أي اتفاق لبناني يسهم في وحدة لبنان واستقراره. وأضاف الملك عبدالله:"ان توحيد الصف اللبناني هو صمام الأمان للخروج من الأزمة الداخلية التي تهدد استقرار لبنان الشقيق". مؤكداً دعمه للحكومة اللبنانية في جهودها الرامية إلى تحقيق الوئام الوطني والمحافظة على المكتسبات والإنجازات اللبنانية، ورفض أي تدخل في شؤون لبنان. وشدد العاهل الاردني على أن حل الخلافات السياسية بالحوار والوسائل الديبلوماسية هو السبيل لتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان. مؤكداً حرص الأردن على المساهمة في جهود إعادة الإعمار في المناطق التي تضررت جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقال بيان اصدره الديوان الملكي ان الاردن يساند الجهود المبذولة ويدعمها لإنجاح مؤتمر"باريس - 3"، حيث سيشارك نائب رئيس الوزراء وزير المالية زياد فريز في هذا المؤتمر، الذي سيخصص لحشد الدعم للاقتصاد اللبناني. من جهته، استعرض السنيورة خلال اللقاء التطورات الجارية على الساحة اللبنانية والمساعي المبذولة حالياً لاحتواء الاختلافات وإيجاد مخرج للأزمة التي تواجه بلاده. ولفت إلى أهمية دعم الدول العربية الجهود الهادفة إلى إيجاد مخرج للأزمة السياسية لتحقيق الوفاق في لبنان. وتطرق السنيورة إلى التحضيرات الجارية حالياً لعقد مؤتمر"باريس - 3"، والذي يأمل لبنان من خلاله بالحصول على مساعدات مالية تساعده في تنفيذ برامجه للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ومشاريعه الإنمائية. وفي تصريحات أدلى بها، بعد اللقاء، أكد السنيورة أن الملك عبدالله الثاني"يقف إلى جانب لبنان ويقدر ظروفه الدقيقة"، مشيراً إلى دعمه الجهود التي تقوم بها الحكومة لتوحيد الصف اللبناني، وضرورة"أن يعمل اللبنانيون على حل مشاكلهم عبر الحوار وليس من خلال الاعتصامات التي لن تؤدي إلى نتيجة". وقال السنيورة:"ان الملك مستمر في تقديم الدعم لإعادة بناء القرى التي تهدمت جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكذلك للمشاركة في مؤتمر"باريس - 3"". وعن التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني، قال السنيورة:"نريد بناء علاقات جيدة مع كل الأشقاء على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شأن لبنان وعدم محاولة الوقوف إلى جانب فريق دون آخر". مؤكداً أن اللبنانيين"لن يقبلوا التدخل في شؤونهم أو أي إملاءات تفرض عليهم، فلبنان بلد حر سيد عربي مستقل". مضيفاً:"اننا نبني علاقاتنا مع الجميع على أساس احترام هذه المبادئ". وأضاف السنيورة:"نريد بناء علاقات جيدة مع إيران ولكن على أساس من الاحترام المتبادل وإذا رغبت إيران في مساعدة لبنان، فإن ذلك يجب أن يتم عبر الدولة اللبنانية وعلى قاعدة احترام لبنان كبلد مستقل له سيادة، فالدولة اللبنانية هي التي تحمي اللبنانيين وتؤمن لهم حاضرهم ومستقبلهم". واعتبر أن تجاهل الدولة اللبنانية وعدم التعامل معها هو خطأ كبير ترتكبه كل دولة في التعامل مع لبنان. وطالب السنيورة بالضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا. وقال:"بحسب النقاط السبع التي وافق عليها اللبنانيون ووردت أيضاً في القرار 1701، نريد وضع مزارع شبعا تحت وصاية الأممالمتحدة حتى يبت الأمر بين لبنان وسورية حول ملكية هذه الأراضي، التي هي أراض لبنانية، والسوريون يقرون بذلك، لكنهم لا يوقعون على الوثائق اللازمة لذلك". من جهته، أكد رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت الذي التقى السنيورة ايضاً"أن العاهل الاردني يدعم لبنان ووقف إلى جانبه في اللحظات الصعبة، وفي بداية العدوان على لبنان"، وقال:"نحن مستمرون في دعمنا لبنان، ونحث جميع الأطراف على الوقوف إلى جانبه". ودعا البخيت اللبنانيين إلى"استئناف الحوار من حيث انتهوا". مؤكداً أنه لن يحل مشكلة لبنان غير اللبنانيين أنفسهم. وأضاف البخيت:"ان ما يجري في لبنان هو من تداعيات غياب العدالة في منطقة الشرق الأوسط، وعدم وجود حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية".