تكللت مساعي المسؤولين الفيتناميين بالنجاح. وانضم بلدهم، وهو من بقية البلدان الشيوعية القليلة في العالم، الى منظمة التجارة العالمية. وفي تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وافق مجلس المنظمة العام على مشاركة هانوي. ومعظم السكان البالغ عددهم ثمانين مليون نسمة هم من الشباب، في جهاز تنظيم التجارة العالمية. وباتت هانوي، اليوم، عضواً رسمياً في المنظمة. وفي الماضي القريب كانت فيتنام من أشد البلدان فقراً في العالم. وفي 1986، قررت الحكومة الفيتنامية تعديل سياستها الاقتصادية، وانتهجت سياسة الانفتاح الاقتصادي. وعززت هذه الخطوة معدلات النمو فبلغت نسبة عالية. واعتبرت فيتنام، تالياً، من التنينات الآسيوية. وفي أقل من خمسة عشر عاماً، أصبح الاقتصاد الفيتنامي رأسمالياً، وشبه صناعي، بعدما كان نظاماً زراعياً ريفياً ومركزياً. وحمل انهيار الاتحاد السوفياتي وازدهار الاصلاحات الاقتصادية في الصين في التسعينات، القادة الفيتناميين على تسريع الاصلاح الاقتصادي. ومنذ 2001، بلغ متوسط نمو الاقتصاد الفيتنامي 7.25 في المئة سنوياً. ويعود الفضل في نجاح فيتنام الى جهود نونغ دوك مانه، أمين عام الحزب الشيوعي، والى المجتمع المدني. ونهج خليفة هو شي مين الإصلاحي اقتصر على الاقتصاد، ولم يتخطَّ الاقتصاد الى النظام السياسي وإصلاحه. ولا يزال الفيتناميون يفتقرون إلى حرية التعبير والرأي. والحق ان المجتمع الفيتنامي هو في مرحلة انتقالية. فرياح التغيير هبت عليه، ونشأت طبقة وسطى مدينية وتواقة الى الإصلاح، وشغوفة بالاستهلاك. ولكن انضمام هانوي الى منظمة التجارة العالمية لا يؤذن بنهاية مشكلات هذا البلد. فتكيف الشركات المحلية مع مكانة بلادهم الجديدة الدولية هو شرط تذليل المشكلات القائمة والمتوقعة، بحسب الصحف الفيتنامية. عن آني بورييه ، "راديو فرانس انترناسيول" الفرنسية ، 12 / 1 / 2007