اختتم الرئيس الاميركي بيل كلينتون زيارته التاريخية لفيتنام الهادفة الى المصالحة بين البلدين اللذين خاضا حرباً اسفرت عن سقوط ثلاثة ملايين قتيل فيتنامي و58 الف قتيل اميركي. ورفض المسؤولون الشيوعيون مضمون نداء جديد وجهه اليهم امس، حضهم فيه على تسريع الاصلاحات الاقتصادية والقبول بمجتمع منفتح. وقابل ارفع مسؤوليهم هذا النداء بالدعوة الى مواصلة التصدي للسياسة الاميركية. هوشي منه فيتنام - ا ف ب، ا ب - قال الرئيس الاميركي بيل كلينتون في خطاب ألقاه امام اتحاد رجال الاعمال في مدينة هوشي منه امس: "ان احداً لا يستطيع ان ينكر على الشعب الفيتنامي فرصة ان يعيش بشكل افضل"، مضيفاً ان "نمو فيتنام سيتسارع اكثر عندما يصبح اقتصادكم اكثر انفتاحاً وعندما تتطور دولة القانون اكثر". واشار الى ان الولاياتالمتحدة ستمنح فيتنام اعتماداً مالياً قيمته 200 مليون دولار لمساعدتها في تطبيق الاتفاق التجاري الثنائي الموقّع بين البلدين في تموز يوليو الماضي. وقال ان "على امتينا ان تصادقا على الاتفاق وتطبقاه. والتغييرات التي سيؤدي اليها، يجب ان تكون موضع ترحيب لا ان تكون موضع خشية"، مضيفاً ان الحكومة الفيتنامية وافقت على تعميق الحوار الاقتصادي مع واشنطن من خلال لقاءات على مستوى رفيع. وفي الوقت نفسه، اعلن جين سبيرلينغ، مستشار كلينتون الاقتصادي، ان الاتفاق الاقتصادي "يشكل اكثر من مجرد اتفاق على التعرفة، انه يشكل مدخلاً فعلياً لاندماج فيتنام في الاقتصاد العالمي". وشدد كلينتون مرة اخرى على ان الانفتاح واعتماد الديموقراطية وحدهما يسمحان لفيتنام بأن تستفيد من امكاناتها. التصدي مستمر واذا كانت هذه الرسالة لاقت ترحيب السكان الذين استقبلوا كلينتون بحفاوة في هانوي وحماسة في هوشي منه، فان القيادة الشيوعية رفضتها وتعهدت التصدي لها. وتجاهل الامين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي لي كا بيو دعوات الرئيس الاميركي الى اقامة مجتمع اكثر حرية خلال استقباله له في هانوي. واشاد في المقابل بالمقاومة ضد الولاياتالمتحدة التي شكلت المهد لاقرار الاشتراكية في فيتنام. ونقلت وكالة الانباء الفيتنامية الرسمية "اي في اي" عن المسؤول الفيتنامي قوله: "امنت حروب المقاومة للشعب الفيتنامي الاستقلال واعادة الوحدة، واتاحت التقدم نحو الاشتراكية... وهذا يعني ان الحرب لم تكن بالنسبة الى الفيتناميين حقبة من التاريخ حافلة بالاحزان والمصائب". واضاف لي كا بيو "نحن نحترم خيارات نمط العيش والانظمة السياسية للامم الاخرى ونطلب في المقابل من هذه الامم، احترام خيارات شعبنا واستقلاله الوطني وسيادته وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين". وخلص المسؤول الاول في فيتنام الى القول ان "مستقبل الشعب الفيتنامي هو الاستقلال والاشتراكية". الا ان كلينتون لم يتوان عن تشجيع الاصلاحيين داخل الحكومة الفيتنامية على المضي قدماً، وقال: "ان فيتنام امة شابة وان اياماً افضل تلوح بوضوح امامكم اذا وجدتم السبيل الى تحرير مواهب شعبكم". والرئيس الاميركي الذي اختار المنشآت الخاصة بصيانة الحاويات المتطورة للغاية في مرفأ المدينة لتكون دليلاً على كلامه، اشار الى انها تشكل رمزاً لما يمكن ان يقدمه المستقبل. واضاف: "لا شك في ان ثمة ما يدعو الى الاعتزاز"، مؤكداً ان هذه المنشآت "تثير ربما غيرة دول عدة اخرى في العالم". كذلك دعا الرئيس الاميركي فيتنام الى القبول بالمصالحة مع فيتناميي الشتات ولا سيما المليون فيتنامي الذين توجهوا الى الولاياتالمتحدة منذ توحيد شمال البلاد وجنوبها عام 1975. وقال: "انهم مستعدون للاستثمار في بلادكم لا بأموالهم فحسب، بل بقلوبهم ومشاعرهم ايضاً".