بدا أمس ان الملف الفلسطيني يشهد حراكاً على صعيدي الوضع الداخلي وعملية السلام، الاول يتعلق بالإعلان عن عقد لقاء ثلاثي قريبا يضم وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، وهو لقاء قالت رايس انه يهدف الى التوصل الى"افق سياسي"للدولة الفلسطينية، مشيرة الى انها لا تريد استعجال تنظيم مفاوضات رسمية بين الاطراف المعنية اذا لم تكن مستعدة. اما التطور الثاني فيتعلق باللقاء المرتقب بين عباس ورئيس المكتب السياسي في حركة"حماس"خالد مشعل، والذي اكدت مصادر فلسطينية انه سيعقد في دمشق السبت او الاحد اذا نجحت الاتصالات الجارية، وسيتوج بتوقيع اتفاق على قواسم مشتركة تمهد امام تشكيل حكومة وحدة وطنية تتيح رفع الحصار الدولي. راجع ص 6 و7 واوضحت رايس، التي وصلت مساء أمس الى السعودية، في مؤتمر صحافي مع نظيرها المصري احمد ابو الغيط في مصر ان الولاياتالمتحدة لا تريد استعجال تنظيم مفاوضات رسمية بين الاطراف المعنية طالما كانت هذه الاطراف غير مستعدة،"لكن هذا لا يعني عدم امكان تحقيق تقدم". وأضافت أن أولمرت وعباس"يريدان بدء المناقشات لأن هذه الاطراف لم تتحدث عن هذه المواضيع منذ 6 سنوات، يبدو من الحكمة البدء بما وصفه الرئيس عباس بنقاش غير رسمي... مجرد الجلوس والتحدث عن القضايا". وزادت انه ليست في نية الولاياتالمتحدة حضور كل لقاء يجمع الاسرائيليين والفلسطينيين. من جانبه، أكد اولمرت انه اتفق مع رايس خلال اجتماعهما صباح امس في مكتبه في القدسالمحتلة على عقد اللقاء الثلاثي"بعد وقت ما... للبحث في الآفاق السياسية بيننا وبين الفلسطينيين"، مضيفا ان"خريطة الطريق"الدولية"كانت وستبقى الأساس لأي عملية سياسية". وأشار الى انه اتفق ورايس على ان تلتزم اي حكومة فلسطينية مبادئ اللجنة الرباعية الدولية،"وهي وقف كل أعمال العنف، كل الارهاب". وأشارت مصادر اسرائيلية الى ان"اللقاء الثلاثي"المتوقع أن يعقد بعد 3 الى 4 أسابيع يأتي في اطار المسعى الأميركي - الاسرائيلي لتقوية مكانة عباس والجهات الفلسطينية المعتدلة في المواجهة مع حركة"حماس"، وفي الوقت نفسه قطع الطريق على أي مبادرة لعقد مؤتمر دولي في شأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. وزادت ان رئيس الحكومة الاسرائيلية كرر على مسامع ضيفته رفض تل ابيب"محاولات عباس تشكيل حكومة وحدة للالتفاف على خريطة الطريق". ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن اوساط قريبة من رئاسة الحكومة تهديدها بأن اسرائيل ستعيد النظر في علاقاتها مع عباس وفي قرارها اتخاذ خطوات لتعزيز مكانته في حال لم تعترف الحكومة الفلسطينية الجديدة باسرائيل وتقبل بشروط الرباعية. وأكدت ان اسرائيل لا تزال ترى في الاستحقاقات الواردة في المرحلة الأولى من"خريطة الطريق"، وفي مقدمها تجريد الفصائل الفلسطينية من السلاح، شرطا لأي تقدم في العملية السياسية. اما على صعيد الملف الفلسطيني الداخلي، فقال مصدر فلسطيني مطلع ل"الحياة""إن عباس سيلتقي مشعل الأحد المقبل في دمشق، مؤكدا أن"هناك توافقا الآن على توقيع اتفاق مبدئي على القواسم المشتركة بين الحركتين خلال اللقاء". وأضاف"أن الحركتين اتفقتا على أن تتولى شخصية مستقلة لم تتم تسميتها بعد حقيبة الداخلية، في حين يتولى النائب زياد أبو عمرو الخارجية، ويتولى المال سلام فياض، على أن تكون وزارة الإعلام لفتح، بينما الصحة والتعليم لحماس". وزاد:"توافقت الحركتان على تشكيل مجلس أمني جديد، وإعادة بناء منظمة التحرير، فضلا عن تفاهمات تخص أموراً داخلية مثل موضوع الأموال، وخارجية على رأسها التعامل مع شروط الرباعية الدولية"، مؤكدا أن"أبو مازن وعد بالحصول على ضمانات أميركية لفك الحصار". وفي دمشق، لم تستبعد مصادر فلسطينية عقد لقاء بين عباس ومشعل السبت المقبل، لكنها اوضحت ل"الحياة"ان اتصالات تجري لوضع اللمسات الاخيرة. وكشفت ان مبعوثي الرئيس الفلسطيني الى دمشق، ابو عمرو ومحمد رشيد خالد سلام المستشار الاقتصادي السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، عقدا لقاءين مع قيادة"حماس"، وقدما في الاجتماع الاول اقتراحات خطية تتضمن"حلولاً وسطاً لموضوعي نص خطاب التكليف من عباس الى حكومة الوحدة الوطنية واسماء محتملة لوزيري الداخلية والمال". وزادت ان"قيادة حماس درست الاقتراحات وقدمت اجوبتها في الاجتماع الثاني"قبل ان تشير الى ان اللقاء المحتمل بين عباس ومشعل"يعتمد على نتائج هذين اللقاءين"امس. من جهة اخرى، اكتشفت قوات الامن الفلسطينية شبكة من الانفاق في قطاع غزة قالت حركة"فتح"انه كان من الممكن استخدامها لاغتيال كبار زعمائها بمن فيهم الرئيس عباس.