قتلت القوات الأميركية شخصين وجرحت 16 آخرين خلال تبادل لإطلاق النار مع متظاهرين من أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، كانوا في طريقهم إلى بغداد من مدينة النجف للمشاركة في تظاهرة ضخمة ضد الهجوم الاسرائيلي على لبنان. وقال ناطق باسم الجيش الأميركي ان الجنود ردوا على إطلاق نار على أبراج المراقبة التابعة لهم من مجموعة من السيارات قرب المحمودية، على الطريق بين النجف وبغداد. في غضون ذلك، حذر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمس من خطورة الانسحاب المبكر لقواته، فيما أعرب كبار القادة العسكريين عن اعتقادهم بأن العراق قد يكون متجهاً نحو حرب أهلية. وقال رامسفيلد ان سحب القوات مبكراً"سيراه المتطرفون الذين يسعون إلى السيطرة على المنطقة برمتها انتصاراً لهم". ف"الإرهابيون يطالبون بالانسحاب من العراق، ومن ثم من افغانستان، وبعدها سيطالبون بانسحابنا من الشرق الأوسط كله". وقال"إذا تركنا الشرق الأوسط، فإنهم الارهابيون سيدعوننا بعدها الى مغادرة بلاد المسلمين من اسبانيا الى الفيلبين. وعندها سنواجه ليس الايديولوجية الشريرة لهؤلاء المتطرفين فحسب، بل عدواً بات معتاداً على ان ينجح عندما يدعو الشعوب الحرة لأن تفعل ما يريد". وقال رامسفيلد في شهادته أمام لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ ان الادارة الاميركية ترغب في سحب قواتها من العراق، غير ان القرار"يجب ان يكون مرتبطاً بالأوضاع على الارض". إلى ذلك، قال قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جون ابي زيد معلقاً على تصريحات مسؤولين عراقيين، أشاروا الى احتمال انسحاب القوات الاميركية بحلول نهاية العام الجاري، انه من المستبعد تحقيق هذا الهدف نظراً الى استمرار دوامة العنف في بغداد. ووصف العنف الطائفي في العراق بأنه"أسوأ ما شاهدت، خصوصاً في بغداد"، محذراً من أنه"ما لم يتم وقفه، سيغرق العراق في حرب أهلية". وطالب عضو مجلس الشيوخ جون وورنر الإدارة بأن تعود الى الكونغرس إذا تأكدت حاجتها لتمديد الوجود العسكري في العراق أبعد من نهاية العام الجاري. وكانت وزارة الدفاع قررت الأسبوع الماضي ارسال ثلاثة آلاف جندي اضافي الى بغداد في اطار خطة أمنية تبنتها الحكومة العراقية لضبط الانفلات الأمني في العاصمة. واتهم ابي زيد ايران بالسعي إلى الهيمنة على المنطقة من خلال التدخل في العراق واستخدام قوى تابعة لها مثل"حزب الله"في لبنان. وقال القائد الأعلى للقوات المسلحة الاميركية بيتر بايس انه استبعد العام الماضي احتمال اندلاع حرب أهلية في العراق، لكنه اعتبر العنف الطائفي الآن قد يفضي الى حرب أهلية واسعة النطاق، مشدداً على ان المسؤولية الكبرى تقع على عاتق العراقيين وليس القوات الاميركية. وشدد على ضرورة التدخل لاحتواء الوضع قبل فوات الأوان.