يسعى المنتخب السعودي لكرة القدم إلى استعادة بريقه في دورات كأس الخليج، عندما يخوض غمار النسخة ال 18 في أبوظبي من 17 إلى 30 كانون الثاني يناير الجاري. وفقد"الأخضر"لقبه في الدورة الأخيرة في الدوحة الذي ذهب إلى قطر، بعد أن توج بطلاً للنسختين ال 15 في الرياض وال 16 في الكويت. ويخوض المنتخب السعودي منافسات"خليجي 18"بتشكيلة ضمت 26 لاعباً، كان لاتحاد جدة حصة الأسد فيها باختيار 7 من لاعبيه، تلاه جاره الأهلي ب 5 لاعبين، وكل من الشباب والهلال ب 4 لاعبين. وبدأت مرحلة الإعداد اعتباراً من الخميس الماضي، بإقامة معسكر إعدادي في المنطقة الشرقية، تخلله إقامة مباراتين وديتين، الأولى مع منتخب غامبيا 3 - صفر، والثانية مع منتخب سورية 2 -1. جيل جديد يرى الكثير من النقاد والمتابعين لكرة القدم السعودية أن التشكيلة التي أعلن عنها المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، تعد بمثابة الدخول في جيل جديد بعد جيل الثمانينات، الذي قاده صالح النعيمة وماجد عبدالله وصالح خليفة، ثم جيل التسعينات بقيادة يوسف الثنيان وفهد الهريفي وفؤاد أنور وسعيد العويران وفهد المهلل وأحمد جميل ومحمد الدعيع وسامي الجابر، والأخيران استمرا مع المنتخب وناديهما حتى الآن. وخلو القائمة من أسماء محمد الدعيع وأحمد الدوخي ونواف التمياط لأسباب فنية، وسامي الجابر لاعتزاله دولياً، ومحمد نور بداعي الإيقاف المحلي، ومبروك زايد للإصابة، يؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك أن الكرة السعودية دخلت عهداً جديداً بنجوم جدد، من أمثال ياسر القحطاني وسعد الحارثي وياسر المسيليم، وغيرهم من الوجوه الشابة التي تنضم للمرة الأولى، أمثال يوسف السالم المنافس على لقب الهداف حتى الآن في الدوري السعودي برصيد تسعة أهداف. والقراءة المبدئية للتشكيلة تصوب الانتقادات لباكيتا خصوصاً فيما يتعلق بخط الدفاع، الذي يعاني من ضعف يجعل المتتبع للعناصر الحالية يتساءل لماذا تم إبعاد الظهير الأيمن أحمد الدوخي عن القائمة الحالية مادام أن هناك خللاً لم يتم علاجه حتى الآن بإيجاد البديل؟ ولماذا أبعد مدافع مثل أحمد البحري الذي تم إعداده لموسمين مع المنتخب وهو مدافع جوكر يلعب في قلب الدفاع والظهير الأيمن؟ أما في حراسة المرمى فهناك آراء متضاربة حيال عدم اختيار محمد الدعيع، مع الهدف بضرورة التجديد، لا سيما أن الحراسة السعودية عموماً ليست كما كانت في السابق، وهذه حقيقة لا يمكن أن يختلف عليها اثنان في السعودية، لأن المنافسة بين الحراس في الأندية أصبحت معدومة، وانعكس ذلك على المنتخب في هذا المركز بالذات، ولذلك طالب البعض بالتجديد من أجل فتح المجال لحراس آخرين غير الدعيع، لا سيما أن الحارس الأساسي الذي شارك مع المنتخب في نهائيات كأس العالم الأخيرة مبروك زايد لن يشارك في"خليجي 18"للإصابة. أما أكثر المعضلات في قائمة"الأخضر"الحالية فكانت في خط الوسط لغياب محمد نور ونواف التمياط، لما لهذين اللاعبين من ثقل كبير في الوسط، حتى وإن هبط مستواهما محلياً، لأنهما من اللاعبين الذين يستعيدون عافيتهم في المناسبات الكبيرة، أضف إلى ذلك أنهما ما يزالان قادرين على العطاء لسنوات مقبلة، وغيابهما عن قائمة"خليجي 18"سيؤثر في المنتخب، لا سيما أن خط الوسط يحتاج لخدمات لاعبين مقاتلين من طراز نور والتمياط داخل الملعب، اللذين يتمتعان بدور دفاعي وهجومي. وإزاء هذا الوضع فإن الجيل الجديد للكرة السعودية الذي يعتبره البعض يبدأ من"خليجي 18"يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، فإذا نجح في تحقيق اللقب فان الأمور ستسير على ما يرام، لا سيما أن المنتخب السعودي مقبل على استحقاقات كبيرة، الهدف منها إعادة هيبته في نهائيات كأس آسيا بعد الخروج من الدور الأول في البطولة السابقة. تفوق المدرب المحلي يعد المدرب السعودي صاحب البصمة الواضحة في تاريخ انجازات المنتخب السعودي في دورات الخليج، فقد فاز محمد الخراشي باللقب مع"الأخضر"عام 1994 في الإمارات، ثم كرر ناصر الجوهر الانجاز في الدورة الپ15 عام 2002 في الرياض، بيد أن المدرب الأجنبي الذي توج مع المنتخب باللقب هو الهولندي جيرارد فاندرليم في الدورة الپ16 عام 2004 في الكويت. ويرى ناصر الجوهر"أن فرصة المنتخب السعودي قوية للفوز بخليجي 18"، فيما أكد باكيتا ثقته الكبيرة في فوز"الأخضر"بالكأس وقال:"في ظل الاهتمام الذي يجده المنتخب فإن الكأس ستكون من نصيبه". وأشار باكيتا إلى أنه يعلم أن المنتخبات الخليجية تعمل جاهدة منذ فترة طويلة من أجل إعداد فرقها للدورة، وشدد على ان فترة الإعداد المقبلة لن تكون محصورة بكأس الخليج، بل ستمتد إلى نهائيات كأس آسيا الصيف المقبل.