دعت إسلام آباد واشنطن إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب، في معرض انتقادها لتأكيد مدير الاستخبارات الأميركية جون نيغروبونتي، للمرة الأولى، أن باكستان أصبحت المركز الرئيسي لتواصل"القاعدة"مع عملائها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا. راجع ص8 وأكدت الناطقة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام أمس، أن زعم نيغروبونتي أن باكستان تشكل"ملاذاً آمناً"لتنشيط العمليات الإرهابية في العالم"خاطئ"، مذكرة بإشادة الولاياتالمتحدة سابقاً بالجهود التي بذلتها إسلام آباد في مكافحة الإرهاب و"التي فاقت أي دولة أخرى ونجحت في قصم ظهر التنظيم عبر اعتقال قادة كثيرين في صفوفه". ونشرت إسلام آباد حوالي 80 ألف جندي لمطاردة فلول"طالبان"و"القاعدة"الذين تسللوا إلى مناطقها الغربية المحاذية لأفغانستان بعد إطاحة قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة نظام"طالبان"آخر عام 2001. وأقرت إسلام آباد بوجود عناصر ل"القاعدة"في باكستان، لكنها رأت أن"ذلك لا يختلف عن أي بلد آخر في الشرق الأوسط أو العالم، فيما أكد ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في إسلام آباد أن"المشكلة لا تنحصر في عدم تحقيق باكستان نجاحاً كاملاً في منع تسلل الإرهابيين من أراضيها إلى أفغانستان، على رغم محاولاتها الحثيثة في السنوات الماضية". وأضاف باوتشر:"أخفقنا كلنا في منع تلك التهديدات". وفي دليل واضح على تسلل مقاتلي"طالبان"و"القاعدة"من باكستان، أعيدت إلى باكستان جثث 25 شخصاً قتلتهم القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان إيساف التابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو في منطقة برمال الأفغانية الحدودية أول من أمس، وذلك لدفن الجثث في المناطق القبلية التي يتحدر أصحابها منها. وفي أفغانستان، جرح جندي أميركي وأفغانيان في هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر"طالبان"عبر تفجير سيارة مفخخة لدى عبور قافلة للقوات الأميركية - الأفغانية المشتركة في منطقة لوغر جنوب العاصمة كابول. وقتل 25 شخصاً في قصف جوي أميركي استهدف منطقة كرم سير في ولاية هلمند جنوب. وأكد الناطق باسم الحركة قاري محمد يوسف أن الهجوم دمر خمسة منازل يقطنها مدنيون لا يرتبطون ب"طالبان"، معتبراً أنه شن لمعاقبة سكان المنطقة على رفضهم الرضوخ لمطلب"إيساف"العمل معها ضد مقاتلي الحركة.