أثار قرار زعيم حزب "العمل" وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيرتس تعيين رئيس "اللواء العربي" في الحزب، النائب العربي في الكنيست غالب مجادلة وزيرا للعلوم والرياضة في الحكومة خلفا للوزير المستقيل اوفير باز بينيس ردود فعل متباينة في الساحة الحزبية وإن التقت جميعها في اعتبارالقرار"لعبة سياسية"و"صفقة انتخابية تفوح منها رائحة كريهة"يريد منها بيرتس مقايضة توزير عربي بتصويت أعضاء"العمل"من العرب له في الانتخابات الداخلية على زعامة الحزب اواخر ايار مايو المقبل التي تشير الاستطلاعات الى انه سيخسرها حتما. وبينما حاول بيرتس التسويق لقراره على أنه"خطوة تاريخية"باعتبار ان مجادلة سيكون"اول وزير عربي"في تاريخ حكومات اسرائيل القاموس الاسرائيلي لا يعتبر الوزير السابق في حكومة ارييل شارون الأولى الضابط في الاحتياط صالح طريف والدروز عموما عربيا، اعتبره منافسوه على زعامة"العمل"مناورة مكشوفة مشيرين الى ان توقيتها يؤكد ذلك وأنه لو أراد زعيم"العمل"توزير عربي لفعل ذلك عند تشكيل الحكومة في ايار مايو من العام الماضي، علما ان 42 ألف عربي صوتوا في الانتخابات العامة الأخيرة لحزب"العمل". واستغرب المعلقون في الشؤون الحزبية قبول مجادلة 53 عاما، العضو العربي الأبرز في حزب"العمل"اقتراح بيرتس والموافقة على الجلوس على كرسي الوزير بينيس الذي استقال من منصبه احتجاجا على ضم رئيس حزب"اسرائيل بيتنا"الذي يحمل أجندة عنصرية ضد العرب افيغدور ليبرمان. وذكّر المعلقون مجادلة بتصويته ضد توزير ليبرمان ومطالبته حزبه بمغادرة الائتلاف الحكومي احتجاجا، الا ان الكرسي الأثير أغرى مجادلة ليبرر قبوله بالمنصب الوزاري بأنه"سيخدم أكثر من مليون عربي داخل اسرائيل"، في حكومة صادقت الأسبوع الماضي على موازنة عامة تميز ضد المواطنين العرب، خصص أقل من 5 في المئة من حجمها للبلدات العربية التي يشكل سكانها 20 في المئة من السكان في اسرائيل. واعتبر مجادلة تعيين"اول عربي مسلم في حكومة اسرائيلية حدثا تاريخيا سيكون له وقعه الخاص"، وقال ان توزيره"انجاز في المعركة من اجل السلام والمساواة داخل اسرائيل..". وقال المعلق السياسي في الاذاعة الاسرائيلية حنان كريستال ان تعيين مجادلة وزيراً سيدفع برئيسها الى عدم خوض الحكومة بهيئتها الكاملة في مسائل سياسية وأمنية حساسة وان هذه سيتم بحثها في الحكومة المصغرة. واصدر"التجمع الوطني الديمقراطي"برئاسة النائب عزمي بشارة بيانا لوسائل الاعلام اعتبر فيه قرار بيرتس توزير مجادلة"خطوة مفضوحة لكسب تأييد عرب حزب العمل في الانتخابات التمهيدية". وأضاف ان ما يجب أن يدان قبل ذلك هو"موافقة عربي على احتلال مقعد نائب يهودي صهيوني استقال إثر ضم ليبرمان الى الحكومة بسبب موقف الأخير العنصري من العرب، هذا إضافة لكون هذه الحكومة حكومة المجازر في غزة والضفة الغربية ولبنان، حكومة القوانين العنصرية وهدم البيوت". واعتبر رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية البرلمانية النائب محمد بركة قرار بيرتس،"مستهجنا"وعزاه الى احتياجات داخلية في حزب"العمل"في إطار الصراع على مراكز القوى في الحزب قبل الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب. وقال النائب عن"القائمة العربية الموحدة"طلب الصانع ان مجادلة لا يمثل الجمهور العربي"لكنه سيقوم بدور المهرج في مسرح العبث السياسي.. عندما يدخل عربي الحكومة محل وزير استقال على خلفية توزير ليبرمان ومواقفه، فإنه يجر الساحة الحزبية الى الزنا السياسي".