وجّه النائب من حزب «العمل» الإسرائيلي اوفير باز بينيس أمس ضربة أخرى إلى حزبه المتهاوي عندما اعلن اعتزال الحياة السياسية واستقالته من الكنيست. وستحل محله في الكنيست عينات ويلف المحسوبة على معسكر زعيم الحزب، وزير الدفاع ايهود باراك. ويعتبر بينيس أحد أقطاب اليسار الصهيوني المنحسرة قوته في الأعوام الأخيرة. وكان دخل الكنيست عام 1996 وأشغل لاحقاً منصب وزير الداخلية، ثم وزير العلوم، واستقال من الحكومة احتجاجاً على انضمام حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف إليها، فيما بقي زميله في الحزب الوزير العربي غالب مجادلة عضواً فيها. وفي الانتخابات الداخلية للحزب قبل عام، حل بينيس في المكان الثاني. ومع تشكيل الحكومة الجديدة، انضم إلى كتلة «المتمردين الأربعة» في الحزب على زعامة باراك احتجاجاً على انضمام الحزب إلى الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو ومشاركة حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف. وقال بينيس في خطابه الأخير في الكنيست أمس إن الخطوة التي يتخذها ليست سهلة، وأنه لا يشعر بأي غبطة أو ارتياح، «إنما العكس هو الصحيح ... أقوم بهذه الخطوة مثقل الصدر ... التحقت بحزب العمل منذ 30 عاماً عندما لم يكن الأمر شعبياً ... شعرت بالفخر لأكون جزءاً من الحزب الذي صنع التاريخ وقاد الشعب. لو آمنت انه بقيت عندي القدرة الحقيقية على التأثير لبقيت في الكنيست وواصلت المعركة كما فعلت كل سنوات حياتي. لكن الظروف السياسية غير الممكنة التي نشأت قادتني إلى استنتاج بأنني لا أستطيع التأثير أكثر كعضو في الكنيست». وتناول بينيس التدهور في شعبية الحزب منذ اغتيال رئيسه ورئيس الحكومة السابق اسحق رابين عام عام 1995، وقال: «في انتخابات عام 1992 (بقيادة رابين) حُزنا على 44 مقعداً وفي انتخابات العام الماضي تقلص العدد إلى 13 واصبحنا رابع حزب في الدولة. حزبنا فقدَ طريقه وقيمه. خسرنا 70 في المئة من قوتنا وفقدنا ثقة الشعب. ومع ذلك لم نقم بمحاسبة الذات بل هرولنا نحو الائتلاف الحكومي. الحكومة والعمل تخليا عن القيم الأساسية». وهاجم بينيس انضمام حزبه للحكومة الحالية، وقال: «من أجل البقاء السياسي اصبح كل الوسائل مشروعة». وتوجه لزملائه قائلاً: «ما هي الطريق التي تسلكون؟ عن أي قيم تحاربون؟ ماذا حسّنتم أخيراً عدا منح الشرعية لنتانياهو وليبرمان ... لكل شخصية اعتبارية يجب أن تكون خطوطاً حمراً ... يحظر ان يكون البقاء السياسي بكل ثمن. يصفوننا بالمتمردين وفي حياتي لم أتمرد ... الحزب تمرد على قيمه وعلى ناخبيه. نحن أوفياء لطريق الحزب ... تنازلنا عن الوظائف والمناصب من أجل أن نواصل تمثيل قطاعات واسعة وجدت نفسها بلا حزب. إذا كنتم تصفون ذلك بالتمرد، فأنا متمرد فخور». واعتبر النواب «المتمردون» يولي تمير وعمير بيرتس وايتان كابل استقالة بينيس «خسارة كبيرة للحزب والكنيست». وتعني استقالة بينيس عملياً استحالة حصول انشقاق في الحزب وانسلاخ «المتمردين» عنه لتشكيل حزب جديد، إذ يقضي القانون بوجوب أن يتفق ثلث أعضاء الكتلة القائمة على الانسحاب لتشكيل كتلة جديدة، أي 5 نواب في حال «العمل».