غابت صفة الممثلة عن التعريف بهيام أبو شديد لصالح صفة الإعلاميّة منذ نحو عشر سنوات. رافقتها الصفة الأولى منذ بداية مشوارها الفني، يوم كانت لا تزال على مقاعد الدراسة الجامعيّة، قبل أن يغريها تقديم البرامج التلفزيونيّة، فتركت الدراما حين قلّت الانتاجات وغُيب الإنتاج المحلي عن التلفزيون الرسمي اللبناني. وسرعان ما تمكنت من استحقاق لقب إعلاميّة عن جدارة خلال سنوات قليلة أمضتها بين"أل بي سي"حيث قدّمت"استديو الفن"ثم"نهاركم سعيد"، ثم في"أم تي في"إذ تنقلت بين برامج حواريّة اجتماعيّة مثل"جدل"وفنيّة مثل"كلو تمثيل". لكن شغفها بالتمثيل لم يغب يوماً، وإن ابتعدت عن أدوار البطولة مكتفية بإطلالات خجولة خلال الفترة الماضيّة، فشاركت في وثائقي درامي عن الأب يعقوب في دور راهبة، اضافة الى دور صغير في فيلم"فلافل"للمخرج ميشال كمون. ومع بداية العام الجديد، قررت جمع عمليها كممثلة وإعلاميّة، وبدأت استعداداتها للعودة إلى الدراما مع مسلسل"عصر الحريم"للكاتبة منى طايع وإنتاج"رؤى بروداكشن"، وتتحضّر في الوقت ذاته لبرنامج اجتماعي جديد على قناة"الحرة". بين التمثيل والبرامج توضح أبو شديد لپ"الحياة"أن"آخر أدوارها في التلفزيون، كان في إحدى القصص الكوميديّة من سلسلة"طالبين القرب"للكاتب مروان نجّار، سبقتها حلقات"قصص حب"من كتابة ناجي معلوف عبر شاشة تلفزيون لبنان". خلال هذه الفترة أخذت صفة الإعلاميّة تغلب على صفة الممثلة. تقول:"صفة الممثلة تشبهني أكثر، لأنني اعتبرت صفة الإعلاميّة"مبهبطة"علي، لكن بعد سنوات من العمل الإعلامي، صرت أتقبل الفكرة، مع أنني أعتبر نفسي أولاً وآخراً ممثلة". وتؤكد أنها مهما ابتعدت عن الأضواء، تبقى ممثلة بأحاسيسها تراقب الشخصيّات المحيطة بها، ويسجل دماغها صوراً تختزنها الذاكرة. فهل خطر ببال هيام ابو شديد يوماً كتابة صور دراميّة قابلة للتنفيذ من وحي برامجها؟ تجيب:"أنا كسولة جداً في الكتابة، مع أنني كتبت بعض الأمور في السابق، وتركيبتي كممثلة أفادتني وأضرتني معاً، فالممثل يتدرب في المعهد على التعبير بصوته وأحاسيسه وكيانه، ويعيش الشخصيّة ويدخل في أعماقها، لكن هذا الأمر يتعارض مع عملي كإعلاميّة، فلم أتمكن من تحصين نفسي كما ينبغي وفقاً لأصول علم النفس، فتفاعلت مع المشكلات في شكل أثر فيّ، إذ رافقتني هموم الناس الذين أتحدث عن مشكلاتهم في البرنامج إلى بيتي وحياتي الخاصة". إذاً تعود أبو شديد إلى عالم الدراما في مسلسل"عصر الحريم"في دور أرملة تعيش مع ابنها الشاب الجامعي، وتقرر أن تجدد حياتها مع شاب. تقول:"ما أعجبني في العمل، أنه يحمل نماذج مختلفة من مشكلات المرأة في مجتمعنا، وأنا أجسد نموذج المرأة التي توفي زوجها، وحين تقرر أن تتزوج مجدداً، يعترض ابنها الذي يراها في صورة الأم فقط ويبدأ الصراع بين إحساسها كأم ربت ابنها حتى وصل إلى الجامعة، وبين إحساسها كامرأة يحق لها بناء حياة عاطفيّة جديدة". فهل يكون"عصر الحريم"بوابة دخول أبو شديد مجدداً إلى عالم التمثيل من الباب العريض؟ تجيب:"أكيد. فمع شركة إنتاج مهمة ونص جيد وشاشة محترمة، لا شك سيتحقق هدفي. واظن أنها العودة المثلى إلى الدراما، على رغم أنني اعتذرت عن حلقتين من برنامج"الحل بإيدك"في السابق، لأنني فضلت أن تكون العودة مختلفة". وعن معايير اختيارها أدوارها، تقول:"يهمني أن أشعر بأن القصّة تعني لي إضافة الى المخرج وفريق الممثلين". وعن المشروع الدرامي المعلّق منذ سنوات مع المخرج سليمان أبو زيد، توضح:"المسلسل من كتابة وليد زيدان وتتوزع بطولته بيني وبين مجدي مشموشي وسامر الغريب ونغم أبو شديد وعلي الخليل، والقصّة جميلة لكن ما حصل أن الكاتب والمخرج سافرا إلى واشنطن، وعرضت المشروع يومها على المنتج مروان حدّاد، وبدا مستعداً لإنتاجه، وأظن أن عليّ أن"أحركش"بالأمر مرّة أخرى". وحول رأيها في الدراما اللبنانيّة، وهل تعتبر قلّة الإنتاجات تجعل الممثل غير مقنع بأدائه، تؤكد أن"الممارسة وحدها لا تعلم الطبيعيّة"، وتقول:"إن الطبيعيّة إما أن تكون موجودة أو غير موجودة. وهنا لفتني الأداء الشفاف للممثلة كارمن لبّس في مشهد من"ابنة المعلم"، انتقلت فيه من الغضب إلى الحب بنظرة، وتمكنت أن تمرر الإحساس بعينيها من دون أن تبدي تصنعاً بحركات وجهها أو أي مجهود خارجي". كما أنا معجبة بالأداء الشفاف والطبيعي لشقيقتي نغم أبو شديد، ربّما لأن تحصيلها العلمي تحصيل أوروبي ومثّلت في الخارج، في حين ما زال بعضهم يشبه بأدائه، المدرسة القديمة في التمثيل اللبناني المستندة الى المسرح، حيث يبذلون مجهوداً لا يشبه حياتنا". ومع ذلك تؤكد أن الدراما اللبنانيّة إنتاجيّاً لا تزال بعيدة من نظيراتها المصريّة والسوريّة والخليجيّة على رغم وجود ممثلين محترفين وكتاب ومخرجين. وتعزو سبب تراجع الدراما اللبنانية إلى"قلة الإنتاج ووضع البلد غير المستقر". وعن برنامجها المقبل على قناة"الحرّة"، تشير أبو شديد إلى أن العقد ينص على الصمت الكامل، علماً ان البرنامج يواكب الحدث اللبناني والعربي.