أعلن لاديسلاف أنشيك واودو ياكوب، محاميا الإسلامي المغربي منير المتصدق الذي دين أول أمس بالسجن 15 سنة في المحاكمة الثالثة التي خضع لها في قضية التورط باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، أنهما سيتقدمان بطلب لإعادة محاكمته وسيرفعان دعوى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وضاعفت الغرفة القضائية السابعة في محكمة هامبورغ عقوبة سجن المتصدق من 7 سنوات إلى 15 سنة، في وقت لم تنفع محاولات وكلاء الدفاع تعطيل الجلسة عبر الطعن بشرعية هيئة المحكمة، ورفع شكوى سريعة إلى المحكمة الدستورية العليا لتأجيل المحاكمة. وعلى رغم أن محكمة الاستئناف أكدت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي أن المتصدق ارتبط بعلاقة وثيقة بأعضاء"خلية هامبورغ"التي نفذت الاعتداءات، وأنه شارك عن معرفة في قتل الركاب ال 246 في الطائرات الأربع التي اختطفت بقيادة محمد عطا، أصر المتصدق على براءته أمام المحكمة وأقسم بأنه لم يعرف شيئاً عن خطط عطا ورفاقه. وقال:"اتهمت بأمر لم أقم به. لقد دُمر مستقبلي". وخاطب ممثل الادعاء الأميركي الخاص دومينيك بووبولو، وهو ابن ضحية، قائلاً:"أنا أفهم وجعك، وأشعر بألم مماثل لما ارتُكب في حقي". ورد عليه ابن الضحية:"لا تزال لديك فرصة إعادة بناء حياتك والعودة إلى عائلتك، لكن آخرين باتوا لا يملكون هذه الفرصة". وأبدى ممثل النيابة العامة والادعاء الخاص ارتياحهما للحكم، وبرر رئيس المحكمة كارستن بكمان رفع مدة العقوبة أن المساعدة في قتل 642 شخصاً"جرم كبير ولا بد من مواجهته بحكم طويل". وأشار ممثل النيابة العامة فالتر همبرغر إلى ان دولة القانون أثبتت نفسها عبر هذا الحكم. وأوضحت مصادر قضائية أن المتصدق سيمضي نصف مدة الحكم في السجن قبل أن يرحل من ألمانيا، خصوصاً أن عائلته غادرتها. ولم تعرف الفترة التي قضاها المتصدق في السجن الاحترازي منذ نهاية عام 2001 وكيف ستحسم من مدة العقوبة. وكان المتصدق مثل للمرة الأولى أمام القضاء الألماني للمرة الأولى بعد اعتقاله في تشرين الثاني نوفمبر 2001، ودين في شباط فبراير 2003 بالسجن 15 سنة بتهمة"التواطؤ في القتل"، ما جعله الشخص الأول في العالم الذي يدان لمشاركته في اعتداءات 11 أيلول. وبعد سنة، نقضت محكمة العدل الفيديرالية هذا الحكم، معتبرة انه لم يحترم حقوق الدفاع في شكل تام. وبعد محاكمة ثانية دين المتصدق في آب أغسطس 2005 بالسجن سبع سنوات بتهمة"الانتماء إلى منظمة إرهابية". وفي 16 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ثبتت محكمة العدل الفيديرالية الحكم، لكنها دانت المتصدق استناداً إلى طلب الادعاء العام بالضلوع في القتل تاركة لمحكمة هامبورغ تحديد العقوبة. وأدين رجلان حتى الآن بالتورط باعتداءات 11 أيلول، هما الفرنسي زكريا موسوي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد في الولاياتالمتحدة في الرابع من أيار مايو الماضي، والسوري عماد الدين بركات جركس الملقب ب"أبو دحدح"الذي يقضي منذ أيلول 2005 عقوبة السجن 12 سنة بتهمة تزعّم خلية لتنظيم"القاعدة"في إسبانيا. وجرت محاكمة الألماني المغربي الأصل عبدالغني مزودي في هامبورغ عامي 2003 و2004 بتهمة"الضلوع في قتل 3066 شخصاً"و"تقديم الدعم لمنظمة إرهابية"، لكنه برئ لعدم كفاية الأدلة.