حكمت محكمة هامبورغ على المتطرف المغربي منير المتصدق أمس، بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة، لثبوت "تواطئه" في هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، وهي العقوبة القصوى التي طالب بها الادعاء في هذه المحاكمة، الأولى المتعلقة بالهجمات. ورحب وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي بالحكم معتبراً أن المحكمة توصلت إلى "قرار جلي وإلى عقوبة مناسبة". ورأى شيلي أن الحكم "يمثل نجاحاً للحملة ضد الإرهاب الدولي". ووصف الحكم بأنه "عقوبة قاسية، إنما مناسبة على حد اعتقادي"، مشيراً إلى أن الحكم يشكل "تحذيراً إلى كل من يفكر بالتعاون مع الشبكات الإرهابية". وعما إذا كان سيكون لذلك تأثير رادع، قال وزير الداخلية إن لا جواب حاسماً لديه "بسبب وجود انتحاريين مستعدين للتضحية بأنفسهم". ونفى وجود أي معلومات لدى السلطات الأمنية عن وجود وضع خطر في ألمانيا حالياً. ولم تظهر على وجه المتصدق اي ردود فعل، وبقي محتفظاً برباطة جأشه وهدوئه باستثناء هز رأسه خلال استماعه إلى الحكم، إلا أن محامييه أعلنا أنهما سيستأنفان الحكم الذي يريان فيه إجحافاً بحق موكلهما. وكان الدفاع طلب البراءة للمتصدق "لعدم تقديم الادعاء العام أدلة حسية ضده وعدم السماح للمحكمة بالاطلاع على اعترافات أدلى بها للمحققين الأميركيين اليمني رمزي بن الشيبة" المتهم بأنه منسق هجمات 11 أيلول. ويذكر أن المتصدق 28 سنة طالب سابق في كلية هامبورغ التقنية، متزوج وله أولاد. وجاء إلى ألمانيا عام 1993 للدراسة. وتعرف في هامبورغ على الطيارين الانتحاريين محمد عطا ومروان الشحي وأقام علاقات وثيقة معهما ورفاقهما في "خلية هامبورغ" المرتبطة ب"القاعدة". وسلم المتصدق نفسه بعد هجمات 11 أيلول إلى الشرطة، معترفاً بلقائه منفذيها، نافياً في الوقت نفسه، أي علاقة له بها. وبعد إطلاق سراحه لفترة قصيرة، أعيد اعتقاله على ذمة التحقيق، وأحيل قبل أربعة أشهر على المحاكمة بتهمة الانتساب إلى "خلية هامبورغ"، ودعم خطط مجموعة عطا الانتحارية، وإدارة شؤون الخلية، وإخفاء غياب أعضائها عن ألمانيا. ووجه له الادعاء العام تهمة المشاركة في قتل 3066 شخصاً وهو عدد ضحايا 11 أيلول ومحاولة قتل خمسة آخرين والانتساب إلى تنظيم إرهابي. ووجدت محكمة هامبورغ أن المتهم مذنب في كل التهم التي وجهها إليه الادعاء العام. وقال رئيسها القاضي آلبريشت مينتس خلال قراءته حيثيات الحكم إن المتهم انتمى إلى "خلية هامبورغ" منذ تأسيسها، وأنه لم يكن مخططاً أن يشارك مباشرة في تنفيذ الاعتداءات، إلا أن دوره تحدد في حماية المواقع الخلفية لعناصر الخلية والعمل على ألا يثير غيابهم عن هامبورغ انتباه السلطات الأمنية. ورأى مينتس أن المتصدق كان على علم بالتفاصيل الدقيقة للهجمات وكان يدعم هذه الخطة، الأمر الذي يعني مشاركته في قتل آلاف الأشخاص عن سابق تصور وتصميم. وشددت الشرطة الألمانية تدابيرها الأمنية حول مبنى المحكمة تحسباً لحدوث أي شغب أو اعتراض على الحكم. وقال رئيس المحكمة إن مجموعة عطا "تنتمي إلى ست دول عربية وهي مؤلفة من طلاب إسلاميين تملأهم الكراهية للولايات المتحدة وإسرائيل وهم الذين خططوا للاعتداءات التي لم تتحقق إلا بمساعدة من شبكة القاعدة". وأضاف أن المجموعة التي ينتمي إليها المتهم "أرادت إصابة الولاياتالمتحدة في أسسها وبصورة لم تحدث من قبل". واتهم مينتس المتصدق بتحويل أموال إلى أفراد المجموعة لتغطية تكاليف تدربهم على قيادة الطائرات. وقال إنه يصدق الشاهدة العاملة في مكتبة الجامعة التي أفادت أن المتهم ورفاقاً آخرين له، ناقشوا خطط اعتداءات في المكتبة عام 1999، وأن مركز التجارة في نيويورك ذكر أيضاً. وقال مينتس إن كلام المتصدق النافي وجود مجموعة حول عطا، لا يحمل أي مصداقية. ورحب شتيفن بوش وهو أحد ممثلي المدعين الأفراد وفقد زوجته في مبنى البنتاغون، بالحكم. وأبدى خيبة أمله بسبب عدم وجود عقوبة أقسى في ألمانيا.