طالبت اسبانياايران بإبداء مرونة في تعاطيها مع الغرب في شأن برنامجها النووي، فيما اعلنت فرنسا ان الغرب مستعد لاسقاط شرط تعليق التخصيب قبل الدخول في مفاوضات مع طهران، مشددة على ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الدولي، في اشارة الى مراعاة وجهتي نظر روسيا والصين. راجع ص 7 وطالب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان طهران ب"اعطاء ضمانات"حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي، مشدداً في الوقت ذاته على رغبتها في"التفاوض". وقال انان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو في مدريد امس، ان على طهران"اعتماد التدابير الضرورية لكي نقتنع كلنا بأن نياتها سلمية ولتزيل الشكوك المحيطة بهذا البرنامج النووي". وتزامنت زيارة انان لمدريد مع وجود سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني في العاصمة الاسبانية، حيث التقى وزير الخارجية ميغيل انخل موراتينوس. وأكد انان ان الايرانيين"غير مستعدين لتعليق تخصيب اليورانيوم قبل المفاوضات، الا انهم مستعدون للتفاوض وتضمين مسألة التخصيب"في هذه المفاوضات. وقال ثاباتيرو الذي التقى لاريجاني، ان مدريد ترغب في التوصل الى"اتفاق سياسي ديبلوماسي"مع ايران حول ملفها النووي. وأعلن سولانا انه سيلتقي لاريجاني غدا، لكنه لم يحدد مكان اللقاء الذي يتوقع ان يكون في فيينا، بهدف تبديد نقاط غموض و"التباس"في الرد الايراني على عرض الحوافز الذي قدمته الدول الست الكبرى، لاقناع ايران بوقف التخصيب. وعقد ممثلو الدول الست الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا اجتماعاً في برلين امس، درسوا فيه الازمة. وكشفت مصادر ديبلوماسية ان البحث ركز على شرط وضعته ايران للمشاركة في مفاوضات، وهو"عدم اتخاذ خطوات لفرض عقوبات عليها في مجلس الامن"، الامر الذي اعتبرته المصادر"غير مقبول بالنسبة الى الغرب". وفي باريس، دعا رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان ايران الى"تحمل كامل مسؤولياتها"في الملف النووي. واضاف في خطاب امام البرلمان:"اننا مع مجمل المجتمع الدولي، نعطي افضلية اليوم للحوار". في الوقت ذاته، أشار وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى أن القوى الست تتحلى بقليل من المرونة في شأن مطالبة ايران بتعليق تخصيب اليورانيوم قبل بدء المفاوضات. وأضاف:"من الممكن مناقشة توقيت التعليق التخصيب. والمسألة هي معرفة في أي مرحلة يحدث هذا التعليق. هذه مسألة مهمة وربما تأخذ أهمية أكبر في الاسابيع المقبلة". وفي واشنطن، اكدت الادارة الاميركية امس التزامها أمن واستقرار حلفائها في منطقة الخليج العربي في مواجهة"استفزازات"ايرانية تستهدف"ارهاب دول مجاورة والتأثير على سياساتها الاقليمية". وقالت مصادر في البيت الابيض ل"الحياة"إن ايران تمارس سياسة عدوانية في ما يخص خلافات حدودية بينها وبين الكويت، فيما تستخدم عملاءها في جنوبالعراق للقيام بأعمال"شبيهة بممارسات قطاع الطرق"، مشيرة الى ان"واشنطن تراقب، عن كثب، تطورات الاوضاع في المنطقة". وفي الاممالمتحدة، أكد مسؤول بريطاني طلب عدم ذكر اسمه ان مشروع قرار فرض العقوبات على ايران سيطرح على طاولة البحث في نيويورك قبيل وصول الوزراء في 19 الشهر الجاري. ولدى سؤاله كيف يتصور أن يتمكن الأوروبيون والولايات المتحدة من اقناع روسيا والصين بالموافقة على قرار العقوبات، قال المسؤول"راقبوا جيدا"ما سيحدث. وشدد المسؤول على أن موقف الاتحاد الأوروبي هو"ان المسألة يجب ان تعود الى مجلس الأمن"وأن ما يقوم به سولانا مع لاريجاني"محادثات وليس مفاوضات". وتابع:"توقعوا مسألة العقوبات على الطاولة منتصف أيلول سبتمبر قبل وصول الوزراء". وأكد ان العقوبات ستكون"ذات مفعول ووطأة"، لكنه استثنى منها"أي شيء له علاقة بالنفط"معتبراً ان ذلك سيكون موقفاً"غير حكيم".