رفضت باريس أمس، اقتراحاً من طهران بأن تتولى فرنسا مراقبة نشاطات تخصيب اليورانيوم في ايران، للتحقق من انها لا تخفي نية لتطوير أسلحة نووية. واعتبرت الحكومة الفرنسية ان الأولوية حالياً هي للمحادثات التي يجريها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مع الجانب الايراني، فيما رأى سولانا أن فكرة المراقبة الفرنسية"مثيرة للاهتمام"لكنها تحتاج الى درس. في غضون ذلك، أفاد مسؤول بريطاني رفيع المستوى أمس، ان مشروع قرار يطلب فرض عقوبات اقتصادية على ايران بعد رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، سيعرض قريباً على مجلس الأمن. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان سولانا اطلع المجلس نهاية الأسبوع الماضي، على محادثاته مع كبير المفاوضين الايرانيين علي لاريجاني، وتبيّن من عرضه ان ايران لا تنوي الأخذ بشروط الدول الغربية. وأضاف المسؤول:"يظهر من المحادثات بين سولانا ولاريجاني وتصريحات مسؤولين ايرانيين انهم لا يبدون مستعدين للتعليق التخصيب واذا لم يحصل تغيير مفاجئ في موقفهم، يمكننا انتظار ان يصدر مشروع القرار من نيويورك خلال أسبوع أو ما يقارب ذلك". في طهران التي وصل اليها أمس، قال ايغور ايفانوف سكرتير مجلس الأمن الروسي ان بلاده ترى ضرورة تسوية النزاع حول برنامج ايران النووي، من خلال المحادثات. وأضاف بعد لقائه لاريجاني ان"روسيا ترى ان كل المسائل المتعلقة بالقضية النووية الايرانية يجب تسويتها من خلال المحادثات، وهي مستعدة لبذل جهود للتوصلل الى تلك النقطة". في الوقت ذاته، قال مساعد مدير الوكالة الايرانية للطاقة الذرية محمد سعيدي في مقابلة بثتها اذاعة"فرانس اينفو"ان طهران تقترح على باريس"إنشاء كونسورتيوم لانتاج اليورانيوم المخصب في ايران"والخروج من مأزق الملف النووي. وتابع المسؤول الإيراني:"للتوصل الى حل، خطرت لنا فكرة: نقترح على فرنسا انشاء كونسورتيوم لانتاج اليورانيوم المخصب في ايران، ويمكن لفرنسا من خلال شركتي"اوروديف"و"اريفا"ان تشرف بشكل ملموس على نشاطاتنا". ورد الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان - باتيست ماتيي، مؤكداً ان على ايران الإقدام على مبادرة تعيد الثقة بينها وبين الغرب، وتتمثل في تعليق التخصيب. وزاد ان قناة التحاور مع الجانب الإيراني تمر عبر سولانا. وذكر ماتيي ان السلطات الفرنسية تبلغت الاقتراح الإيراني عبر الإعلام، ولم يقدم إليها في صورة رسمية، وأن الجديد الذي يتضمنه هو انه محدد وموجه الى فرنسا. ولفت الى أن الأولوية تبقى للمفاوضات التي يتولاها سولانا مع الإيرانيين، على أساس اقتراح التعليق المزدوج، لنشاطات التخصيب ولمساعي الدول الست المشاركة في المفاوضات للتوجه الى مجلس الأمن لفرض عقوبات محتملة على ايران. وأشار الى ان سولانا صرح اول من امس، بأن مفاوضاته لم تتوصل الى أي اتفاق والاتصالات مستمرة، مشيراً الى انه سبق لمجموعة الدول الست ان اقترحت تعاوناً فورياً مدنياً مع ايران، يسمح بتخصيب اليورانيوم الذي تحتاجه في روسيا. ونبه الى ان المرحلة الحالية مهمة، وأن موافقة ايران على تعليق التخصيب تتيح الانتقال الى مرحلة التفاوض التي يمكن في إطارها تقديم أي اقتراح. وأكد ان فرنسا عملت منذ البداية بالتعاون الكامل مع مجموعة الدول الست، وتبقى على تضامن كامل معها، داعياً ايران الى تعليق التخصيب تمهيداً لبدء التفاوض. وأوضح ماتيي ان نتائج مفاوضات سولانا تشكل حالياً محور مناقشات بين المديرين السياسيين في الدول الست، وهناك اقتراح بعقد اجتماع لوزراء الخارجية، يكون مناسبة لمعرفة ما ينبغي استنتاجه.