كتبت صحيفة"يديعوت أحرونوت"الاسرائيلية في عنوانها الرئيس امس ان ايران"اشترت بالمال"50 مليون دولار الموقف الذي اتخذه رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل لاجهاض اتفاق جاهز لتبادل أسرى بين الفلسطينيين واسرائيل يقضي باطلاق الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل افراج اسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجونها. ونقلت مراسلة الصحيفة للشؤون العربية سمدار بيري عن"مصادر غربية تتابع الملف"قولها ان اتفاقا مبدئيا في شأن اطلاق شاليت تم التوصل اليه قبل شهرين قضى بقيام خاطفيه بتسليمه الى جهات مصرية او الى"الصليب الأحمر"، على ان تسلمه هذه الى الرئيس محمود عباس ابو مازن. وأضافت ان اسرائيل ابدت استعدادها للافراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين"على مراحل"، وانه كان مفروضا الشروع في تطبيق الاتفاق مطلع الاسبوع المقبل لمناسبة عيد الفطر السعيد. وتضيف الصحيفة الأوسع انتشارا في اسرائيل انه بعد ايام من التوصل الى صيغة الاتفاق، وصل سرا الى العاصمة السورية وفد ايراني سلم مشعل مبلغ 50 مليون دولار شرط احباطه الصفقة المتوقعة. وتابعت ان مشعل ابدى فورا مواقف متشددة من الصفقة واشترط قبولها بالافراج عن عشرات الاسرى الذين يتم تعريفهم ب"الأسرى الخطيرين". وأضافت الصحيفة انه وفقاً لمعلومات وصلتها، أجرى مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان قبل ايام معدودة وخلال زيارته دمشق، محادثة"صعبة"مع مشعل لم توقف المساعي المصرية للافراج عن الجندي الاسير. وزادت ان مسؤولين مصريين كبارا اطلعوا ديبلوماسيين اوروبيين على مضمون اللقاء بين سليمان ومشعل وادعوا ان الأخير يعرقل الاتصالات الجارية لاطلاق الجندي"بعد ان أيقن ان من شأن ذلك اضعاف نفوذه". وتابعت ان تقريراً سرياً وصل الى المستوى السياسي الاسرائيلي افاد بان المصريين يرون ان مواصلة احتجاز شاليت تساعد مشعل في تقوية نفوذه وتعزيز شعبيته في أوساط الفلسطينيين وفي الشرق الأوسط عموماً، وان الجندي شاليت يشكل بالنسبة اليه"ورقة قوية"ينبغي عليه الاحتفاظ بها.