1 - فجّروا الأرض بزلزالٍ من الحقد، صيّروها ساحة جرداء بلا غطاء، وحمّلوها أن تكون عَتَبه، واختزلوا النهار، وحلموا بالنصر... ذبيحة، وقودُها النفوس بخورُها الإفناء والدمار، وعار وتناسوا أنهم مفارقٌ، وأنهم صغار! 2 - ما ذنب هذي الطفلة المجبولة بالوعد، كي تعلّقَ أيقونة بكماء لا عشق يشفيها، ولا دواء، ولا التضرع، ولا السماء؟ 3 - تبحث عن فضاء، وعن مدينة فاضلة نختارُ فيها لوننا، وإسمنا، وثوبنا، واللقمة التي نأكلُها، وحلمنا بلا رياء. 4 - استسلموا للحق، وكتبوا قصصهم قصيرة مريرة، حمراء وقبل أن يغادروا تلفتّوا الى الوراء، بلا جفاء، أحبوا أن يضيء في زمانهم وجهٌ يغازلُ السماء، ووردةٌ، يُستنسخُ من طيبها البهاء. 5 - خرجوا من دوامة الحقد الذي هجرهم، وعبروا النفق! تحرروا من أسرِهِم، ولم يعودوا تحت رحمة السلاح، ولم يعودوا مقلة الجلاد، ولم يعودوا يسمعون أوامرَ الممنوعِ والمباح ولا النباح. 6 - عانقوا الأرضَ، وناموا. لم يبنْ في الأفقِ لا نجمٌ، ولا قمرُ، ولم تشرق على أجفانِهم شمسُ الصباح. 7 - عانقوا الأرض، صغاراً وكبارا، وبنوا في حضنها حلماً جديداً، ومنازل، وبنوا جدران للشرقِ، وأخرى للجنوب، علّقوا فوق حجارتها شهاده، وتواريخ ولاده، ووطن. * شاعر لبناني مقيم في مونتريال