الباب ما الذي تذكر؟ الجدار وماذا بعد؟ شرخ فيه؟ وأيضاً؟ خيوط العنكبوت وبعد؟؟ هذا كل شيء.... جلس بإعياء وقد انتابه اليأس.. إنا أيضاً... لا أذكر أكثر من هذا صوت صفير الفراغ.. يملأ جوفينا.. لا جدار يعيد الصدى..، لا أرض تتلقفنا، لا سماء فوق رأسينا؟؟. غادرت دموعه المحجرين بصمت.. تركها تنتشر على خديه وتضيع بين تجاعيد وجهه.. لا جدوى من رفقة تائهين.. سأسير باتجاه مغاير.. أغلقت باب المدى.. وحملتُ الطريق الوهمي على كتفي.. (2) الباب الغيوم تتضرع لقطرات المطر أن تثقل و تهزها الريح لتجهض آخر حمل لها... ارتعشتُ غيظا.. صهوة مسرجة تقتنص حلم الرحيل في انتشاء كسول..و انا انتظر ان تنمو أرجل الحصان المفترضة.. قيود ما تربطني بغيمة عاجزة عن النبض في عروق السماء المتشابكة مع جفاف الأرض وتشققها.. رميت بكل كلمات التوسل والرجاء على عتبة الوداع.. أغلقت باب الدنيا.. وعانق الدهليز جسدي ببرودة قبر مجهول.. (3) الباب انحنت ثلاث مرات والتقطت الكثير من حبات البرَد.. انها تباشير قطن السماء.. ضحكنا.. ثم التقت عبراتنا.. يا لسذاجة سنين البراءة الان لا اشجار هنا تشبه شجرتنا تلك، ولا البرَد يشبه البرد هل تعلمين ان المواسم لا تتكرر؟؟؟ ولا أي شتاء يشبه شتاء سبقه!!. اغلقنا بابين مختلفي اللون و الاتجاه.. كلانا لم يقف خلف ستارة النافذة مترقبا الآخر!!!. (4) الباب صغيرة قرب البنايات الكبيرة.. لم تعرف شغف الطفولة، خوفها من الشارع.. من المارة.. من السيارات.. من البنايات الضخمة.. يرتسم كجدول رقراق في عينين واسعتين.. خالة اتشترين علكة؟؟ نعم حبيبتي هات العلبة كلها.. ابتسمت.. كان القاطعان الأماميان قد سقطا، فعلمت انها بسن المدرسة.. أين تقطنين؟؟ إنني هناك في الحواسم.. ابتعدتْ كما اقتربتْ بخوف وتوجس.. أي اسم غريب هذا لموطن الفقراء!؟. ركلت بقدمي كل الأبواب المفتوحة على الجروح المتقيحة.. وانشغلتُ بالبحث عن موضع جديد لسيارتي بين زحام المفرزة. [email protected]