طالب زعيم حزب "المجتمع الديموقراطي الكردي" في تركيا حزب العمال الكردستاني بوقف إطلاق نار من جانب واحد تمهيداً لإلقاء السلاح من اجل الإفساح في المجال امام حل سياسي للقضية الكردية في تركيا. وقال احمد ترك خلال كلمة ألقاها خلال تظاهرة كردية كبيرة خرجت في مدينتي اسطنبول ودياربكر لمناسبة اليوم العالمي للسلام، ان الوقت حان لحل القضية الكردية في تركيا، لكن يجب أن يتوقف العنف من اجل ان يقول السياسيون رأيهم بحرية. وجاءت مطالبة ترك في وقت أعلنت مصادر عسكرية عن سقوط 4 جنود وثلاثة ضباط اتراك قتلى خلال مواجهات مع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وكان حزب العمال الكردستاني درس خلال الشهر الماضي، إمكان وقف إطلاق النار من جانب واحد، بعد ضغوط ومشاورات مع الاحزاب الكردية العراقية ومسؤولين أميركيين طالبوه بإلقاء السلاح، واعدين بالضغط على انقره من اجل حل القضية الكردية بالطرق السلمية السياسية. واشترط الحزب لذلك أن يوجه زعيمه المسجون عبدالله اوجلان نداء بهذا الشأن ليلتزم الحزب به وليؤكد دعمه لزعامة اوجلان للقضية الكردية. إلا ان السلطات التركية منعت اوجلان من لقاء محاميه اخيراً وذلك لقطع الطريق على بروزه كزعيم للقضية الكردية, الأمر الذي جعل حزب العمال الكردستاني يقدم عرضاً مشروطاً لوقف إطلاق النار خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في شمال العراق قبل أسبوعين. لكن أوساطاً كردية مطلعة أشارت الى أن من المتوقع ان يستجيب الحزب الكردستاني الآن لطلب الحزب السياسي الذي يمثل الأكراد في تركيا وزعيمه أحمد ترك، خصوصاً أن الأوساط الكردية تنظر بإيجابية الى الوساطة او التدخل الأميركي لحل القضية الكردية في تركيا وتثق بها. وفي هذا الإطار، عينت واشنطن الجنرال جوزيف رالستون قائد قوات الأطلسي في اوروبا سابقاً، منسقاً لقضية حزب العمال الكردستاني وبموافقة الخارجية التركية ومباركتها، مع تمسك تركيا بأن المنسق لن يتولى أي عملية وساطة بين تركيا والحزب الكردستاني، بل ستنحصر مهمته في العمل مع الأطراف الكردية العراقيةوأنقره والتنسيق بينها من اجل نزع سلاح الحزب الكردستاني. وأبلغت مصادر كردية مطلعة"الحياة"أن اتفاقاً حصل بين أنقرهوواشنطن على تصفية الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة في تشرين الثاني نوفمبر 2007 في مقابل السماح لنواب حزب المجتمع الديموقراطي بدخول البرلمان وطرح القضية الكردية للحل في الدورة البرلمانية المقبلة، وذلك بعد تأمين دعم اميركي لحزب العدالة والتنمية قبل الانتخابات، من خلال تمكينه من نزع سلاح الحزب الكردستاني وإنهاء النزاع المسلح الذي استمر لأكثر من عشرين عاماً، إذ أعربت قيادات كردية عراقية عن استعدادها لاستضافة قيادات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق في حال ألقت السلاح. ويجرى العمل على تأمين مستقبل المسلحين من الشباب في الحزب والمهجرين من عائلاتهم، اما من خلال عودتهم الى تركيا من دون مساءلة قانونية او بقائهم كلاجئين في شمال العراق الى حين حل القضية سياسياً، الأمر الذي سيناقشه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في واشنطن الشهر المقبل.