رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان العرض الذي قدمه زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان لوقف إطلاق النار بين مقاتلي الحزب والقوات التركية. وطالب اردوغان الحزب بإلقاء السلاح من اجل الإفساح في المجال أمام حل سياسي للقضية الكردية، مؤكداً ان وقف النار يتم فقط بين الدول. وأشارت مصادر حكومية تركية الى ان وقف إطلاق النار مع إبقاء السلاح بيد عناصر الحزب وعدم انسحابهم من الأراضي التركية، يعني استمرار التهديد، وانه لا يمكن للديموقراطية ان تعمل على إيجاد حل تحت تهديد السلاح، علماً أن أنقرة تعتبر"الكردستاني"حزباً إرهابياً لا يجوز التفاوض معه بأي حال سواء في شكل مباشر او من طريق وسيط. من جانبه، قال قائد القوات البرية الجنرال الكر باش بوغ ان عمليات الجيش التركي ستستمر حتى القضاء على آخر مسلح من عناصر الحزب الكردستاني، مقللاً بذلك من شأن عرض وقف إطلاق النار. وأكد باش بوغ مجدداً ان أي حل غير الحل العسكري لن يكون مقبولاً في التعامل مع حزب العمال الكردستاني، وانه لن يكون هناك مقابل سياسي لوقف إطلاق النار. في غضون ذلك، بدأ حزب العمال الكردستاني مشاوراته في جبال قنديل شمال العراق قرب الحدود الإيرانية، ويتوقع ان يعقد الحزب مؤتمراً صحافياً اليوم، يعلن فيه انصياعه لطلب زعيمه اوجلان الذي دعاه الى وقف إطلاق النار. وجاء ذلك على رغم توارد أنباء عن وجود خلافات وانقسامات داخل صفوف الحزب على مستوى القيادات الصغيرة وتلك الموجودة على الأرض داخل تركيا وتنفذ العمليات العسكرية والتفجيرية. كما يتوقع ان يسهل وقف إطلاق النار مهمة الجنرال الأميركي جوزيف رالتسون المنسق لمكافحة حزب العمال الكردستاني والذي بدأ عمله بزيارة تركياوالعراق خلال الشهر الجاري، اذ تتوقع أطراف تركيا ان تحاول واشنطن تجيير هذا التطور لمصلحتها خلال لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش مع رئيس الوزراء التركي اردوغان في الثاني من تشرين الأول أكتوبر المقبل في البيت الأبيض، علماً أن أميركا كانت دعت الى حل سلمي للقضية الكردية ورفضت اكثر من مرة دعوات أنقرة الى شن هجوم عسكري على شمال العراق.