تختتم مساء اليوم منافسات الجولة الثالثة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم بإقامة مباراتين، فالهلال يستضيف نظيره الحزم في مهمة التعويض، والأهلي يواجه الاتفاق في لقاء الظروف المتشابهة بعد أن تعثرا في منافسات الجولة السابقة. الهلال - الحزم يمني عشاق الهلال انفسهم بأن تكون مباراة الليلة هي المنعطف الذي يعيد فريقهم إلى مساره الصحيح نحو حصد النقاط، بعد سلسلة المستويات المتواضعة التي كان آخرها الخسارة أمام فريق الوحدة، ما أثار حفيظة محبي"الأزرق"، وأي نتيجة غير الفوز ستكون نهاية عهد المدرب البرتغالي بوسيرو مع الفريق الذي تخبط كثيراً وغيّب هوية الهلال الفنية بأدائه الفني غير المقنع وفشل في كل المناسبات السابقة في توظيف إمكانات اللاعبين، ولن يقبل منه غير النقاط الثلاث كاملة مع مستوى يرضي غرور الجماهير الهلالية، وتبدو الفرصة مواتية لبوسيرو لتحسين صورته أمام الشارع الرياضي عطفاً على الفوارق الفنية التي تصب في كفة لاعبيه. من المنتظر أن يحرص المدرب الهلالي على امتلاك منطقة المناورة، مستفيداً من تألق عمر الغامدي وخالد عزيز وردريغو ومحمد الشلهوب، وهذا الرباعي هو أفضل من يقود الوسط، ولم يستقر المدرب في المباريات السابقة على تشكيل معين ما سبب غياب التجانس بين العناصر جراء التعديلات الدائمة، ويبقى نواف التمياط على دكة الاحتياط كورقة رابحة يستعين به المدرب متى ما دعت أحداث ومجريات المباراة لذلك، وفي حال جاهزية المحترف الليبي طارق التايب ستكون الأوضاع الهلالية على ما يرام، فهو لاعب كبير ومؤثر في منطقة الوسط، ومتى ما زج به البرتغالي إضافة إلى التمياط، وستكون مهمة ثنائي المقدمة عبدالله الجمعان وأحمد الصويلح في غاية السهولة للوصول إلى شباك الفريق المقابل جراء الإمداد الجيد من لاعبي الوسط، ويغيب عن دفاعات الهلال في هذه المواجهة ماجد المرشدي لحصوله على بطاقة حمراء أمام الوحدة، ومن المتوقع أن يحل بديلاً عنه عبدالعزيز الهليل إلى جانب البرازيلي تفاريس، مع ترك عبدالعزيز الخثران والعبدالسلام على ظهيري الجنب. بينما يدخل الحزم المباراة بمعنويات مرتفعة بعد الفوز المستحق على الأهلي في الجولة السابقة، والمدرب التونسي أحمد العجلاني يعرف جيداً الخطوط الهلالية، إذ سبق أن تولى مهمة تدريبه قبل مواسم عدة، والعجلاني ينجح دائماً في أسلوبه الدفاعي أمام الفرق الكبيرة، إذ يحكم إغلاق المنافذ الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين مع السعي الحثيث للاستفادة من الكرات المرتدة التي دائماً ما تحمل في طياتها الخطورة اللازمة في ظل وجود البرتغالي مانويل كوستا والشاب صابر حسين ومن خلفهما خط وسط متماسك يقوده ماجد المرحوم وفهد السبيعي، ويطالب العجلاني رباعي الدفاع بالاكتفاء بالأدوار الدفاعية مع مشاركة بسيطة لفهد عدادي أثناء ارتداد الهجمة لمصلحة الفريق الحزماوي. الأهلي - الاتفاق بظروف متشابهة يتلقي الفريقان بهدف النهوض من الكبوة التي تعرضا لها في الجولة السابقة، فالأهلي سقط أمام الحزم، والاتفاق انهار أمام منافسه التقليدي القادسية، ومن هذا المنطلق ستكون موقعة جدة حامية الوطيس بين نجوم"القلعة"وأبناء"فارس الدهناء"، وكل ما يخشه محبو أصحاب الضيافة أن تنعكس المشكلات القائمة بين الإدارة والمدرب الصربي نيبوشا سلباً على أداء الفريق الكروي، وعلى رغم العناصر الفعالة التي تزين الخريطة الأهلاوية إلا أن النتائج من دون الطموحات، وظهر الفريق هذا الموسم بأداء متواضع، ومتى ما أخفق نيبوشا في مهمته في مباراة الليلة فستنقطع علاقته تماماً بالقلعة، وتكمن قوة الفريق في حيوية الوسط بوجود تيسير الجاسم وتركي الثقفي والمخضرم حسين عبدالغني، ودائماً ما يتحرك عبدالغني خلف معظم الهجمات وهو منفذ جيد للكرات الثابتة قرب منطقة الخصم، كما أن ظهري الجنب علي العبدلي ومحمد مسعد لهما حضور مميز في الشقين الدفاعي والهجومي ما يعزز قوة الهجمة، خصوصاً أن نيبوشا يعشق اللعب على الأطراف ويعطي لاعبي الأطراف حرية التقدم للخطوط الأمامية ومساندة وليد الجيزاني والصربي داركو في المهام الهجومية، وقد يستعين المدرب الأهلاوي بالمحترف التونسي قمامدية هيكل والشاب أحمد درويش في الشوط الثاني. أما الفريق الاتفاقي فله حسابات خاصة بعد أن تجرع مرارة الخسارة أمام منافسه التقليدي القادسية مرتين متتاليتين وليس له خيار سوى الفوز من أجل استعادة الثقة، ويحاول مدربه البرازيلي باتريسيو إعادة ترتيب الصفوف مجدداً والاستفادة من قدرات اللاعبين كما يجب، فهناك أجندة مليئة بالأسماء البارزة في كل المراكز، فالوسط يتألق فيه القائد إبراهيم المغنم والبرازيلي بوليتا والتونسي وجيه الصغير، وأيضاً عبدالرحمن القحطاني وهو الأكثر خطورة وأحد أهم العناصر المؤثرة في الخريطة الاتفاقية، كما أن لدى باتريسيو جبهة هجومية ضاربة في ظل تألق صالح بشير ويسري الباشا وكلاهما يجيد التعامل المثالي مع أنصاف الفرص قرب منطقة الخصم، ويتحمل سياف البيشي وماجد العمري وراشد الرهيب وفيصل سالم مسؤولية الذود عن المناطق الخلفية ومنع الوصول إلى مرمى ظافر البيشي.