اعلن وزير الخزانة البريطاني غوردون براون، وفي احاديث تلفزيونية صباحية سبقت خطابه امام المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم، رغبته بتولي رئاسة الحكومة خلفاً لتوني بلير ليصبح اول اسكتلندي يتسلم المنصب عبر انتخابات حزبية، وليس انتخابات عامة. ومع ان معركته الانتخابية لم تبدأ رسمياً بعد الا انه عرض، امام المؤتمر المنعقد في مانشستر، برنامجه لحكم بريطانيا في مرحلة ما بعد بلير بناء على تجربته الناجحة في ادارة الاقتصاد البريطاني. وأكد ان"التحالف المطلق مع اميركا سيستمر لمكافحة الارهاب". وقال"ان الحكومة ستتخذ كل ما هو مطلوب لتمنع الارهابيين من الحصول على ملجأ آمن في العراق او في افغانستان او اي مكان آخر... وان لا تكون لاموالهم جزر آمنة". وشدد الوزير، المعروف باسم"الاسكتلندي البخيل"بسبب ميله الى خفض الانفاق وزيادة الدخل من الضرائب المباشرة وغير المباشر، على انه"الشخص المناسب"الذي لديه"الخبرة والقيم المثالية"للمنصب. ومع اشادته ببلير الا انه قال انهما"اختلفا مراراً في احيان كثيرة". وبعدما تحدث عن طفولته والحرمان الذي عاشه في اسكتلندا، قال انه يؤمن بأن"على حزب العمال ان يدافع عن مبادئه وبرنامجه من دون ان ينسى روحه"، مشدداً ان باستطاعته هزيمة حزب المحافظين وزعيمه الشاب دايفيد كاميرون في الانتخابات العامة". وبعيداً عن الاقتصاد، جدد براون تمسكه بالحرب على الارهاب وبالتحديث وبالحفاظ على البيئة كما اعلن ان في عهده"ستكون الكلمة الاخيرة للبرلمان في حال ارادت الحكومة ارسال قوات الى الخارج... ما عدا في الحالات الطارئة". وأمل بأن تتمكن حكومته من صوغ دستور لبريطانيا وان يتأسس"عهد جديد في السياسة القائمة على الحقوق والواجبات". ودافع براون عن حزب"متجدد ملتزم الوسطية"وقال:"تجديد حزب العمال يجب ان يرتكز على حقائق اساسية هي الاقتصاد المرن واصلاح المرافق العامة وتعاون بين القطاعين العام والخاص. فتجديد الحزب العمالي سيقوم على هذه الحقيقة الاساسية، الحاجة الى التعاون الشامل في الحرب على الارهاب". وكان براون نفى صباحاً ان يكون شكك في مشروعية الحرب على العراق، لكنه أقر بأنه"كان في وسعنا أن نفعل الأمور على نحو أفضل"بعد الغزو. وابلغ هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي انه يعتقد بأن سياسة بريطانيا الخارجية ينبغي أن يتم رسمها بشكل اساسي وفق قيم الحرية والديموقراطية والعدالة. وأعرب عن دعمه للرئيس الأميركي جورج بوش، مؤكداً ان"لا مستقبل للمشاعر المعادية لأميركا في بريطانيا". وأوضح براون استعداده لتولي منصب رئيس الوزراء بعد خروج بلير من الحكم السنة المقبلة، وان العالم تغير منذ أحداث 11 ايلول سبتمبر. وقال إنه يرى ان"المعركة من أجل كسب القلوب والعقول مهمة على نحو يماثل العمل العسكري والأمني لمكافحة الارهاب". وشدد على أنه ينبغي على الحكومة أن تتخذ"الاجراءات الأمنية الضرورية"لمكافحة الارهاب لكن"معركة الأفكار ينبغي ايضاً تحقيق الفوز فيها". وأشار الى ان هناك الآن جيلاً جديداً من الارهابيين التابعين لتنظيم"القاعدة"وان الناس لهم الحق في معرفة أنه"من الضروري اتخاذ الاجراءات الأمنية الضرورية لحمايتهم وتأمين مستقبل أكثر أمناً وسلاماً في العالم". واشار براون الى انه برزت في الأعوام القليلة الماضية حركات ارهابية عدة، تعمل تحت لواء"القاعدة"لكن لديها رسالة مشتركة هي"رسالة تتعلق بتدمير اسرائيل ورسالة عن بناء دولة دينية منفصلة"، وأكد انه"ينبغي تحقيق الفوز في معركة كسب القلوب والعقول". وشدد على ضرورة عزل المتطرفين عن المعتدلين وأن"نوضح أن الغالبية المعتدلة لن تقبل مطلقاً التطرف الديني العنيف وبالتالي فإنه يتعين علينا أن نكسب معركة الأخطار". ورداً على سؤال عما اذا كان يشارك بلير في اعجابه بالرئيس بوش، قال:"نعم انني ارى أن الرئيس الأميركي عرف منذ أحداث 11 ايلول على وجه التحديد طبيعة المشكلة وهي الارهاب الدولي". وسيشهد مؤتمر العمال اليوم كلمة يلقيها بلير، لن تتضمن التزامه تأييد براون خليفة كما لن يعطي اي اشارات جديدة عن موعد مغادرته الحكم، وإن كان قال سابقاً انه يحضر المؤتمر السنوي للمرة الاخيرة كرئيس للحكومة.