أعادت ايران تأكيد موقفها الرافض للطلب الذي تعتبره أميركياًَ والمتعلق بتعليق تخصيب اليورانيوم للبدء بمفاوضات مباشرة. وشدد الرئيس محمود احمدي نجاد على ان موقف طهران من تعليق التخصيب"يمكن بحثه في ظل ظروف وأوضاع عادلة ومنصفة"، مضيفاً ان بلاده ضمّنت ردها على عرض الحوافز الغربي"موقفاً واضحاً من هذا الامر". في غضون ذلك، طالبت أوساط سياسية الحكومة الايرانية بالحصول على تعهدات أوروبية خطية حول مدة تعليق التخصيب وأهدافه، في حال وجود نية ايرانية بالموافقة اثناء المفاوضات مع الدول الست الداعمة لعرض الحوافز. ورأت مصادر ايرانية مطلعة ان استئناف المفاوضات بين ايران وخمس دول هي: فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين لا يؤثر سلباً على موقف طهران والتأكيد على"حقوقها"التي تتضمنها المعاهدات الدولية وقواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضافت المصادر انه في حين يدرك المسؤولون الايرانيون ان لا بد من مشاركة أميركية في أي تقدم وأي اتفاق نهائي، فإن واشنطن تتعامل مع الملف بأسلوبين: الاول ممارسة الضغوط على طهران لاجبارها على التراجع والقبول بوقف التخصيب كشرط لأي مفاوضات، ما يحقق لأميركا انتصاراً سياسياً يمكن ان تستخدمه كورقة في الانتخابات المقبلة للكونغرس، بعد"سلسلة من الفشل والتعثر في العراق وأفغانستان، وأخيراً في لبنان". والأسلوب الثاني هو"الرغبة في بناء علاقة مع ايران تساعد الولاياتالمتحدة في حل الكثير من الأزمات التي تواجهها في الملفات الاقليمية، ولكن بشروطها ومن دون تقديم أي امتياز". في المقابل، تضيف المصادر ان ايران لا تمانع في استمرار المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بمشاركة الأميركيين، اذا رغبوا، ولكن في اطار معادلة تخرج طهران من دائرة الضغط المباشر من خلال إسقاط شرط وقف تخصيب اليورانيوم لبدء المفاوضات، وإعادة الملف الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليأخذ مساره الطبيعي. وتابعت ان الجانب الايراني يرى ان المفاوضات التي بدأها علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي مع خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي حول الاقتراح الغربي والرد الايراني، بامكانها ان تشكل مقدمات جدية للحل . ولاحظت ان الغياب الاميركي عن طاولة المفاوضات المباشرة في المرحلة الحالية لن يشكل عائقاً أمام التوصل الى هذا الحل ، خصوصاً ان سولانا حصل على تفويض كامل من الدول الست للتفاوض مع ايران حول الملف بكامله، اضافة الى العرض الغربي وما يتضمنه من حديث حول دور ايران في منظومة أمنية اقليمية. الى ذلك رويترز، أفادت مجلة"در شبيغل"الألمانية أمس أن فرنسا وبريطانيا والمانيا ستبدأ محادثات مع ايران وإن لم توقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم أولاً، من دون مشاركة الولاياتالمتحدة التي ترفض اتخاذ أي خطوة قبل وقف البرنامج. ونقلت المجلة عن مصادر ديبلوماسية ألمانية ان هدف الاستراتيجية"الجديدة"اغراء طهران بالجلوس الى طاولة المفاوضات لبحث برنامج الحوافز الذي قدمته الدول الست في حزيران يونيو، الماضي في مقابل تعليق التخصيب. ويتوقّع ان يجتمع سولانا ولاريجاني في أوروبا الاسبوع المقبل، ورجحت المجلة الالمانية ان يعقد اللقاء في بروكسيل. ومنحت الدول الست سولانا مهلة حتى تشرين الأول اكتوبر المقبل، للتوصل الى اتفاق مع ايران في شأن بدء المحادثات. وتابعت المجلة ان الخطة الجديدة نوقشت في اجتماع لكبار المسؤولين في الدول الست والاتحاد الأوروبي في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لم تبدِ موافقة مباشرة على تلك الاستراتيجية لكنها اشارت الى انها قد تتقبلها. وأضافت"درشبيغل"انه في حال عدم احراز الخطة اي تقدم، لن يكون أمام الدول الست خيار سوى بدء مناقشة عقوبات جدية على غرار ما تريده واشنطن. على صعيد آخر، أكد محمد طبطبائي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الخارجية الايرانية أن البرنامج النووي لبلاده انطلق قبل 49 سنة في طهران بدعم أميركي. راجع ص8