أبدى الاتحاد الاوروبي تفاؤلاً حذراً بحلحلة في أزمة النووي الايراني، في أعقاب لقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا وكبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني في بروكسيل ليل الخميس - الجمعة. ووصفت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا اللقاء بأنه شكل بداية جيدة للمفاوضات بشأن عرض الحوافز الغربي الهادف إلى إقناع طهران بوقف تخصيب اليورانيوم. وقالت إن سولانا ولاريجاني"أرسيا القواعد"لاجتماعهما الثلثاء المقبل، بحضور ممثلي الدول الست التي قدمت العرض، وهي: الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا. ويلي اجتماع الثلثاء 11 الشهر الجاري في بروكسيل، اجتماع آخر للدول الخمس في باريس الاربعاء 12 منه لتقويم مسار المفاوضات مع إيران قبل قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في سان بطرسبورغ في 15 الجاري. وقال مصدر في الخارجية الأميركية إن موعد 12 تموز يوليو الجاري الذي حددته واشنطن لتلقي الرد من ايران"ليس مهلة صارمة". وفي وقت اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أنه"ما زال هناك متسع من الوقت لإيجاد حل تفاوضي"للأزمة، انتقل لاريجاني الى مدريد حيث أجرى محادثات أمس، مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو ووزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس، على أن يزور روما الاثنين المقبل، للقاء رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ووزير الخارجية ماسيمو داليما. وأفيد أن ثاباتيرو أبلغ لاريجاني ضرورة أن"تنتهز إيران فرصة العرض الدولي، وتمضي في المفاوضات على أساسه"، فيما حضه موراتينوس على"الرد في أسرع وقت". في بروكسيل، أبلغ"الحياة"مصدر ديبلوماسي مطلع على أجواء لقاء سولانا ولاريجاني، أن الجانب الايراني"بدا في البداية غير مقتنع بالحوافز الدولية"و"متخوف من تبعات الشروط الموضوعة وقف التخصيب كلياً، إضافة إلى خلفيات التجاذب مع بعض الدول الكبرى"المشاركة في تقديمه، وخصوصاً الولاياتالمتحدة. وأضاف المصدر أن"سولانا عمد خلال اللقاء الذي استمر ساعتين إلى تطمين المسؤول الايراني من خلال الاجابة على تساؤلاته وتأكيد صدقية الوعود بدعم إيران اقتصادياً ورفع العقوبات عنها، والاعتراف بدورها الإقليمي". ويأمل الجانبان في استكمال محادثاتهما الثلثاء ل"إحراز تقدم ملموس في صياغة الموقف الايراني وحقيقة الحوافز الدولية". على الأثر، أبلغ سولانا، نتائج محادثاته إلى وزراء خارجية الترويكا الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافة إلى روسياوالولاياتالمتحدة وإسبانيا. وكان لاريجاني، وهو سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أكد لدى وصوله إلى بروكسيل للقاء سولانا،"التزام بلاده بالمفاوضات". وقال ل"الحياة"ديبلوماسي أوروبي إن واشنطن متخوفة من التساهل مع إيران في ظل أزمة التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية لئلا يشجعها ذلك في تحدي المجتمع الدولي. لكن المصدر نفسه أوضح أن طهران تتميز عن بيونغيانغ ب"امتلاكها قدرة على التأثير مباشرة في أزمات تمتد من غزة إلى كابول مروراً بجنوب لبنان والعراق". في أنقرة، اعتبر البرادعي أن"لا حل دائماً للمسألة الايرانية إلا عبر التفاوض، ليس هناك من حل عسكري". وأضاف:"يمكن أن نمارس ضغوطاً ونطبق عقوبات ونلجأ إلى التصعيد، لكن في نهاية المطاف، على الناس أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات ويحاولوا التوصل إلى حل يعتبره الجميع منصفاً وعادلاً". في واشنطن، أبلغ مصدر في الخارجية الأميركية"الحياة"أن موعد 12 الشهر الجاري الذي حددته واشنطن لتلقي الرد الإيراني"ليس مهلة صارمة"بل"موعد تحبذ فيه واشنطن والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تلقي الرد"بشأن رزمة الحوافز. واعتبر المصدر أن الملف الايراني سيتصدر قمة الدول الثماني الكبرى التي سيسبقها لقاء بين الرئيسين جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأشارت الخارجية الى أن جوانب البحث ستعتمد"الى حد كبير على ما سيصدر عن اجتماعات سولانا ولاريجاني"وأن واشنطن ستتحرك بناء على الرد المتوقع من الأخير وترفض استباق هذا التحرك قبل سماع الرد.