وقعت الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الشعب اللبناني التي يرأسها مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة اليونيسف اتفاقية تعاون لدعم برامج ومشاريع صحية وتعليمية وتنموية في لبنان بتكلفة مليونين ومائتين وخمسة وعشرين ألف دولار. وحضر حفلة التوقيع التي أقيمت في فندق"فينيسيا"وزراء: الإعلام غازي العريضي، التربية خالد قباني والصحة محمد جواد خليفة، وسفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة، وسفير منظمة"يونيسف"روبرتو لورنتيل، والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد. واعتبر السفير خوجة"ان ما تقوم به المملكة تجاه لبنان هو واجب قومي وأخوي ينطلق من ثوابت السياسة السعودية التي تقوم على نصرة الاشقاء ومؤازرتهم والوقوف الى جانبهم في السراء والضراء، واننا اذ نأمل ان تكون المساعدات السعودية خففت من معاناة الاخوة اللبنانيين الذين نزحوا عن قراهم وساهمت في تمكين العائلات من اجتياز هذه الظروف الصعبة، نسأل المولى عز وجل ان يمن على لبنان بالأمن والسلام الدائمين، وان ينعم شعبه بالهدوء والاستقرار ليعود هذا البلد الجميل العزيز لؤلؤة تشع في هذه المنطقة وموئلا للعلم والثقافة والفكر". واوضح الحارثي"ان هذه الاتفاقية سينتج منها تأمين اللقاحات والتغذية للاطفال وتأمين الحقيبة المدرسية مع مستلزماتها لاكثر من 320 الف طالب وطالبة، اضافة الى ترميم واعادة بناء شبكات المياه وانشاء خزانات في عدد من القرى في الجنوب التي تعرضت للقصف والتدمير جراء العدوان الاسرائيلي". واذ استعرض تقديمات المملكة للبنان، أشار الى ان"الحملة وقعت اتفاقيات مع منظمات دولية بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لتنفيذ مشاريع اغاثية وانسانية تجاوزت مخصصاتها 66 مليون ريال، ولا يزال عطاء الخير يتواصل لمساعدة الاخوة اللبنانيين وفقاً لتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وبإشراف من الامير نايف بن عبد العزيز". وتوقف الوزير العريضي عند المبادرات السعودية وقال:"هذه رسالة خير ومحبة وتعاون ومؤازرة وتضامن، لا تحمل اي حسابات فئوية او سياسية خاصة، ولا تبحث عن أهداف خاصة للمملكة في لبنان ولا تسعى الى تثمير جهد او عمل في إطار محاولة للتدخل في شأن داخلي او فرض سياسات معينة على الحكومة اللبنانية". اما الوزير قباني فقال:"المملكة العربية السعودية لا تطلب منا لا فضلاً ولا منة. تريد منا فقط شيئاً واحداً ان نكون موحدين". وسأل:"الا يجدر بنا في هذه اللحظة العصيبة والمصيرية من تاريخنا ان نكون جبهة واحدة متراصة في وجه هذا العدو الاسرائيلي فنلقي بخلافاتنا وراء ظهرنا من اجل وحدة هذا الوطن وبناء الدولة؟". واعرب الوزير خليفة عن تقديره لما قامت به المملكة العربية السعودية من دعم للبنان وما قام به خادم الحرمين الشريفين من"دعم غير متناه للبنان". وقال:"وضعنا في لبنان في غاية الصعوبة والتعقيدات، رمي اكثر من مليون و200 الف قنبلة عنقودية في الأيام الخيرة، واذا ما استمرت الامور على حالها فإننا ننتظر اكثر من الفي شهيد في فترة اربع سنوات. نحن شعب نقدم اغلى ما لدينا في سبيل قضايانا وننتظر من الاخوة العرب ان يقفوا معنا. هذا العدو لا يرحم". وشكر اللواء رعد"المبادرات الكريمة والسخية المتلاحقة للملكة العربية السعودية لدعم لبنان وشعبه". واعلن باسم الهيئة عن"أكبر قافلة غذائية تقدمها المملكة للشعب اللبناني". وسئل السفير خوجة عن امكان فتح قنوات تواصل مع"حزب الله"فقال:"ان المملكة العربية السعودية تتعامل مع لبنان ومع جميع الطوائف فيه والاحزاب والقوى السياسية، ولا فرق لديها وهي تؤمن بلبنان الواحد الموحد وكل اللبنانيين يمثلون لبنان". واشار الى"اننا نؤمن بهذه التعددية وان للسعودية صلة بالجميع"، واكد ان"الصلة الرسمية هي مع الحكومة اللبنانية وان العلاقة لم تنقطع مع الجميع". "المشروع الإماراتي" الى ذلك، اطلق سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى لبنان محمد سلطان السويدي"المشروع الاماراتي لدعم اعمار لبنان"، واعلن انه"سيتم اعادة بناء وصيانة 115 مدرسة ويتوقع ان تكون 90 في المئة منها جاهزة بحلول تاريخ 16/10/2006 بحسب الدراسة الهندسية الاولى لفرق الصيانة". كما اعلن انه"سيتم تسديد نفقات الكتب المدرسية لأربعمائة ألف طالب لبناني في مختلف انحاء الجمهورية اللبنانية". ويأتي المشروع بمبادرة من رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ودعم من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومتابعة ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الفريق اول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وكانت إدارة المشروع وزعت 62 مولداً كهربائياً على القرى الجنوبية، وستسلم 9 مولدات لمنظمة"اليونسيف"والتي بدورها ستستخدمها لتشغيل محطات توزيع المياه التي تعرضت للقصف في الجنوب اللبناني.